أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي














المزيد.....

لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4309 - 2013 / 12 / 18 - 16:16
المحور: الادب والفن
    



يوافق اليوم الأربعاء 18 ديسمبر اليوم العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة للاحتفال سنويا باللغة العربية التي يتكلمها ويتعلمها نحو نصف مليار نسمة وتعد سادس لغات العالم انتشارا. وفي الوقت الذي يتعرض فيه نصف لغات العالم البالغ عددها ستة آلاف وخمسائة لخطر الانقراض نهاية هذا القرن فإن لغتنا تظل مشرقة بالثقافة والتاريخ والشعر والأدب. بهذه المناسبة ستحتفل وزارة الثقافة ببرنامج شامل بدءا من المجلس الأعلى وهيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب ومصلحة الاستعلامات وقطاع الفنون التشكيلية ومكتبة القاهرة الكبرى، وينضم إلي ذلك إذاعة صوت العرب ورابطة الجامعات الإسلامية حتى جوجول التي أطلقت مبادرة " بالعربي أحلى". سوف تلقى الكلمات وتدار أشرطة سينمائية وتطلق القصائد وتتمحور الأبحاث وتستدعى الذكريات الأندلسية وتنفق النقود على وجبات سريعة ومكافآت للضيوف ثم ينفض المولد ونعود إلي سيرنا في شوارع ممتلئة باللافتات الحكومية المكتوبة بالأخطاء النحوية والاملائية وإلي أبنائنا الذين يعضعضون الأقلام بغيظ وهم يكرون قصائد لا يفهمونها من نوع " أتاني أبيت اللعن أنك لمتني"، وفي المساء نستريح أمام التلفزيون لنتلقى جرعة أخرى مكثفة من أخطاء المذيعين نطقا وتصريفا. ومن المؤسف أن يجهل نصف الشعب المصري لغته ويعجز بحكم الأمية عن القراءة والكتابة بها، بينما تحتفل حكومته بانتشار تلك اللغة في العالم!
وإذا كانت الدولة جادة في الاحتفال باللغة العربية فإن أولى خطوات الاحتفاء أن نبدأ بوضع خطة لمحو أمية نحو خمسين مليون مواطن، وأن نعلن عن مواعيد ومراحل تنفيذها. أما الخطب العصماء عن عظمة " الضاد " وحلاوة شعر البحتري فإنها لن تبدل شيئا من مهانة الأمية الأشد وطأة من سير إنسان فقير حافيا، لأنه بالأمية يحفى عقل الإنسان وروحه. على الدولة والحكومة أن تغير مناهج تعليم اللغة في المدارس بشكل جذري، فلا تبدأ تعليم التلاميذ الشعر العربي انطلاقا من القديم وصولا إلي الحديث، بل على العكس أن تنطلق من الشعر الحديث السهل على التلاميذ ثم تمضي بهم إلي قديم الشعر الصعب. عليها أن تبدأ بحافظ إبراهيم ، ومحمود حسن إسماعيل، وبراهيم ناجي، ونزار القباني، وأحمد حجازي، وغيرهم، ثم تصل إلي أبي العتاهية. ولابد أن يعهد إلي لجنة من الأدباء والشعراء بوضع المناهج الأدبية في التعليم فلا يترك ذلك للموظفين محدودي الدخل والخيال والثقافة. لابد للدولة أن تظهر صرامة فيما يتعلق بجهل المذيعين ومقدمي البرامج وإعلانات التلفزيونات وأن تشترط وجود مراجع لغوي في كل قناة لكي لايصك آذاننا من الشاشات كل ما يدل على الجهل. عليها أيضا أن ترفع من مستوى المدرسين ماديا وأدبيا بحيث لا نسمع – كما حدث أمامي ذات مرة – معلمة تقول لتلميذتها " اشتهجي ( بالشين ) كلمة حضرموت يابطة"! يجدر بالدولة أيضا ألا تمنح أحدا شهادته الجامعية إلا مع قيامه بمحو أمية خمسة مواطنين على الأقل. هناك الكثير مما يمكن القيام به لكي يكون للاحتفالات معنى. اللغة هي الوجود العقلي والفكري والشعوري للإنسان والأمم. وكل فقر وجهل لغوي هو فقر وجهل فكري وروحي. آن الأوان لكي نثرى شعبنا بنشر لغتنا بيننا، هنا، إلا إذا كنا نحتفل بلغتهم!
***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان !
- رقصة شرقية بين العلم والدولة
- بيت جدي - قصة
- قانون التظاهر إهانة بالغة لكرامة الشعب المصري
- اللي يشوف ببلاوى الناس ..
- الإهدار القومي لأعمار المصريين
- ليلة بلا قمر - قصة قصيرة
- الشاعر القطري محمد العجمي.. أنت حر وهم السجناء !
- من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟
- رئيس مصر القادم
- أشواق الوعي المصري .. حكاية الدساتير المصرية
- أنا وأنتِ - قصة قصيرة
- مواجهة الإخوان من الجغرافيا إلي التاريخ
- فض الاعتصام الفكري للإخوان في مصر
- كائنات الوهج الالكتروني
- مصر.. خطوة للأمام .. عشر خطوات للوراء
- رمق صغير لشعب كبير
- رؤوس الفن المقطوعة .. أم كلثوم وأبو العلاء وطه حسين
- انبذوا العنف .. حين نمارس العنف ضدكم !
- حكايات النفوس الميتة


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي