حسن حمدي “من” وزير دفاع الأهلي “إلي” متهم بسرقة الأهرام ..(2)

عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 01:16
المحور: عالم الرياضة
    

كان جيل السبعينات في النادي الأهلي بمثابة الأسطورة لكل مشجعي وعشاق النادي، ولا زال حتي الآن، حتي رغم ظهور الجيل الذهبي للنادي – جيل “أبو تريكة ومتعب وجمعة وبركات” – وقد استحق وصف “الذهبي” لما حققه من بطولات تفوق أي جيل آخر للأهلي أو أي نادي آخر في مصر وأفريقيا وربما العالم، إلا أن جيل الخطيب وزيزو ومصطفي عبده وشطة وطاهر الشيخ ومختار مختار وصفوت عبدالحليم وماهر همام وإكرامي وثابت البطل وأحمد عبدالباقي وفتحي مبروك و....... “حسن حمدي”، ظل في مخيلة الجماهير الحمراء بمثابة الحلم الجميل.

لذا كم هو من المؤلم حقا، أن تتحول “بعض” رموز هذا الحلم الأحمر الجميل، إلي “متهمين” بالتورط في قضايا فساد من العيار الثقيل، وبعد أن رفعهم المصريون نجوما في السماء، إذا بهم يصبحون بين ليلة وضحاها مهددين بأن يسقطوا في أعين المصريين، لسابع أرض.

إنها حكاية “نجم” اسمه الكابتن حسن حمدي، الذي تشرف أثناء وجوده في الملاعب بلقب “وزير الدفاع” عن طريق الفريق مرتجي – رحمه الله – ثم أجبرته الإصابة علي الاعتزال مبكرا، لتتخذ حياته طريقا مختلفا تماما عما انتهجه الكثير فيم بعد من رفاق الملعب، فقد اتجه للعمل في مؤسسة الأهرام، بوساطة أحدهم، وصداقة آخر، ليشق طريقه في قسم الإعلانات بالمؤسسة العريقة، وليشهد لقاؤه الأول مع قامة أدبية وصحفية كبيرة هو السيد إبراهيم نافع، فتورا واضحا لدرجة إبداء عدم الاستلطاف والنفور، بالطبع كان النفور وعدم الاستلطاف من جانب “الأستاذ” إبراهيم نافع، ولابد أنه تساءل بينه وبين نفسه ألف مرة عقب قبوله علي مضض: “إيه لعيب الكورة ده كمان اللي جايلنا الأهرام؟”….. إلا أن هذه التساؤلات وجدت الإجابات وتحول النفور إلي ود طويل المدي، وعلاقة شراكة وطيدة قائمة علي “التعاون” في مجال الإعلانات.

أما ما حدث بعد ذلك للثنائي “حمدي – نافع”، وما تلاه من تعرضهما لاتهامات بسرقة “الأهرام” ……. فتلك قصة أخري.

وقبل الاسترسال في سرد بعض ما تم توجيهه من اتهامات بالفساد للكابتن حسن حمدي، ربما يطرح سؤال نفسه بقوة: هل كان الجيل الذهبي للنادي الأهلي أكذوبة؟

بمعني آخر … هل تصميم حسن حمدي – رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي – علي شراء ولو “لبن العصفور” لتشكيل فريق لا يُقهر، كان بهدف “تبييض” الأموال التي “تربحها” من مؤسسة الأهرام- بحسب الاتهامات الموثقة في بلاغات رسمية مقدمة للنائب العام وهي أيضا – الآن – علي مكتب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ، المستشار هشام جنينة، الذي تعرض بدوره لحملة “أخونة رغم أنفه”، ربما في محاولة تشويه صورة الرجل امام الرأي العام أو لتخويفه عن متابعة سير التحقيقات التي قد تمس شخصيات “مهمة” في البلد، من كل المستويات؟

وسؤال آخر … هل وقوع حسن حمدي في دائرة الفساد، كان السبب فيم تواتر من أقاويل بشأن نية الكابتن الراحل “صالح سليم” في إبعاده عن مجلس إدارة الأهلي، إلا أن القدر لم يمهله، وليسقط المنصب الكبير في حجر نائبه “حسن حمدي”؟

* وفي هذه الحلقة الجديدة من تلك السلسلة، نوالي نشر المزيد من التفاصيل التي أحاطت بتهم الفساد والتربح التي وُجهت للكابتن "حسن حمدي"، ورفيقه "إبراهيم نافع"، وذلك علي لسان السيد "سعد إبراهيم حسن عبدالرحمن الحلواني"، الذي شغل مناصب عدة، مرموقة بمؤسسة الأهرام، كان آخرها مدير للإنتاج بإدارة الإعلانات بالقاهرة.

