أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عمرو عبد الرحمن - السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )















المزيد.....


السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 17:50
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في الحلقات الماضية من سلسلة "السيسي .. الشهيد الحي"، استعرضنا كم المخاطر التي أصبح المشير عبد الفتاح السيسي، معرضا لها، سواء بكونه أصبح مهددا بأن يلقي مصير كثير ممن سبقوه في تحدي الكيان الماسوني العالمي، أو بأن يكون عرضة لشن الحرب عليه من أذناب الكيان الماسوني داخل بلده الأم؛ مصر.

في هذه الحلقة، نكرر تساؤلنا مع استقراء أكبر للمخاطر والتحديات، وفي ذات الوقت الإمكانات المتاحة: هل يفعلها "السيسي" ويقرر توجيه ضربة قاصمة للعدو الأميركي بكسر تبعية اقتصاد مصر لنظيره الأميركي، الخاضع دوره للكيان الماسوني العالمي، ورأسه الاقتصادي في أمريكا هو بنك الاحتياط الفدرالي، الذي يمتلك أصوله آل روثشايلد منذ تأسيسه عام 1913؟

وهل يعلنها المشير السيسي - كقائد حقيقي لمصر الثائرة علي النظام العالمي الجديد وأذنابه وعرائسه الماريونيت، من آل مبارك إلي الإخوان المتاسلمين - ويعلن تحرير العملة المصرية من الدولار والعودة إلي العملة الذهبية والفضية، مقابل الخروج من عباءة البنك وصندوق النقد الدوليين، ومن قبلهما بنك الاحتياط الفدرالي الذي يملك مفاتيح خزائن الثروة في أمريكا والعالم؟

إن الواقع يؤكد أن الخزانة الرئيسية لاحتياطي الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية والموجودة فى قلعة فورت نوكس .. فارغة .. لا ذهب لا فضة لا حديد ... لاشى، بعد أن أفرغها أحفاد آل روثشايلد الماسونية، في جيوبهم ومحافظهم وخزائنهم الخاصة، استعدادا لساعة الصفر حينما يعلنوا إفلاس أمريكا، وانهيار الاقتصاد العالمي، في حين يصبح ذهب الأرض الذي يمتلكون غالبية مفاتحه هو الملجأ والملاذ الوحيد، فيفرضوا العملة الجديدة علي العالم، ومن يرفض يصبح خارج التاريخ .. وتصبح دولتهم اليهودية الكبري هي الملكة الوحيدة الباقية علي ظهر الأرض... "كما يحلمون".

وبعودة إلي السياق التاريخي الذي أودي بالعالم إلي هذا الوضع الخطير، نتذكر كيف خرجت أوروبا من الحرب العالمية الثانية مُدَمَّرة اقتصادياً وكانت تريد أن تدخل في حالة إعادة إعمار للنهوض مُجدداً على قدميها، وبالمقابل انبرت الولايات المتحدة في عام 1947 لمساندة القارة العجوز بإقرار مشروع لإعادة إعمار أوروبا والذي عُرف بـ "مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا"، قامت الولايات المتحدة بموجبه بتقديم ضمانات مالية بقيمة 13 مليار دولار للمساعدة على إعادة نهوض اقتصادات غرب أوروبا تحديداً.

لكن، لماذا أُعتبر الدولار عملة رئيسة، ولماذا قامت الكثير من دول العالم آنذاك وفيما بعد بالاعتماد على العملة الخضراء بشكل كامل كعملة احتياطية لها، ولماذا قامت بعض دول العالم ودول الخليج بربط عملاتها المحلية به؟

يعود السبب في اعتبار الدولار عملة احتياطية عالمية ورئيسة في التعاملات التجارية والمالية العالميتين إلى عام 1944م، حيث أنه وبعد انقضاء الحرب العالمية الثانية قام ممثلون لـ44 دولة بالاجتماع في مدينة بريتون وودز في الولايات المتحدة للتنسيق والاتفاق على تنظيم العلاقات المالية والتجارية بين الدول، وعُرفت تلك الاتفاقية باسم "اتفاقية بريتون وودز"

كان الهدف من الاتفاقية وضع خطط لضمان استقرار النظام المالي العالمي وتشجيع نمو حركة التجارة العالمية.

