أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - هل القسوة أصل من أصول التربية ؟














المزيد.....

هل القسوة أصل من أصول التربية ؟


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل القسوة أصل من أصول التربية ؟ !
سميرة الوردي
وأنا أتصفح الفيس بك
المدى برس/ ميسان
أفاد مصدر في شرطة محافظة ميسان، اليوم الاثنين، بأن طالبا في المرحلة الابتدائية توفي بعد شهر على دخوله في غيبوبة اثر تعرضه للضرب بقضيب حديدي من قبل مدير مدرسته جنوبي العمارة (380 كم جنوب بغداد
وقال المصدر في حديث الى (المدى برس)، إن "طالبا يبلغ من العمر11 عاما في الصف الخامس الابتدائي فارق الحياة، مساء اليوم، بعد غيبوبة استمرت لمدة شهر كامل في مستشفى الصدر اثر تعرضه لضربة بقضيب من الحديد من قبل مدير مدرسته في قضاء المشرح، (20 كم جنوبي العمارة)"، موضحا أن "الطالب كان فاقدا للوعي ومصابا بنزيف دموي داخلي".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "جثة الطالب تم نقلها الى دائرة الطب العدلي".
وتعد ميسان من المحافظات المستقرة امنيا، الا انها تشهد حدوث مشاكل عشائرية او جرائم جنائية بين الحين والاخر)) ..
إننا نمر بقرون وسطى قرون مفعمة بالجهل والتجهيل وبفرض السيطرة على الحياة بالقسوة وباسم الرب ، دافعين القوانين الموضوعية عرض الحائط ، منذ زمن طويل ونحن نحيا تحت سلطة التخويف من السلطة ومن الأب اي رب الأسرة والزوج والأخ الكبير والمدرس ، وهكذا تتالى العقود والجميع يدورون في دوامة مفرطة من العنف والتخويف حتى سكن الخوف والقسوة في أعماق سحيقة من نفوسنا وضمائرنا .
لقد مررت بتجربة مشابهة مع ولدي الذي كان آنذاك في الصف الثاني الإبتدائي أي في مرحلة تأسيسية لحياة أطفالنا ، وما سيكون لها من تأثير عظيم في مستقبل حياتهم العلمية والنفسية والإجتماعية .
جاءني متذمرا من المدرسة ويريد تركها بكل اصرار وعناد وكلما أردت معرفة سبب عناده التزم بالصمت ، علما أنه كان من الأطفال الأذكياء والمتفوقين بالرغم من بداية الطريق .
وما زلت ألح عليه لأعرف السبب حتى نظر الي بخوف قائلاً : معلمتي ضربتني على رأسي بالمسطرة . سألته إن كان قد أساء التصرف في الصف أو عمل شيئا أغضبها ، نفى ان يكون قد أحدث شيئا أثار غضبها .
استرضيته وطيبت خاطره وقلت له سأسير معك الى المدرسه فلا تخف ولكنه بكى وقال : أخاف من المعلمة إن أنتِ شكوتيها ، احتظنته وطمأنته . وسرت معه في صباح اليوم الثاني وشكوت الى المدير ما حدث لولدي ، فاستدعى المدير المعلمة كانت شابة في مقتبل العمر ، ما أن عرفت سبب قدومي الى المدرسة حتى بان الإنفعال على ملامحها ، قلت لها بهدوء لاتنفعلي ، مهمتك عسيرة وانت في أول الطريق لابد لك من الصبر والأخذ بيدهم إن أخطأوا أو أساؤا والضرب ممنوع بقانون رسمي في المدارس ، وأتمنى أن لا تكرري هذه الفعلة لا معه ولا مع غيره .
استأذنت من المدير وخرجت آملة بأن ما قلته للمعلمة سينفعها .
ولكن بعد يومين عاد الي بنفس لهجته الغاضبة المتذمرة رافضا الذهاب الى المدرسة لأنها ضربته ثانية على رأسه .
سرت ثانية الى المدرسة ومن حسن الحظ كان نفس المدير لأنه أحيانا يغيب ويكلف المعاونة للقيام بمهامه ، وما إن عرف سبب مجيئي حتى بعث خلف المعلمة وما أن شاهدتني ، امتعضت ،
قلت لها إنني غير بعيدة عن العملية التربوية ولذا من حقي أن أسألك عن سبب ضربك له ؟
أجابتني : إنه حرك
سألتها هل يصرخ في الصف ؟
لا
هل أساء لأحد ؟
لا
هل أساء لك ؟
لا
إنه حرك فقط
وهل حركته تستوجب ضربه على رأسه وتعريضه للخطر؟ ، إنني لم أرسل لك نبيا لتعلميه بل أرسلت لك طفلا تساعديه على تعلم القراءة والكتابة والتمتع بما يتعلمه ، وإنني آسفة أن أبلغك إذا ضربتيه ثالثة فسيكون بيني وبينك وزارة التربية ، ولم يكن في وزارة التربية في حينها إمعات استولوا على مراكز القرار بقدرة قادر ويأثرون في المناهج حسب رغباتهم . وإنما أصدرت الوزارة قرارا عممته على كل المدارس بمنع ضرب التلاميذ . ومن لم يلتزم يعرض نفسه ومهنته للعقوبة .
لابد لمن كان يقدم الى الكليات التربوية بغرض الإختصاص في التعليم من توفر شروط عديدة ، أهمها اللياقة البدنية والعقلية والنفسية ، ولكننا في مجتمع يتجاهل أبسط مقومات السلامة النفسية للتربوي والطفل ، مما يؤدي الى حالات ومصاعب تصاحب العملية التربوية والتي تؤدي الى تسرب أعداد كبيرة من التلاميذ والطلاب وهم لم يتأهلوا علميا ، لمواصلة حياتهم كبناة في المجتمع .
وتتكرر مثل هذه الحالات دائما ولكن ليس هناك من حساب لمن يُسيء للعملية التربوية وللطفل تحت راية التأديب .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات من تحت مطرقة الممنوعات
- أنا وأبي في آذار الربيع والحب
- من يعجز عن إدراك قدرة الشعب على التغيير
- ضدان الأول موت والثاني حياة
- أنا والفجر
- نفاقٌ الحسين منه براء
- أنا وإلزا والمرآة
- أنا وهتافات كربلاء
- زاد الغريب
- مَنْ أرثي ( قصيدة في رثاء أول الشهداء جعفر الجواهري )
- ألم تتعبوا
- قصيدة لشاعر النضال علي جليل الوردي
- في ذكراك يا أبتي
- تصبحون على وقد زالت هذه الغمة عن كاهل هذه الأمة
- عصر الجرائم - رد على فتوى
- ماذا يخطر في بالي
- أنا وأمي
- أذهلتمونا وعسى النصر حليفكم
- صورة من الماضي
- نعي


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - هل القسوة أصل من أصول التربية ؟