أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مصر التي في خاطرك














المزيد.....

مصر التي في خاطرك


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



معظم من قال " نعم" للدستور لم يقرأه ومن باب أولى لم يقارن بينه وبين الدستور السابق. لكن" نعم" بتلك النسبة المرتفعة كانت لما هو أبعد من وثيقة دستورية. "نعم" كانت للحلم بنظام حكم يوفر العدل والكرامة للجميع. ولم تكن الزغاريد التي أطلقتها النساء في اللجان الانتخابية سوى ترنيمة أمنيات بالتحرر من القهر الاقتصادي والاجتماعي الطويل. تمايلت وزغردت ورقصت وشدت عنقها لأعلى كل الآمال في الخبز والمساواة والتعليم والعلاج والسكن. آمال قائمة مثل صخرة صلبة في شعب لا يعرف اليأس. الآن وقد تم إقرار الدستور عليك أن تضخ الحياة إلي نصوصه وأن تطالب بنصيبك من ثروة بلادك التي راكمها كدح الملايين وأنت واحد منهم. وعندما تسأل" أين حقي؟" سيقودونك عبر متاهات حتى تلتبس عليك الأمور. سيقولون لك إن الثقافة هي ثروتنا القومية الأولى. قل لهم شكرا. هي ثروة حقا لكنها معنوية وأنا أريد نصيبي من ثروة مصر المادية. احتفظوا لأنفسكم بالمنفلوطي وأمير الشعراء وقائمة الأفلام الطويلة وكل الأغاني والتمثيليات وأعطوني نصيبي من الدخل القومي، حينها سيكون لدي ما أشترى به الجرائد والكتب لأتعرف إلي ثقافتي. وقل لهم إن ثروة الأمم تقاس بإجمالي الناتج القومي، بحجم انتاجها الزراعي والصناعي، بعدد المصانع،وحجم الميزانية، ومستوى التعليم والعلاج ونسبة البطالة وعدد العلماء والمعامل والمدارس والجامعات والقدرة على استخدام الذرة. أضف إلي ذلك أن الوطن هو الذي يخلق الثقافة، وأن وطنا مقسما بالجوع والثراء غير وطن توحده المساواة فتطلق قدراته الإبداعية. قل لهم إنك لاتريد ثقافة تكون هي كل ثروتنا القومية، لكنك تريد ثروة مادية توزع بالعدل فتصبح أساسا لتطوير الثقافة . عندما تتمسك بأن تحصل على حقك سيعيدون على سمعك " مصر التي في خاطري وفي فمي" لكي تذوب حقوقك في نشيد وطني عام. إذا فعلوا، قل لهم إن مصر التي في خاطرك غير التي في خاطرهم. عندهم لابد أن تبقى مصر بلد الثمانين بالمئة من السكان الذين تحت خطر الفقر بدخل دولارين في اليوم، وأن يظلوا هم ثلاثين ألف مليونير ينعمون بحياة بذخ خرافي. في خاطرك أنت أن الشعب هو صانع الثروة وأن لك بالحتم نصيبا منها. في خاطرهم مصر هي" عيشوا كراما تحت ظل العلم"، وفي خاطرك أنت"عيشوا كراما تحت سقف السكن". سيكرون على أذنيك لحن " مانقولش إيه إدتنا مصر؟". قل لهم طبيعي ألا تسألوا ماذا أعطتكم مصر بعد أن أصبح عشرون بالمئة منكم يتحكمون في ثمانين بالمئة من ثروة مصر، وواحد بالمئة من بينكم يتحكم في خمسين بالمئة من ثروات طبقتكم. أما الغالبية العظمى التي لم تحصل على أي شيء فإن من حقها أن تسأل بعد إقرار الدستور" ماذا أعطتنا مصر؟"، وأن تتساءل "وماذا ستعطينا ؟"، لأن الملايين لم يحصلوا على شيء بعد رغم أنهم هم من يفتحون صدورهم للنيران، ومن يديرون المكن في المصانع، ويعرقون في الحقول، ويشكلون عماد الجيش في الحروب. آن الأوان لكي يكون الدستور خطوة على طريق لوقف النهب التاريخي. ولكي تزول إلي الأبد صورة الأمة التي رسمها ذات يوم إسماعيل المفتش حين قال لنوبار باشا " إن مصر مثل زكيبة الدقيق تسحب منها الدقيق ولكن إذا ضربتها بالعصا يمكنك الحصول باستمرار على مزيد من الدقيق"!



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثون مليون زهرة
- ما يشغلني في موضوع الدستور ليس الدستور
- التمويل الأجنبي رصاصة في الضمير
- خبز أحلام لزمن قادم
- منى مينا .. انتصار الحقيقة
- لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي
- صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان !
- رقصة شرقية بين العلم والدولة
- بيت جدي - قصة
- قانون التظاهر إهانة بالغة لكرامة الشعب المصري
- اللي يشوف ببلاوى الناس ..
- الإهدار القومي لأعمار المصريين
- ليلة بلا قمر - قصة قصيرة
- الشاعر القطري محمد العجمي.. أنت حر وهم السجناء !
- من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟
- رئيس مصر القادم
- أشواق الوعي المصري .. حكاية الدساتير المصرية
- أنا وأنتِ - قصة قصيرة
- مواجهة الإخوان من الجغرافيا إلي التاريخ
- فض الاعتصام الفكري للإخوان في مصر


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مصر التي في خاطرك