أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مرحلة انتهت بحكم الإخوان .. ومرحلة تنهي حكم الإخوان















المزيد.....

مرحلة انتهت بحكم الإخوان .. ومرحلة تنهي حكم الإخوان


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



احتفلت مصر ملء شوارعها بالذكرى الثانية للانتفاضة التي أسقطت مبارك بخريطة واسعة من التحالفات بين القوى السياسية. إلا أن الاحتفال انطوى هذه المرة على ما هو أبعد وأعمق، فقد ضخت فيه مصر دماء شهداء جدد، وضخت فيه من عقلها الصبور الرحيم الثائر حكمة وحنكة وخبرة عامين، فجاء الاحتفال حدا فاصلا فكريا ونفسيا بين عهد انتهى بحكم الإخوان وعهد لابد أن ينهى حكم الإخوان. باختصار كان الاحتفال خطوة أخرى إلي الأمام في حركة ثورة تسبق بدمائها وأمانيها كافة أحزاب المعارضة. نصف العام الأخير كان كافيا للشارع المصري ليدرك بوضوح قاطع جوهر" الإخوان " بصفتهم ممثلي أعتى تيار سياسي رجعي فاشي، أقصى ماعنده إطلاق البخور لمداراة التخلف والبؤس. هكذا قدم الإخوان أنفسهم منذ أن تولى مرسي الحكم حين أسالوا دماء الشباب تلو الدماء،وهكذا قدموا أنفسهم مع الإعلان الدستوري المشئوم، والدستور غير الوطني، ثم الانقضاض على استقلال القضاء، وفتح حجرات التعذيب تحت سور قصر الاتحادية، ونشر الميلشيات الارهابية في كل مكان، وأخيرا فرض الطوارئ على مدن القناة التي لم تستطع بريطانيا وفرنسا وإسرائيل إخضاعها. إلا أن الأهم والأخطر أن " الإخوان" لم يستطيعوا تقديم حل من أي نوع لأزمات المجتمع المصري، كما أنهم لم يتطرقوا من قريب أو بعيد لأية خطط لحل تلك الأزمات مستقبلا، وانحصر إنجازهم السياسي الوحيد في تكفير المسلمين وتهجير المسيحيين واسترضاء اليهود!
الاحتفال هذه المرة كان إعلانا بقطع الناس علاقتهم بالإخوان نهائيا ، والمطالبة برحيل مرسي، أي إنهاء حكم الفاشية المتخلفة. وعندما استعار مرسي من متاحف التاريخ سيفا صدئا وطيلسان طاغية قديم ولوح بسبابته منذرا متوعدا بفرض الطوارئ على مدن القناة، أجابه الشعب المصري بأكمله بتلويحة من الأصبع الوسطى امتد ظلها العملاق بين الأرض والسماء. وضاعت في الظل الكبير ملامح عابر الطريق، المهرج الكئيب، ابن المصادفة التاريخية التي رفعته إلي قمة سبعة آلاف عام من الحضارة والثورات. في الاحتفال بالذكرى الثانية ل 25 يناير قطع الشعب علاقته بالإخوان ، ورفع شعار إسقاط الفاشية، يتبقى العلاقة مع المعارضة التي راح الناس ينشدون دعمها فلم يجدوا من ذلك شيئا. فقط صكت أسماع الناس مبادرة البرادعي وصباحي لحوار وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والدعوة لأن يشارك الجيش في الحكم! ووصل الأمر حد القبول بمبادرة من مخيون زعيم حزب النور الذي أعلن أنه سيجلس مع قادة المعارضة قياسا على أن الرسول ( صلعم) جلس مع الكفرة ! وأكد نادر بكار المعنى نفسه بقوله " لماذا يستنكر الإخوان جلوسنا مع جبهة الإنقاذ وقد جلس الرسول مع الكافر سهيل بن عمرو"! والأكثر مهانة أن تظل المعارضة تتوسل حكومة وحدة وطنية فيرمي مرسي باقتراحها إلي سلة المهملات بعبارة واحدة " لن نشكل أية حكومة جديدة ".
والحق أن كل حوار، وكل حكومة يتقاسم فيها قادة المعارضة الحكم مع الإخوان هي عملية تجميل وترقيع لوجه الفاشية، وليس دور المعارضة أو ما تدعي أنها معارضة تجميل وجه الفاشية ، إلا إن كان صحيحا أن " الكثيرون حول السلطة ، قليلون حول الوطن " . لماذا نجمل وجه الوحش البدائي؟ ونقوم بشد جلد هذا الوجه القبيح ؟ وهل تنحصر رسالة البرادعي والمعارضة في تسويق " الفاشية " المعدلة؟
وعندما وقع أكثر من ستة عشر حزبا وحركة بيانا في 31 يناير يدعو الناس إلي التظاهر في " جمعة الخلاص " غاب عن البيان التوجه الرئيسي للناس أي " إسقاط حكم الفاشية " وبلور البيان هدفه بأنه "وصول صوت الشعب المصرى بوضوح إلى السلطة التى لا تسمع ولا تستوعب ولا تستجيب"! مما يعني أن لدي تلك المعارضة أملا في أنه ما أن يصل صوت الشعب إلي السلطة فإنها ستنصت إليه وتقوم بتغير نهجها الفاشي! هل يمكن أن تصل الأوهام إلي هذا الحد؟ أم أن أقصى طموح للمعارضة هو الحصول على قطعة من كعكة الحكم مع الإخوان أو غيرهم والفوز بمقعدين وزاريين؟. في اعتقادي أن الموقف الصحيح الوحيد من حكم الفاشية ليس اللهاث وراء الحوار معها، لكن الدعوة لاسقاطها والمطالبة بمحاكمة مرسي عن جرائمه وعن الدماء التي أسالها منذ وصوله إلي الحكم .
في 25 يناير 2013 ، انتهت علاقة الناس بالإخوان. وفي ذلك اليوم نفسه تعمقت شكوك الناس في قدرة أحزاب المعارضة على القيام بدور حقيقي. في ذلك اليوم فصلت الجماهير نفسها عن الفاشية وعن المعارضة الهزيلة في لحظة واحدة. وأظن أن الناس الآن يستشرفون طريقا مغايرا ، ويخطون نحو بلورة قيادات شعبية قادرة على تمثيل الجماهير حقا ، ليس بالصراع حول الدستور والبرلمان والانتخابات النزيهة، بل بالصراع حول برنامج اقتصادي سياسي اجتماعي يكون هو الفيصل الملزم، برنامج يجسد أهداف الثورة التي مازالت حبيسة العبارات العامة :" حرية . عيش . عدالة اجتماعية ". برنامج يتناول بدقة وبالتفصيل كيفية تطوير الصناعة الوطنية، والنهوض بالزراعة، والتعليم، والصحة، والإسكان، وتوزيع الدخل، والعمل، والبطالة ، وحرية الإبداع والثقافة ، برنامج يكون وثيقة للثورة أبعد من احصاء عدد مقاعد البرلمان.
أمر آخر، أظنه يختمر في العقول والضمائر ببطء هو الموقف الأمريكي مما يجري. فعلى الرغم من عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص مرسي وعدد المصابين الضخم - فلنتذكر فقط سقوط أكثر من خمسين شهيدا خلال الاحتجاج على أحكام مذبحة بورسعيد - وبالرغم من كل أشكال انتهاك الحريات – والحريات معشوقة أمريكا - فإن البيت الأبيض الأمريكي ومن ورائه الاتحاد الأوروبي يغض النظر عما يجري. في هذا السياق يطالب وزير الخارجية الأمريكية الجديد " جون كيري" بعدم وقف المساعدات الأمريكية لمصر أو ربطها بتسوية الأوضاع الداخلية في مصر! والمعنى الوحيد لذلك التصريح أن أمريكا ستواصل دعمها لمرسي والإخوان بغض النظر عن الدماء التي يجريها رصاص الفاشية، مادامت الفاشية وفية للتبعية الاقتصادية والسياسية، إنه الموقف نفسه الذي دعم مبارك ثلاثين عاما ضد شعبه. أيضا فقد لاحظ الكثيرون ارتباط قرار فرض حالة الطوارئ على مدن القناة بزيارة قام بها للقاهرة ماثيو أولسن مدير إدارة مكافحة الإرهاب بوزارة الدفاع الأمريكية خلال احتدام الاحتجاجات الشعبية بمصر. كما أن الصحف الأمريكية والأوروبية التي تتابع الوضع في مصر اكتفت برصد مايجري من أحداث، بدون إدانة واضحة لنظام مرسي. واكتفت " فاينانشيال تايمز " بالقول بأن ماتشهده الميادين المصرية إنما هو" رد فعل على محاولة النظام الحاكم الاستئثار بالسلطة " بدون أن تحدد موقفا من مسألة الاستئثار بالحكم! وقدرت " نيويورك تايمز " أن الغضب الذي عم مدينة بورسعيد " يعد بمثابة أكبر تحد لجهود الحكومة المصرية لإعادة النظام ". طيب ما موقفكم من الغضب؟ ومن الذين يقمعون المتظاهرين؟ لاشيء. فقط رصد لما يجري، مثل صورة فوتوغرافية لمشهد بدون تعليق أو موقف. بهذه الروح أيضا علقت " واشنطن بوست " على الوضع الداخلي . وأعتقد أن موقف البرادعي وزملائه من السعي للحوار مع الإخوان والجري وراء وهم حكومة وحدة وطنية هو امتداد للموقف الأمريكي في طبعة مصرية.
إنه طريق شاق وطويل ، ولن تذهب آمال الصدور التي فتحت قمصانها للرصاص هدرا. وستظل هذه الآمال تشد أزر الشوارع وتلهمها حتى تنهى حكم الإخوان ، وترى الأماني حقيقة، برغم الفاشية والمخططات الأمريكية ورغم المعارضة ! وإن آجلا أم عاجلا سيرحل المهرج الكئيب الذي يلوك سذاجة القرون الوسطى كأنها معجزات ويعرض بثقل ظل حيلا سمجة ولى زمانها .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يقتلون الأدباء .. أليس كذلك؟
- معركة القضاء المصري معركة الثقافة
- والله طيب يا حمص أخضر !
- ثقافة الهوان في دستور الإخوان
- دعونا نجرب عاما جديدا
- الطوابير المؤنثة .. وصانعة المستقبل
- استفتاء شعبي آخر .. وتصبح - لا - قوة مؤثرة
- مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا
- مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !
- ومض
- الثقافة والجلافة فيما جرى مع علاء الديب
- الإخوان ذراع الطغيان
- قبضة الفاشية في إعلان دستوري بمصر
- يكفي أيها اليوم أنك جئت.. لكي لا أعاتبك
- كيف منحنا قلوبنا للرصاص الذي انهمر ؟
- خمسون زهرة ياصاحب الوجه الكئيب
- الدولة العزيزة .. من فضلك لاتحمي الوحدة الثقافية
- الفاشية في مصر تدق الكعب !
- إسرائيل تدك غزة .. لن نغفر ولن ننسى
- - بوس الواوا - .. تهدد الأمن القومي المصري ؟!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مرحلة انتهت بحكم الإخوان .. ومرحلة تنهي حكم الإخوان