وفي الحقيقة أن تلك الاتفاقية قد جسدت نجاح اليهود بعد الحرب العالميّة الثانية في جعل الدولار الأمريكي أساس النقد في العالم، وفي أيديهم قوة الدولار، تطبيقا منهم لمقولة "مائير روثشايلد"، مؤسس أسرة آل روتشيلد في بريطانيا أكبر السلالات الصهيونية المسيطرة على البنوك المركزية في العالم الصناعي: "دعوني أصدر وأتحكم في عملة بلد ولن يهمني بعد ذلك أمر من يضع القوانين في ذلك البلد"

وعقب انعقاد مؤتمر النقد الدولي بريتون وودز عام 1944، تم فيه سحب الذهب من التعامل المباشر من أيدي الناس في كل أنحاء العالم، وجعلهم يتعاملون بالورق.

وقد تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية في اتفاقية بريتون وودز أمام دول العالم بأن من يسلمها خمسة وثلاثين دولارا تسلمه تغطية الدولار من الذهب وهي أوقية ( أونصة ) من الذهب!! أي تم تحديد سعر الدولار على أن يكون 35 دولاراً = أوقية من الذهب

الدولار بعد هذه الاتفاقية صار يسمى عملة صعبة!!
وصار العالم كله أفرادا ودولاً يثق بالدولار باعتباره عملة للتداول لأنه مطمئن أن الولايات المتحدة ستسلمه ما يقابل ورق الدولار من الذهب !!

كما أقرَّت الاتفاقية إنشاء كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والأخير يقع في الوقت الحالي تحت مظلة البنك الدولي.

إضافة إلى ما سبق، فقد أقرت الاتفاقية ربط عملات الدول بالدولار من أجل ضمان عدم تلاعبها بأسعار عملاتها لدعم صادراتها.

اختيرت العملة الخضراء العملة الرئيسة في التجارة العالمية نظراً لأن الولايات المتحدة آنذاك كانت من الدول العُظمى القلائل التي كان اقتصادها منتعشاً، كما أنها كانت تتميز بفائض في ميزانها التجاري.

إلا أن أهم ما خرجت به الاتفاقية هو ربط الدولار الأمريكي باحتياطي أو غطاء من الذهب ، يُلزَم من خلاله الفيدرالي الأمريكي بتأمين نسبة معينة من الذهب مُقابل ما يُتداول من النقد في السوق وذلك في حال أرادت دولة ما استبدال احتياطاتها من الدولار بما يقابله من الذهب.

كان الهدف من إقرار نسبة التغطية من الذهب هو منع الولايات المتحدة من طباعة وضخ النقود بشكل غير محسوب مما قد يؤدي إلى تخفيض قيمته مقابل العملات الأخرى ودعم صادراتها، ويُعطي ذلك نوعاً من الأمان للدول الأخرى أنه وحتى في حال عجزت الولايات المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها فإنهم يمكنهم استرداد ما يقابلها من الذهب.

إلا أن دخول الولايات المتحدة في حرب فيتنام في القرن الماضي دفعها إلى ضخ مزيد من النقود لتأمين مصروفاتها الحربية، مما دفع بطبيعة الحال إلى ارتفاع نسب التضخم آنذاك.

في عام 1971م ومع احتدام الحرب في فيتنام، انخفضت نسبة تغطية الدولار من الذهب من 55% إلى 22%، دافعاً بذلك بعض الدول لطلب استرداد ما يملكونه من الدولارات بالذهب، فقد استردت فرنسا على سبيل المثال ما يعادل 191 مليون دولار من الذهب، في حين استردت سويسرا ما يعادل 50 مليون دولار.

نتج عن ذلك انخفاض قيمة الدولار أمام العملات الرئيسة الأخرى بشكل كبير مما دفع بالرئيس نيكسون في شهر أغسطس من عام 1971م بالقيام بإلغاء نظام التغطية بالذهب وهو ما عُرف بصدمة نيكسون أو "Nixon Shock" (http://en.wikipedia.org/wiki/Nixon_Shock).

كان قرار نيكسون يعني بشكل أساسي تعويم الدولار مقابل العملات الأخرى، أي أن سعره سيعتمد على العرض والطلب في سوق العملات العالمية، وأصبح الدولار ما يُعرف بـ "Fiat Money"

ونتج عن قرار الرئيس نيكسون 1971 انهيار مؤتمر بريتون وودز Bretton Woods وانفلات طباعة النقود عن الارتباط بالذهب.

