أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الرئيس المصري والصورة الجديدة














المزيد.....

الرئيس المصري والصورة الجديدة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. أحمد الخميسي

قطع عدلي باشا يكن في عام 1921 مفاوضاته مع الانجليز لانهاء الاحتلال البريطاني، وأقيم له حفل تكريم بفندق" الكونتننتال " بميدان الأوبرا. في الحفل أنصت الحضور لأول مرة إلي قصيدة حافظ إبراهيم الشهيرة " مصر تتحدث عن نفسها". وفيها رسم الشاعر صورة مصر بصفتها " تاج العلا في مفرق الشرق". مصر التي - إذا قدر الإله مماتها - " لا ترى الشرق يرفع الرأس " بعدها. ثم انقضت أربعون سنة تغيرت مصر خلالها بالثورة فرسم لها صلاح جاهين صورة أخرى في يوليو 1966 تجسدت مصر فيها بصفتها"الشعب الفرحان تحت الراية المنصورة". أية صورة ننتظرها لمصر الآن ، وقد انصرم نصف القرن على ترنيمة صلاح جاهين أي مصر نريد أن نرى؟ وأي مصر يتخيلها الرئيس القادم؟
بهذا الصدد سوف تطرح النخبة على الرئيس المصري المقبل صورة ملونة بالأماني البرلمانية ونزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة وتعددية المرشحين والقوائم الفردية أو الحزبية وماشابه من قضايا تدور في إطار الحريات السياسية. لكن هناك أسئلة جوهرية ستحدد بدرجة كبيرة ملامح الصورة، وفي مقدمة تلك الأسئلة طبيعة التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدي الرئيس القادم. موقف الرئيس – أيا كان – من اتفاقيتي كامب ديفيد ومعاهدة السلام المبرمة عام 1979والتي تجعل من سيناء أرضا وقفا لا نستطيع أن نحرك في معظم أراضيها دبابة أو جنديا مصريا من دون إذن أو إتفاق مسبق مع إسرائيل. وهذا الموقف هو حجر الزاوية في علاقة مصر بالاستعمار والتبعية. هل يعلن الرئيس القادم عن موقفه من تلك المعاهدة سيئة الصيت؟ هل يضعها على رأس برنامجه كما وضعت الحركة الوطنية من قبل إلغاء معاهدة 36 مع الانجليز على رأس برنامجها نظرا لأن تلك المعاهدات هي اتفاقيات إذعان تتم تحت ضغوط الطرف الأقوى؟. هل نجد في برنامج الرئيس خطة لتنمية سيناء التي كانت في يوم من الأيام مزرعة فواكه تطعم الإمبراطورية الرومانية ؟ أم أن سيناء ستظل صحارى شاسعة من دون تنمية أي من دون دفاع حقيقي؟ وأنها ستظل بابا للخطر بدلا من أن تكون حصنا للأمن؟
على المستوى الاقتصادي ستتضح معالم الصورة المصرية إذا أعلن المرشح لمنصب الرئيس ما إن كان سيأخذ بطريق التخطيط الاقتصادي والتنمية أم أنه سيواصل سياسة السادات- مبارك الانفتاحية التي جلبت الخراب على مصر؟ وهل سيقوم في هذا السياق بوقف عملية الخصخصة التي تم بواسطتها نهب الاقتصاد المصري ويتعهد بإعادة الشركات المخصصة إلي ملكية الدولة؟ ويفرض الضرائب التصاعدية على الدخل؟ أم أننا سنظل نحيا في ظل التفاوت المرعب في الدخول والذي سمح لأقلية بالتحكم في ثروات مصر بينما يعيش على حافة الفقر نحو خمسين مليون مواطن؟. وإذا كنا نتحدث عن إحدى أعلى نسب البطالة التي تعاني منها مصر فهل ستكون لدي الرئيس سياسة معلنة بشأن تطوير الصناعة الوطنية لتوفير فرص العمل الشريف؟ وسياسة مماثلة للنهوض بالزراعة؟. هل سيكون الرئيس القادم قادراعلى إطلاق طاقات الثقافة الوطنية الديمقراطية العلمية في مواجهة الثقافات الرجعية والاستعمارية والصهيونية وقادرا على تحرير العقل وروح النقد ؟
لم يعد بوسع الناس أن يرتضوا بصورة مصر بصفتها " درة الشرق" ، ولا حتى بصفتها تلك الجموع الفرحى المدمجة في كل واحد . الناس ينتظرون صورة جديدة تماما، ورساما موهوبا قادرا على أن يغمس ريشته في قلب الشعب ليرسم صورة مصر الشبعى المنتجة المتعلمة المتحررة العادلة.

***
أحمد الخميسي . كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشتات لحظة الخطر
- أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات
- تفويض الجيش المصري للسيسي رئيسا
- قائمة للنسيان - قصة قصيرة
- مصر التي في خاطرك
- ثلاثون مليون زهرة
- ما يشغلني في موضوع الدستور ليس الدستور
- التمويل الأجنبي رصاصة في الضمير
- خبز أحلام لزمن قادم
- منى مينا .. انتصار الحقيقة
- لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي
- صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان !
- رقصة شرقية بين العلم والدولة
- بيت جدي - قصة
- قانون التظاهر إهانة بالغة لكرامة الشعب المصري
- اللي يشوف ببلاوى الناس ..
- الإهدار القومي لأعمار المصريين
- ليلة بلا قمر - قصة قصيرة
- الشاعر القطري محمد العجمي.. أنت حر وهم السجناء !
- من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الرئيس المصري والصورة الجديدة