طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 07:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انطلقت فعاليات المعرض الزراعي السادس ويوم الشجرة في العراق على ارضية معرض بغداد الدولي في 15 آذار الحالي ويستمر للواحد والعشرين منه. وقد حضر الافتتاح دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الزراعة عزالدين الدولة، ومستشار وزير الموارد المائية محمد الشبلي وعدد من الوكلاء والمدراء العامين، بالاضافة الى روؤساء الجمعيات الفلاحية، وعدد من الفلاحين. وما اثار انتباهنا في كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح المعرض، هو نقده اللاذع للمحاصصة الحزبية والطائفية وتأثيرها على الانتاج الزراعي !
لقد كان رئيس الوزراء محقا في تشخيصه، لان المحاصصة وبكل بساطة، لا توفر المكان المناسب للرجل المناسب، بل على العكس فانها في احيان كثيرة، تبعد من هو اكثر آهلية لاشغال هذا المنصب او ذاك، وهو ما حدث مع الوكيل الاقدم لوزارة الزراعة الدكتور صبحي الجميلي الذي احيل على التقاعد، بعد اعادة هيكلة وزارة الزراعة، بالرغم من امتلاك الجميلي لكل المؤهلات التي تسمح يله بالاستمرار بعمله، ويعترف الجميع بنزاهته واخلاصه وتفانيه في العمل، خلال كل السنوات العصيبة التي عمل بها رغم هشاشة وضعه الصحي، وهو الذي عاد الى الوطن، بعد السقوط مباشرة تاركا خلفه، عاصمة الضباب. عائدا لوطنه على اجنحة حلم بالمساهمة في اعادة بناءه، وهذا عين ما فعله خلال توليه ذالك المنصب، متمتعا بصفات مهمة لازمته طيلة فترة وجوده كوكيل اقدم في وزارة الزراعة وهي العلم ودماثة الاخلاق والنزاهة.
وهناك اسماء عديدة في القطاع الزراعي سواء في وزارة الزراعة ام خارجها، من حملة شهادات الدكتوراه،وفي اختصاصات متعددة، لم يؤمن لهم المكان المناسب الذي يتناسب مع امكاناتهم ومؤهلاتهم، وهم لا يعنيهم صعود السلم الوظيفي بقدر ما يعنيهم خدمة وطنهم، العراق، الذي كان السبب الرئيس لعودتهم بعد سقوط نظام الطاغية .
ومرة اخرى نشاطر رئيس الوزراء بتشخيصه السبب الحقيقي الذي شخصه في خطابه في افتتاح المعرض الزراعي السادس والذي يكمن وراء ابعاد تلك الكفاءات ، وربما يكمن وراء عدم عودة البعض منها للوطن، الا وهو المحاصصة بكل الوانها واشكالها.
الله يلعنها .
#طه_رشيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