وأصاب العالم كله الرعب من قرار الرئيس نيكسون وهذا ما توقعه الرئيس نيكسون في قراره عندما قال

I knew there were great risks. There were -dir-e predictions of massive resentment, noncooperation at home, and of turmoil and retaliation abroad.

وهكذا أصبحت كل ثروة متمثلة في أرصدة من الدولارات لم تعد سوى ورق معروض في المزاد للمضاربات.

وليست هذه هي الخطورة الكبرى لكن الخطر الأكبر هو أن بنك الاحتياطي الفدراليthe Federal Reserve. بدأ يطبع الدولارات بلا حساب وصارت الولايات المتحدة تشتري عرق الشعوب الكادحة بلا أدني خسارة، حيث تطبع دولارات ثم تشتري بها ما تشتهي من سلع العالم كله دون حسيب يحاسب أو رقيب يراقب .. ما يعيد إلي الأذهان مقولة الرئيس نيكسون إن قراره "الصدمة" سيحقق الرفاهية للشعب الأمريكي بدون تعب ولا حروب
a new prosperity without war.

إن قرار الرئيس نيكسون هذا يعتبر نقطة تحول مفصلية في تاريخ النقد واقتصاد العالم فالفرق بين الدولار قبل 1971 وبعده كبير قبل 1971 كانت أوقية الذهب تساوي 35 دولارا، أما بعد 1971 أصبح الدولار مُعوَّما سابحاً في بحر تلاعب تجار الذهب، صعودا وهبوطا.

واستمرت أمريكا في طبع الدولارات بالتريليونات دون حساب وبلا غطاء ذهبي، وبالمقابل تشتري بتلك الدولارات مواد خام من دول العالم مما زاد من المعروض من الدولارات في السوق وبهذا انخفضت قيمته وقيمة ما يتبعه، وبحسب تقارير رسمية، فقد الدولار أربعة أخماس قيمته خلال العشر سنوات الأخيرة أمام الذهب، وتحول الدولار من عملة اقتصادية إلي عملة "سياسية" !!

وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي الأميركي peter Schiff "أن تعويم الأوراق النقدية أي جعل سعرها تحدده مضاربات السوق هو جذر وأساس ورطتنا ومشكلة العالم الاقتصادية"

FIAT MONEY IS THE ROOT OF OUR ECONOMIC PLIGHT".

في 1971 حطم الرئيس نيكسون اتفاقية بريتون وودز and refused to redeem dollars for gold. He had not enough gold to give. That turn opened a most remarkable phase of world economic history.

ورفض تسليم غطاء الذهب مقابل الدولار وهو أخطر حدث في تاريخ الاقتصاد After 1971 the dollar was fixed not to an ounce of gold, something measurable.

وبعد 1971 لم تعد قيمة الدولار قابلة للقياس!!

It was fixed only to the -print-ing press of the Treasury and Federal Reserve. The dollar became a political currency—do you have "confidence" in the US as the defender of the Free World?

وأصبحت "الصدمة" أمرا واقعا أمام العالم، عندما فرضت أمريكا الأمر علي الأوروبيين، حينما أعلن "جون كوناللي" وزير أو سكرتير الخزانة الأمريكية في زمن الرئيس نيكسون للوفد الأوربي الذي قابله ليبد انزعاجه من التموجات العنيفة التي أصابت النقد والاقتصاد بعد قرار الرئيس نيكسون وفك ربط سعر صرفه عن الذهب وبدء تعويم الدولار، حيث قال قال ""Connally للوفد الأوروبي: صحيح أن الدولار الأمريكي عملتنا لكنه مشكلتكم أنتم" هكذا بكل برود!!

""The American dollar is our currency, but your problem.

بينما اعترف الماسوني اليهودي "آلان جرينسبان" "Alan Greenspan - رئيس الاتحاد الفدرالي الاحتياطي الاسبق - ما خلاصته: " في غياب معيارية الذهب فإن ثروتك سوف تتبدد، وإن جعل سعر صرف الأوراق النقدية بالذهب هو الطريق الوحيد للحفاظ على ما في أيدي الناس من ثروة وبغير ذلك تنكمش قيمة ما في يدك من أوراق".

In the absence of the GOLD standard, there is no way to protect savings from confiscation through inflation. — Alan Greenspan

أما المستفيد الأول والوحيد من هذا القرار الصدمة، هم اليهود وبالتحديد عائلات الماسون الكبري، الذين قاموا بجمع الذهب قبل أن يعلن رئيس الولايات المتحدة قراره للعالم.