وبحسب تسلسل الوقائع التي وردت علي لسان “سعد الحلواني”، زميل السيد محمد محمود حمدي، وشهرته “حسن حمدي” في مؤسسة الأهرام فقد كشف "الحلواني" عن نص مذكرة تقدم بها إلي السيد المستشار ممدوح مرعي - وزير العدل الأسبق - بتاريخ 15 / 3 / 2008، طالبه فيها بتحقيق العدل وإنقاذه من المصير الغامض الذي ينتظره بعد "اجترائه" علي تحدي جبروت شخص بحجم "حسن حمدي"، بأن تقدم ضده ببلاغات للنائب العام، كرد فعل طبيعي من جانب أي مواطن يحاول أن يكشف ما يعتبره فسادا وإضرارا بالمال العام.

وتضمنت المذكرة ما يلي من النقاط:

- الإشارة إلي تقدمه بثلاثة بلاغات للنائب العام ومثلها بنفس الموضوعات، من السيد "مصطفي بكري" رئيس مجلس إدارة جريدة الأسبوع، بتاريخ 4 / 9 / 2005، وبلاغ آخر من السيد مصطفي البرتقالي وذلك في القضية رقم 812 للعام ذاته.

- بعدها بعشرة شهور، توالت البلاغات للنائب العام ضد "الثمانية الكبار" في مؤسسة الأهرام، وبعدها رفع السيد "أحمد النجار" - رئيس مجلس إدارة الأهرام الحالي وعضو مجلس إدارته سابقا - بلاغا جديدا ضدهم.

- رد "إبراهيم نافع" بإقامة دعوي سبق وقذف ضد "مصطفي بكري" ....... وبالمقابل، أقام "حسن حمدي دعوي سب وقذف ضد "الحلواني"، وهنا وقعت مفارقة تاريخية في سجل القضاء المصري:

لقد استغرق نظر قضية السب والقذف المتهم فيها مصطفي بكري عامين ونصف العام، في محكمة أول درجة، قبل الفصل فيها والحكم ببراءة مصطفي بكري، وبالمقابل وفي أسرع قضية في تاريخ التقاضي المصري - بحسب المذكرة - تم الفصل في قضية حسن حمدي ضد الحلواني في محكمة أول درجة ثم الاستئناف، في أقل من عام، وصدر الحكم بإدانة "الحلواني" بتهمة سب وقذف حسن حمدي، وحكم عليه بالحبس سنة، وبدفع غرامة تقدر بـ" 52 مليون جنيها مصريا"!!!!

- لاحقا فوجئ السيد سعد الحلواني بأنه يتم القبض عليه واقتياده إلي مركز شرطة مدينة نصر أول، ليفاجئ هناك بما هو أغرب، حيث تم اتهامه بالتعدي بالضرب علي الكابتن حسن حمدي، الذي يتكون فريق المحامين المدافعين عنه فقط: عشرة محامين!!!
وعلي إثر ذلك تم الحكم غيابيا ضد "الحلواني" بالحبس لمدة شهر، بل وإجباره علي دفع الغرامات رغم أن القضية كانت لاتزال منظورة قيد الاستئناف..!!!

