أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح مطر - رسالة الى اخي الفقيد














المزيد.....

رسالة الى اخي الفقيد


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


رسالة وجد إلى أخي الفقيد

مع صبارة القر وفي صبيحة يومٍ ممطرٍ شاتٍ غبنا زائر أذن له ربه أن يأتِ البيوت من أي وجهة يشاء لا مستأنساً ولا مسلماً على أهلها ، أتانا بطارقة الحدثان ، استل من بيننا روحاً نقية طاهرة ، جاءنا على غير موعد ليفجعنا بغالٍ عزيز خطفته يده ، قطعت عنه نسغ الحياة وأوردته كأس المنية كرهاً ليدخل عالم الأموات ويتركنا لدنياً فقدت طعمها بفقده ، فاكفهرت وأضحت كابية غبراء موحشة ، توشحها سحب الحزن القاتم ، يحفها الأسى وتحاصرها الفجيعة ، دنيا بدت فجةً شوهاء ، هجرت أفنانها الطيور ومُحقت ألوانها الزاهية ، فتسربلت بأردية الحزن الكئيب . غامت بكلاكل الغلس تخنقها العبرات ، لا يسمع في أركانها غير النعيب وعويل تتصدع لنائحته صم الصخور .
في ذلك اليوم الشاتي زحف علينا الحزن بجحفله اللجب !!! ... مات ياسر ، خطفته يد المنون ، سلبته روحه وأبقته لنا جسداً لا حراك فيه ، مات ، بل متّ يا ياسر ، عاجلتك المنية أيها العزيز . كنت قريباً منك حين جاءتك سكرة الموت بالحق ، رأيتك وأنت تسلم روحك إلى بارئها ، عيناك شبحتا كأنهما تنظران في البعيد وفغر فاك لمرأى عالمك الجديد ، لم اغنِ عنك شيئاً ولم ادفع عنك غائلة ً، عذراً فذاك فوق ما أستطيع .
ذهبت يا ياسر وقوضت بذهابك الأحلام ، قتلت بموتك أمنيةً كانت تراودني ، - أن يسير بعد موتي أخاً خلف جنازتي يلف وجهه بطرف كوفيته ويلوح وراء جنازتي حين ارتقي الحدباء سائراً إلى عالمي البرزخي - .
ذهبت عليّ الأماني حسرات ولم أسبقك إذ عاجلك الموت فسبقتني إليه ، ذهبت يا ياسر وتركتني لمرارات فقدك أتجرع غصص زؤامها وأنا أتقلب على حر لوعة فراقك المستعر لظىً بين الضلوع .
لم يعد بعدك البيت بيتاً يا ياسر فقد استحال قبواً هجره الضوء واستوطنته الظلمة ، كأنه ينشج معي حين أرمق صورتك التي استوطنت الجدار .
أيها الغادي إلى ديار اللاعودة ليتك ترى منظر أبوينا الشيخين وهما ينوءان بثقل الفجيعة إذن لبللت تراب قبرك بدموعك الغزار ، بل لو انك تراني وقد غامت عليّ رزيتك فأوردتني مناهلاً أهونها أمر من العلقم ، يجللني حزنٌ سرمدي لا أظنه ينقضي إلا حين التقيك وإن شاء الله سيكون اللقاء على الحوض وهناك سأحتضنك في أكناف الرحمة ، سأمطرك بقبلات كثيرٌ عديدها أنفث فيها كل غليل شوقي الحارق إليك ولنفرح حيث لا حزن بجوار مليكٍ مقتدر .
نم يا ياسر في لحدك الصغير والذي اسأل الله أن يجعله روضةً من رياض جنانه ، نم قرير العين فولدك عمار لن يكون إلا عماري أنا ، له من القلب لبابه ومن العين مقلتها .
ياسر ، أيها المغيب الغائب في جدث الثرى ثُكلنا بنائبتك فاحدودبت منا الظهور ولام نائحتنا صديقنا خوفاً علينا - ولكن هي كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون - .
نستودعك الله يا ياسر أنت وديعتنا عنده ولا حول ولا قوة لنا إلا به وإنا لله وإنا إليه راجعون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



#صباح_مطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع بعد صيف
- بين الحرية والديمقراطية
- رواية نصف جسد وتجسيد الهم العراقي
- الفضاء الثقافي المفتوح
- حديث الاكف تحفيز للذاكرة
- حماية المنجز الديمقراطي
- لكل ضعف ولكن لاتعلمون
- بين الحقيقة والزيف
- أور زقورة وشواهد تاريخية
- وجهة نظر في المصالحة
- القائمة المغلقة والمفتوحة
- بين الانا وبريق المنصب
- ديمقراطية اللاديمقراطيين
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح مطر - رسالة الى اخي الفقيد