وبهذا في حين فقدت الأوراق الورقية قيمتها من الذهب و بقى اليهود الذين يملكون الذهب هم الأغنى والمتحكمين في الاقتصاد العالمي، وبالمقابل يستعبدون الأفراد والشعوب بأوراق يتحكمون في قيمتها السوقية.

تداعيات خطيرة:

إنها المؤامرة إذن وليست مجرد "نظرية" كما يحاول البعض إجبار عقولنا علي تجاهل الحقيقة الواضحة كالشمس، أما منفذوا هذه المؤامرة فهم أرباب المال أو ما يمكن وصفهم باتحاد ملاك مطابع الدولارات الذي يحرصون على أن يبقى الناس متعاملين بالورق بعيدين عن الذهب لأن الذهب الذي في أيديهم يبقى ذهبا أما الأوراق النقدية فقيمتها تهبط كلما طبعت منها كمية بغير حساب ولا رقيب.

ولما كانت قيمة النقود غير ثابتة وتفقد قيمتها مع الوقت أي أنك بالأمس كنت تستطيع شراء سيارة بـ10 آلاف جنيه مثلاً أما اليوم نفس السيارة تكلفتها 70 ألف جنيه هذا على سبيل المثال وبهذا فإن قيمة نقودك تقل مع الوقت وهذا ظلم وهذا هو عين الربا: كما يقول تعالى : ولا تبخسوا الناس أشياءهم.

وبالتالي أصبح لا يمكن أن تحتفظ بثروتك بالدولار بعد أن خسر أربعة أخماس قيمته أمام الذهب النقود الحقيقية خلال عشر سنوات فقط ومن خصائص النقود الجيدة أنها معيار للمدفوعات الآجلةUnit of deferred payment. التي ستدفع في المستقبل نتيجة إبرام عقود آجلة أو قروض فإذا وقعت عقدا ( إيجار أو توريد أو مقاولة ) بدولارات تسدد كل سنة وكان الدولار يفقد كل سنة 15% من قيمته فهذه يعني خسارة كبرى.

وإذا تعاقدت مع شركة عام 2000 على أن تعمل عندها لمدة عشر سنوات براتب كذا دولار فهذا يعني أنه مع كل سنة مضت ينقص راتبك!!!
والآن في حقيقة الأمر راتبك خمس ما كان قبل عشر سنوات فالشاب الذي تعاقد من شركة للعمل بها عام 2000 بخمسة ألاف دولار فبحلول عام 2010 يقبض خمسة آلاف ولكن هذا المبلغ لا يساوي إلا خمس الذهب الذي كان يشتريه قبل عشر سنوات.
وكذا زادت أسعار قطع الأراضي خمسة أضعاف أو وهكذا وبعض السلع صارت غير متوفرة ولهذا ينبغي بعد الاتفاق على اي عقد حتى لو كان عقد مؤخر زواج!! أن يكتب العقد بالذهب !! كذا جنيه من الذهب!! ولا يذكر اي شيء في العقد بالدولارات حتى لا تنشأ مشكلة ربوية.

المائة دولار = دولار!

قد يقول قائل لكن الذهب قد ينزل... أقول هذا هو الاحتمال البعيد جدا ولكن الاحتمال الأكثر هو العكس فالذهب في صعود مستمر منذ مئات السنين لكن قد ينزل في فترات نتيجة مضاربات تجار الذهب.

كتب Peter Schiff في كتابه Crash proofالذي تنبأ فيه قبل سنوات بانهيار الدولار قبل الكوارث المالية الجديدة "إن الدولار المعوم الذي بأيدينا اليوم ليس نقودا"!! الدولار المعوم نقود بالاسم فقط لأن السلطة الحكومية في كل دولة تتعامل بالدولار إلي جانب عملتها الرئيسة "تقول" إنه نقود.

وبالتالي أصبح لدينا اليوم "أوراق" نعتبرها قيمة مالية في حين أن تكلفة الورقة ذات الدولار لا تفرق عن تكلفة الورقة ذات ال100 دولار فكلا الورقتين مصنوعتين بنفس القيمة .. ورقة كتب عليها دولار والأخرى كتب عليها 100 دولار وفي النهاية كلاهما مجرد ورق!!!