- واصل الحلواني نضاله من أجل تبرئة ساحته مما طاله من اتهامات وعقوبات، يثق في براءته منه، وفي العام 2011، تقدم ببلاغ جديد - بنكهة ثورة يناير - برقم 417 بتاريخ 10 فبراير، اتهم فيه "حسن حمدي"، باستغلال موقعه داخل مؤسسة الأهرام، في الاستيلاء وتسهيل الاستيلاء علي المال العام والغضرار العمدي بأموال المؤسسة والتربح واستغلال النفوذ، وحصوله علي مرتبات وعمولات ومصاريف فلكية حددها لنفسه بدون وجه حق، وكذا قيامه بتأسيس شركة مع آخرين تعاملت مع مؤسسة الأهرام بمئات الملايين وبالأمر المباشر لمدة تزيد علي 15 عاما، ما أدي لتكوينه ثروة تقدر بالمليارات، علي حساب المال العام، وأيضا قيامه باستغلال بند هدايا الإعلانات التي تقدر بمائة وعشرين مليون جنيها سنويا، في تحقيق مصالح شخصية مع رموز سياسية وغيرها.

- ما أن تلقي الكابتن حسن حمدي، ما يفيد رفع بلاغ جديد ضد لدي النائب العام، قام بإخفاء وإتلاف ما يدينه من مستندات بإدارة الإعلانات، وهو ما ضمَّنه السيد سعد الحلواني، في مذكرة رفعها إلي السيد المشير محمد حسين طنطاوي - رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة حينئذ.

- في 2 / 4 / 2011، تقدم السيد سعد الحلواني ببلاغ إلي السيد المستشار عاصم الجوهري - مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع - اتهم فيه كلا من حسن حمدي وإبراهيم نافع، يذكر فيه ان البلاغات السابقة للنائب العام قد وصلت هيئة الرقابة الإدارية والتي انتهت بدورها من فحص المستندات المرفقة، وبعد التأكد من صحتها تم إحالتها إلي نيابة الأموال العامة، ومنها إلي مكتب النائب اعام لاتخاذ الإجراءات القانونية.

- في مذكرته إلي المستشار الجوهري، كشف "الحلواني" مزيدا من التفاصيل، ذكر منها قيام كل من حمدي ونافع، بتأسيس شركة "إنترجروب" عن طريق ابني "نافع" - "أحمد وعمر"، تحمل شجل تجاري 4533 بشارع ابن الوليد بالدقي، برأس ماا عشرة ملايين جنيها، وبلغت حصة "حمدي" فيها أربعة ملايين، فيم بلغت حصة "ابني نافع" ستة ملايين، وفي نفس الوقت وبالتحايل علي القانون - بحسب المذكرة - قاما بتأسيس شركة أخري بنفس الاسم، ونفس العلامة التجارية ( سهمين متقابلين) ونفس أرقام الهواتف والفاكسات والهاتف المحمول وفي نفس العنوان (!!!) ولكن هذه الأخيرة باسم المدعو "محمد علاء"، سجلها التجاري رقم 7358، ورأس مالها عشرين ألف جنيه.

- وقد تعاملت "إنتر جروب المصرية الدولية للتجارة - نافع/ حمدي" مع مؤسسة الأهرام وقامت بتوريد كافة احتياجات المؤسسة الخاصة بالطباعة والأدوات المكتبية، بالأمر المباشر، تحت اسم "إنترجروبط - محمد علاء وشركاه، وذلك بقيمة بلغت مئات الملايين سنويا، ولمدة 15 سنة، تربحوا من خلالها عدة مليارات من الجنيهات.

- تلي ذلك قيام كل من نافع وحمدي، بتاسيس سلسلة "انترجروب" مكونة من سبعة شركات برأس مال قدره 75 مليون جنيها، ركزت انشطتها في السياحة والعقار والزراعة وغيرها.

- - حققت شركة "انترجروب" - المجموعة المصرية الدولية لإنشاءات التنمية العقارية والزراعية وحدها أرباحا قدرها 832 جنيها، نتيجة استغلال نفوذ مؤسسة الأهرام لدي السيد د. يوسف والي - وزير الزراعة الأسبق - وحصلت علي قطعة أرض بناحية برقاش مساحتها 1012 فدانا، مخصصة للاستصلاح الزراعي، فقاموا بتحويلها إلي منتجعات للأثرياء العرب والمصريين.



* غدا.. نواصل المزيد إن شاء الله.

#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات