أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - أنا وأبي في آذار الربيع والحب














المزيد.....

أنا وأبي في آذار الربيع والحب


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وأنا أحلم بعيد المرأة ، وكأني رجعت الى عهد الشباب الأول ، حاملة حقيبةً كبيرة ألوانها زاهية جميلة ، جمعت بها كراسة وكتابا ونضارتي وبعض النقود . سرت مسرعة في طريقي خوف أن يدركني وقت بدء المحاضرة ، الا أني اضطررت للتوقف كي أشتري دفترا إضافيا ولكنني لم أعثر على حافظة النقود مما اضطرني الى ترك الدفتر والإعتذار للبائع ، غير قادرة على تدارك خجلي .
سرت بعجل متداركة فشلي ، وما أن عبرت المكان حتى وجدت نفسي في مكان ممتلئ بتضاريس متعرجة وبأرض غير مبلطة ولكنها واسعة ، تضم صفوفا من الدور القديمة ، مطلة على شوارع شبه طينية ، تمتلئ بفجوات الماء التي يصعب العبور منها الى الطرف الآخر ، وإذا بي اضطر للدخول الى أحد الدور، عسى أن أجد طريقا يوصلني الى كليتي ، فلم أجد سوى جدارا لامنفذ به للعبور ، وإذا بإمرأة لا تخلوا من الوسامة والشموخ تتصدى لي ، مانعة إياي من البحث عن كوة أو منفذ للخروج إلا بشرط أن أتخلى عن حقيبتي لها ، مما اضطرني للإستسلام ورضوخي لرغبتها ، قادتني الى غرفة خالية شبه طينية خالية من الأثاث ،يتكئُ صبي صغير في إحدى زواياها ، وفي جدارها كوة كبيرة تطل غلى الخارج ، وما أن خرجت حتى وجدت نفسي بين تلال يصعب السير بها لوجود بركٍ كثيرةٍ من مياه الأمطار تفصل بيني وبين كليتي التي لم أتعرفْ بعد على طريقةٍ للوصول اليها .
تذكرت قصيدة أبي الرائعة والتي أتذكرها دائما وأبدا وأتذكر سنين نضاله الرائعة التي لم يبق منها سوى خيوط واهية في ذاكرة من يبقى منا ،
في كوة لا منافذ فيها لحياة حرة كريمة ، لأجد في كلماته بلسما لروحي وهي في محنتها .
فأناديه بأنينٍ مفرطٍ ألماً أين أنت يا أبي ؟!!!!!!!!!!!!!!
لماذا لم تستيقظ من نومتك الأبدية ، ألم تسمع بصراخ الضائعات بين قوانين العصور الحجرية !
ابي يامن أفنيت عمرك كي ترى للمرأة حرية مطلقة هل هذا الذي أقدرهم الله عليه (قانونهم الجعفري ) المتحجر منذ زمن غزو البراغيث للكهوف . أنت يامن جعلت للمرأة حرية الطلاق ، اليوم يقوم دعاة الديمقراطية بوأد البنات وهن بالمهود .
نضال المرأة العراقية
لا ،لستِ ( جاندارك ) ولا ( أسماء ) بل أنت أسمى رفعةً وعلاءا
أسماء قد صبرتْ ولم تنزلْ الى نصرِ ابنها فتُحارب الأعداءا
وتَقَّحَمتْ (جاندرك ) أهوال الوغى بمسلَّحين تحملوا الأرزاءا
وحَشَدتِ أنت ِمن الشبيبة عزلاًولقيت أهوال اللَّظى عزلاء
......
ولقد رأيـتُكِ والخطوبُ عوابسٌ سودٌ ، فكنتِ الكوكبَ الوضاء
ولقد شهدتُكِ ، والشوارعُ تَلْتَظِي ، حمماً ، وتَنْتَفضُ الثرى أشلاءا
تُذكين أفئدة الشباب ِحماسةً وعزائماً وثّابةَ ومضاءا
كالقائد ِ الجَّبارِ يَحْشِد جيشَه ويبث ُفيه العِزّة َ القعساءا
......
ووقفتِ والرشاشُ يلعبُ ( دوره ) تَسْتَهزئين بناره استهزاءا
والمدفع ُ( الهَّدارُ ) أخرِسَ نطقه ثَغرٌ يَفيضُ بلاغةً وإباءا
وتَخذْتِ مِنْ ظهر ( المدرعِ ) منبراً عقدوا عليه من القلوب لواءا
وخطبتِ ما شاءَ ( الكفاحُ ) وقلتِ ما شاءت دماءٌ تستزيدُ دماءا
......
فإذا عيونُ ( الحشد ) ، نحوك ، تسبق الآذانَ ،ذي نظراً ، وذي إصغاءا
وسمعت منك خطبةً موهوبةً تلقي البيان فتُبْهرُ الخطباء
ومذ انتهيتِ من الخطاب وسرتِ في رأسِ الطليعة ِجذوةً وسناءا
ولقيتِ دَمْدَمَةَ ( الرصاصِ ) يخافقٍ ثَبِتٍ ، أشدُّ على النضال بلاءا
أدركت في نفسي (تهاونَ) شاعرٍ وَعَرفتُ فيك بطولة ً شماءا !!
......
و (بساحة السعدون ) إذ نشر الدجى جنحاً ،ومدّ على الجموع رداءا
وتَرَنَّحَتْ ( بغدادُ ) تمسك جُرحها الدامي ، وتمسحُ دمعةً وطفاءا
وَرَقَيْتِ (قاعدة َ التمثال ) في عزمٍ يَمدُّ اليائسين رجاءا ،
وحلفتِ الا تستقرَّ عريكةٌ حتى تُديلَ من الطغاة لواءا
أدركتُ فيك ِ قيادة ًوكفاءةً لقيادةٍ قد تعجز الأكفاءا !!
......
لو كان للتمثال ثغرٌ ناطقٌ لتدَّفَقت ْ كلماتُه ‘طراءا
ولراح يملأُ مسمع الأجيال عن ( بنت العراق ) مناقباً وثناءا
......
شمّاء ، والتاريخُ صنعةُ ثائرٍ يُملي إرادة شعبه إملاءا
بك سوف تُبعثُ الحياة جديدة ويسير تاريخ الإبا خيلاءا
بكِ والشباب وما يُقدّم مِنْ دمٍ نمحو الطغاةَ ونمحقُ البأساءا
1953م



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يعجز عن إدراك قدرة الشعب على التغيير
- ضدان الأول موت والثاني حياة
- أنا والفجر
- نفاقٌ الحسين منه براء
- أنا وإلزا والمرآة
- أنا وهتافات كربلاء
- زاد الغريب
- مَنْ أرثي ( قصيدة في رثاء أول الشهداء جعفر الجواهري )
- ألم تتعبوا
- قصيدة لشاعر النضال علي جليل الوردي
- في ذكراك يا أبتي
- تصبحون على وقد زالت هذه الغمة عن كاهل هذه الأمة
- عصر الجرائم - رد على فتوى
- ماذا يخطر في بالي
- أنا وأمي
- أذهلتمونا وعسى النصر حليفكم
- صورة من الماضي
- نعي
- أدب
- سكتوا دهرا ونطقوا كفرا!


المزيد.....




- تونس.. الروس يكرمون أجدادهم بذكرى النصر
- باريس.. فعاليات روسية بعيد النصر
- ترامب يدعو لهدنة لـ 30 يوما في أوكرانيا
- الإسكندرية.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- هيئة المطارات: باكستان تعلن غلق مجالها الجوي أمام جميع الرحل ...
- مسيرات -الفوج الخالد- في دول العالم
- ترامب: يجب على موسكو وكييف العمل على إنهاء الصراع في أوكراني ...
- موقع واللاه العبري: الإمارات تبلغ إسرائيل رفضها التعاون مع آ ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: يجب تطبيع العلاقات بين روسيا والول ...
- مصر.. السلطات تحقق في جريمة كشفتها طفلة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - أنا وأبي في آذار الربيع والحب