الإرهاب الأميركي

ومن نتائج طباعة الدولارات بجنون أي بلا عقل ولاحسيب ولا رقيب، أن تتمكن أمريكا من شراء إنتاج العالم بدون أي جهد وخسارة، وما سبب هذا الارتفاع الجنوني للأسعار الذي يسمونه تضخما وهو في الحقيقة تقزم وانكماش لقيمة الأوراق النقدية وفي مقدمتها الدولار.

في ذلك يقول أستاذ الاقتصاد الدكتور حميد الجميلي في مقاله الإرهاب الاقتصادي الدولي وتهديدات الأمن الاقتصادي العالمي:

"عندما بين أن سياسة اللامبالاة واعتماد المستهلك الأمريكي على القروض المصرفية وبطاقات الائتمان وعيشة حياة الترف والبذخ على حساب مدخرات العالم والإبقاء على رفاهية المجتمع الغربي على حساب العالم بأجمعه حتى على حساب الشركاء، هي نوع من الإرهاب الأمريكي "

وقال أيضا: "يعاني الاقتصاد العالمي اليوم من مشكلات اقتصادية متجذرة في هيكل النظام الاقتصادي العالمي ومؤسساته، ما يلحق أفدح الأضرار بالأمن الاقتصادي العالمي، ويعرضه لشتى أنواع الإرهاب الاقتصادي الدولي".

وواصل قائلا:

الاقتصاد الدولي يشهد اليوم موجة هبوط عام في معدلات النمو، وزيادة كبيرة في معدلات البطالة، وبطء نمو الموارد المالية اللازمة لتنمية البلدان النامية، والفقر المطلق، وتذبذب أسعار الصرف، وانخفاض أسعارالسلع الأساسية، وانتشار مساوئ العولمة الاقتصادية والبعد اللا إنساني لها، وكلها أشكال جديدة من الإرهاب الاقتصادي الدولي الذي تمارسه مراكز الرأسمالية العالمية.

ما يزيد من حالات الإرهاب الاقتصادي الدولي أن هنالك شكوكًا متزايدة بشأن توافر الإرادة والقدرة لدى الدول المتقدمة والمؤسسات المالية الدولية على تحقيق توازن بين احتياجات الحاضر والمستقبل عن طريق توفير الأمن الكافي للنظام الاقتصادي العالمي، وإدارته إدارة اقتصادية عادلة.

تعددت أشكل الإرهاب الاقتصادي الدولي في ظل العولمة، وأخذ هذا الإرهاب شكل الوسائل الاقتصادية القسرية في العلاقات الاقتصادية الدولية .فالتفرد في القرار الاقتصادي الكوني هو نوع من الإرهاب الاقتصادي في الاقتصاد العالمي. والهيمنة على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وفرض برامجهما المسماة «برامج الإصلاح والتصحيح الاقتصادي» هي نوع من الإرهاب الاقتصادي الدولي.

والهيمنة على التجارة الدولية والنظام التجاري العالمي الجديد من خلال منظمة التجارة العالمية هي نوع من الإرهاب الاقتصادي الدولي. والهيمنة على حركة رأس المال العالمي وعلى حركة بورصات المال العالمية وأسواقه من جانب هذه المراكز هي نوع من الإرهاب الاقتصادي الدولي. وفتح الأسواق العالمية عنوة أمام سلع مراكز الرأسمالية العالمية وخدماتها واستثماراتها هو نوع من الإرهاب الاقتصادي العالمي.

وشن الحروب التجارية على دول العالم، حتى على الدول النامية والدول الفقيرة، هو نوع من الإرهاب الاقتصادي العالمي.

انتهي كلام الدكتور الجميلي، ويبقي السؤال الأهم والأخطر : ماذا يحدث للعالم إذا سقط الدولار نهائيا؟

والإجابة أن سقوط الدولار يعني الآتي:

تخلخل الأقتصاد العالمي لعدة أسباب هي:

1- كل العملات مرتبطة بالدولار (عند شراء الذهب يجب تحويل العملة الى دولار ثم تشتري ذهب بالدولار)
2- هناك دول كثيرة تعتمد على احتياطي كبير من الدولار واليورو وفي حال سقوط الدولار نستطيع ان نحلل الموضوع الى مرحلتين

المرحلة الأولى: سيصيب الدولة ما يعرف "بالتضخم"، وهو انخفاض بقيمة العملة المحلية، يؤدي إلى ارتفاع بقيمة جميع السلع بما فيه سعر الخبز ولو ترك الاقتصاد كما هو عليه سيؤدي ذلك إلى نمو أسي بالأسعار، "كل يوم يكون الارتفاع أكثر من اليوم الذي سبقه ".وممكن ان يكون الأرتفاع ساعيا.

المرحلة الثانية: ستحاول الدولة الحد من انخفاض العملة المحلية عن طريق ما يعرف "بتخفيض كمية السيولة"، حيث سوف يضع البنك المركزي شروط صعبة لمن يبحث عن قرض جديد من البنك، وفي نفس الوقت يستمر البنك بسحب الأموال من الناس والشركات لسداد القروض القديمة مما يؤدي بشكل عام إلى نقص السيولة الكلي الموجودة في السوق فيحفظ شي من قيمة العملة.

إلا أن الامتناع عن اعطاء قروض جديدة للشركات والمؤسسات سيؤدي إلى عجزها عن سداد رواتب موظفيها وبالتالي فصلهم عن العمل وإعلان إفلاس الشركات، مما سيؤدي إلى زيادة عدد البطالة، وستلجأ الحكومة إلى الحد من الانفاق الحكومي، أولاً عبر تخفيض ميزانية جميع القطاعات وإيقاف الدعم للسلع الرأيسية كالأرز والقمح وغيرها "مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها جداً"، وإن لم يكن هذا كافياً ستلجأ إلى إلغاء عقود الموظفين على نظام التعاقد، وإن لم يكن هذا كافياً فستلجأ إلى طرد الموظفين غير المهمين من الخدمة المدنية. وكل هؤلاء العاطلين من القطاع الخاص والحكومي لن يتم التنازل عن قروضهم البنكية وسيجب عليهم سدادها، وفي حال فشلهم فسيتم مصادرة رهنهم، "من أخذ قرض من أجل شراء سيارة ستأخذ سيارته، ومن أخذ قرض من أجل شراء منزل سيأخذ منزله". ومن المهم جداً في تلك المرحلة أن لا يتنازل البنك المركزي عن سداد القروض وإلا ذهبت قيمة العملة. إذا حاولت الحكومة دعم الفقراء والجوعى بالمال سيؤدي ذلك إلى مزيد من الانهيار، لذلك سوف تتمنع عن هذا الأمر.

وكل ما سبق سوف يأخر الانهيار ولكن لن يمنعه.

بمعنى آخر سيجد كثير من الناس أنفسهم بلا عمل، ولا سكن، أو طعام وهذا هو ما يعرف "بالكساد الاقتصادي". ولن ينتهي هذا الأمر إلا عبر اعتماد عملة جديدة لها قيمة فعلية.

ويمكن اجتناب هذا المصير الأسود إذا قام الناس بتحويل العملة "بينما ما يزال لها قيمة" إلى ذهب وفضة، وبالتالي عند انهيار الدولار سيبقى الذهب والفضة محتفظين بقيمتيهما ولن يفقد من يفعل ذلك منزله أو يعاني من الجوع إن شاء الله.


* جدير بالذكر أنه في الماضي وتحديداً في النظام المالي الإسلامي كان هناك الدينار والدرهم الذهب والفضة حيث كانت النقود لها قيمة فعلية تقدر بالوزن.

مصادر:
(http://en.wikipedia.org/wiki/Bretton_Woods_system)".
http://en.wikipedia.org/wiki/John_Connally



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفعة راهبات معلولا لعبيد الاتحاد الأوروبي ودعاة النيتو
- العدو يدس السم في -إشادة- موسادية بالجيش المصري
- الربيع الكاذب ...... بالفيديو
- هل يرد السيسي الجميل لبوتين؟
- حسن حمدي -من- وزير دفاع الأهلي -إلي- متهم بسرقة الأهرام
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 7 )
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 6 )
- واحد سحلب علي حساب المعلم محلب!!!
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 5 )
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 4 )
- صندوق النقد الصهيوماسوني سيفتقد الببلاوي!
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 3 )
- عمرو عبد الرحمن ل-النيل الدولية-: انتصرنا علي أمريكا في معرك ...
- رسالة إلي امرأة قبطية
- المخابرات الماسونية قتلت رضا هلال
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 2 )
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 1 )
- متي يُحاكم مبارك علي ألف جريمة وجريمة بحق الوطن؟
- دم وزة في رقبة 6 أبريل .. وهذا هو الدليل
- الربيع والنيتو -المُخًلِّصْ-


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عمرو عبد الرحمن - السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )