أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - رئيس مصر القادم














المزيد.....

رئيس مصر القادم


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في طفولتنا كنا نذهب كل يوم خميس إلي سينما "الشرق" القريبة من منزلنا بشارع خيرت. نبدأ الأمسية بكوب سوبيا بقرش صاغ ثم نشترى تذكرة دخول بثلاثة قروش إلي "الترسو". معظم الأفلام التي شاهدتها هناك كانت عن رعاة البقر في الغرب وبطلها اللامع هو جاري كوبر المنهمك في مطاردة الأشرار من أول لقطة إلي آخرلقطة من دون أن ينزل من على حصانه لجظة واحدة . في أحيان كثيرة كان الحصان وليس الممثل يثير دهشتي بطاقته على الجرى متحملا ثقل النجم العملاق فأهمس للحصان في سري"والله أنت اللي شايل الفيلم"! بطل تلك الأفلام كان بالنسبة إلينا"الشجيع". نتعجب بسرور ونحن نراه يمضي تحت وابل من الرصاص والبارود يتفجر حوله والسهام تنهمر عليه لكنه يخرج من كل هذا سالما بياقة قميصه مفرودة كما كانت وأحسن! وإذا بدا الذهول على أحدنا صاح فيه الثاني بحرارة " ده الشجيع ياجدع"! أي أنه البطل لا يمسه أذى ولا يطاله جرح! . حين كبرنا وعركتنا الحياة أدركنا أن أبطال الأفلام لايتعرضون للأذى، أما أبطال الواقع فغالبا ما تطالهم المعارك بجراحها، وأحيانا يموتون أو يقتلون فيها. معظم زعماء الثورات في العالم تعرضوا للنفي والموت. أحمد عرابي كان قاب قوسين من الإعدام ثم نفي إلي سيلان لعشرين عاما عقابا له على اعتقاده بأننا " لسنا عبيدا ولن نورث بعداليوم". عمر المختار تم إعدامه في 16 سبتمبر 1931 وظلت حية من بعده صيحته العظيمة "لاتحني رأسك فقد لا تتاح لك الفرصة لرفعها مرة أخرى"! لينين تعرض لمحاولةاغتيال في روسيا عام 1918على يد اليهودية " فانيا كابلان". سعد زغلول تم نفيه إلي مالطا في مارس 1919. غاندي تعرض لست محاولات اغتيال وسقط صريعا في 1948 بثلاث رصاصات أطلقتها عليه امرأة هندية . عبدالناصر تعرض لمحاولة لاغتياله من الإخوان في أكتوبر 1954. نلسون مانديلا قضى نحو ثلاثين عاما في زنزانة. جيفارا اغتالوه في أكتوبر 1967. مارتن لوثر كنج اغتالوه في أبريل 1968. ياسر عرفات توفي بالسم في نوفمبر 2004 . وسنجد قائمة طويلة أخرى للكتاب والمفكرين" الشجعان"الذين تعرضوا للاضطهاد والملاحقة عبرالتاريخ. أما جاري كوبر، وجريجوري بك، وشون كونري، وغيرهم من أبطال الشاشة في الستينات فكانت لديهم حصانة ضد الخطر، تجتمع على الواحد منهم جيوش الأمم كلها فينتصرعليها بمفرده في الجو والبر والبحر من دون أن تبتل علبة سجائره أو تنطفيء لمعةحذائه البراق. حين كبرنا أدركنا أن " الشجيع" في أفلام الطفولة شيء، و"الشجيع" في معترك الحياة الاجتماعية الواقعية شيء آخر. ولسبب مجهول، يبدو زعماء المعارضة عندنا مثل " شجيع السيما" محصنين ضد المخاطر يخرجون من كل ورطة مبتسمين وياقات قمصانهم مفرودة ونظيفة، بينما يموت جيكا عصفورالثورة، وغيره من الشباب الذين يقتحمون النيران. في السينما قد تهوى ذلك البطل الخارق الذي لا يتأذى، لكن في الواقع ستعشق جيكا وسالى والحسيني أبوضيف وغيرهم من الشهداء الذين تطالهم الطعنات وينفذ الرصاص إليهم. في السينما تكون الصورة هي الأساس،وفي الواقع يكون الفعل هو الأساس. ولسبب مجهول فإن معظم وجود زعماء المعارضة عندنا يتجسد على شاشات التلفزيون وفي صور الجرائد، أما الفعل فيقع على عاتق عمر بائع البطاطا الصغير. البرادعي على سبيل المثال لم يتعرض لأي تهديد أو خطر حقيقي ماعدا مرة كان يدلي فيها بصوته في مارس 2011 بشأن التعديلات الدستورية في مدرسة خلف قسم شرطة المقطم ورشق الأهالي سيارته بالحجارة وأجبروه على الهرولة والهروب، واحتفظ بعدها بوجوده السياسي في الصور بعيدا عن بطولات الواقع. أما السيد البدوي رئيس حزب الوفد فتلقى صفعة على قفاه في ميدان التحرير في نوفمبر 2012 وحافظ بعدها على وجوده في " الصور". أيمن نور كان الوحيد الذي سجن في ديسمبر 2005 لكن لسبب يتعلق بتزوير التوكيلات لحزبه. بينما سقط نحو ألف شهيد في 25 يناير غير الذين استشهدوا بعد ذلك. زعماء المعارضة عندنا من النوع الذي يقال عنه " ده الشجيع ياجدع" أي أنه لايصاب بضرر ولا يموت، لأن المعاناة والموت في الثورات من نصيب البسطاء الذين لا يطمحون إلي زعامة أو منصب أو قطعة من كعكة السلطة. وقريبا ستبدأ في مصر الانتخابات الرئاسية، وستجد أن كل أولئك قد اندفعوا إليها، على أساس أن" الشجيع" يظل حيا حتى نهاية الفيلم، بل وعادة ما يفوز في النهايةبالكنز المخبؤ أو بالأميرة الجميلة فيأخذها على حصانه ويرمح بها ليقضي ليالي الهناء والسرور. أما نحن المتفرجين فسنرجع إلي بيوتنا مبهورين هاتفين" ده الشجيع ياجدع "! لانريد أبطالا في انتخابات الرئاسة القادمة. البطل الوحيد الذي سأعطي له صوتي هو" برنامج " اقتصادي وسياسي محدد ومعلن. لقد أصبحنا في أمس الحاجة إلي انتخاب" برنامج " يحكم مصر!
+++



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشواق الوعي المصري .. حكاية الدساتير المصرية
- أنا وأنتِ - قصة قصيرة
- مواجهة الإخوان من الجغرافيا إلي التاريخ
- فض الاعتصام الفكري للإخوان في مصر
- كائنات الوهج الالكتروني
- مصر.. خطوة للأمام .. عشر خطوات للوراء
- رمق صغير لشعب كبير
- رؤوس الفن المقطوعة .. أم كلثوم وأبو العلاء وطه حسين
- انبذوا العنف .. حين نمارس العنف ضدكم !
- حكايات النفوس الميتة
- مرحلة انتهت بحكم الإخوان .. ومرحلة تنهي حكم الإخوان
- إنهم يقتلون الأدباء .. أليس كذلك؟
- معركة القضاء المصري معركة الثقافة
- والله طيب يا حمص أخضر !
- ثقافة الهوان في دستور الإخوان
- دعونا نجرب عاما جديدا
- الطوابير المؤنثة .. وصانعة المستقبل
- استفتاء شعبي آخر .. وتصبح - لا - قوة مؤثرة
- مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا
- مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !


المزيد.....




- -عملية الوحش الزائف-.. الشرطة البرازيلية تحبط مخططا لاستهداف ...
- إيران ترد على اتهامات نتنياهو بوقوفها خلف هجمات الحوثيين ضد ...
- وزير خارجية باكستان: لا نسعى للتصعيد مع الهند لكننا جاهزون ل ...
- البرتغال تُعلن عن طرد 18,000 مهاجر غير شرعي عشية الانتخابات ...
- الجيش الباكستاني يعلن عن إجراء تجربة صاروخية ثانية (فيديو)
- زعيمها مختبئ في الإمارات.. الأمن الروسي يعتقل مجموعة إجرامية ...
- حريق يلتهم منتجعا سياحيا شمال لبنان (فيديو)
- هل بإمكان ظاهرة جوية التسبب في انقطاع واسع النطاق للكهرباء ف ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي خلال حادث سيارة عملياتي في غ ...
- -بيلد- تكشف عن التشكيل الجديد للحكومة الألمانية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - رئيس مصر القادم