أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح مطر - ديمقراطية اللاديمقراطيين














المزيد.....

ديمقراطية اللاديمقراطيين


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:09
المحور: المجتمع المدني
    


الديمقراطية ثقافة وسلوك وليست مجرد أبجديات يتم حفظها وتداولها أثناء السجالات والمناقشات بدون أن تتغلغل مفاهيمها في الذات الوطنية لتنعكس بوادرها كأشراقات على العقل و الروح لتعطيهما إنزياحاً صوب الإيثار والتعامل على أساس المصلحة الوطنية العليا إبتداءً وليس على أساس المصلحة الفئوية أو الحزبية الضيقة أو الشخصية ، أي إذابة الانا في الذات الجمعي مع استشراف كامل لمفهوم حكم الشعب و قبول الآخر كمبادئ عامة للديمقراطية تكون سقفاً للعمل السياسي في إدارة البلد وفق معايير وطنية واضحة المعالم يقوم عليها أشخاص معروفين على الصعيد الوطني بقدراتهم الذاتية وتأريخهم المشرف إضافة إلى الأمانة والنزاهة والصدق كخصال وخصائص لابد من توفرها لدى المتصدي ليكون مؤهلاً للعمل الذي هو في أساسه خدمةً عامةً وليس خلعة تخلع عليه لينال بها سلطاناً وحكماً ودرجةً أعلى من المواطنة .
ما موجود عندنا الآن هي نخب أو مجاميع جاءت بها آليات الديمقراطية ومنها صناديق الاقتراع ولم تأتي بها الديمقراطية ذاتها كونها تسلقت بدوافع بعضها مذهبية أو طائفية وبعضها قومية أو عرقية بعيداً عن معايير الوطنية والإخلاص لها وحتى هذه التي أسميناها نخباً فهي قد جاءت من أوساط لا تمارس العمل الديمقراطي في أنظمتها الداخلية إن كانت أحزابا أو تجمعات فئوية بل تمارس الولاء للفرد بصورة غير معقلنة أحياناً وما جاء بها لخوض غمار التجربة إلا بريق السلطة وهدف المحافظة على المصالح الحزبية والفئوية مستفيدة من الشحن العاطفي الذي عبأت به الجماهير في فترة طغيان المد الفئوي والطائفي عند البعض والمد القومي والاثني عند البعض الآخر والذي أفرز فيما بعد طوق المحاصصة التي طوقت بها مؤسسات الدولة بما أفقدها القدرة على ممارسة عملها الذي أوجدت من أجله وهذا ما يبدو جلياً وواضحاً لكل ذي بصر وبصيرة وهو ما جعل تلك المؤسسات مشلولة وعاجزة عن أداء دورها والذي نحن ليس بصدده الآن بالقدر الذي نريد من خلاله تسليط الضوء على أداء الأفراد المتصدين للعمل السياسي تحت عباءة الديمقراطية والذين نراهم يتلونون كالحرباوات ليصطبغوا بلون الوسط الذي يتصلون به كلما دعتهم ضروراتهم لذلك الاتصال ليطلقوا وعوداً وتصريحات غرضها الأول الكسب السياسي غير القائم على الموضوعية أي بما يجعل الأقوال لا تتطابق مع الأفعال ولا يكون الظاهر تعبيراً عن الباطن حسب مبدأ
الشفافية المفترض توفره كقرين لا يمكن إغفاله مع العمل الديمقراطي.
لقد استفادت بعض الأطراف من آليات الديمقراطية للوصول إلى سدة الحكم رغم عدم إيمانها بالعمل الديمقراطي أو على الأقل إنها لا تفهمه قطعاً فقبل أيام شاهدت برلمانياً عراقياً يتحدث عبر إحدى الفضائيات لينقل حادثةً جرت قبل عملية انتخابات مجالس المحافظات مرت دون أن تقف عندها كل الجهات المسئولة أو تعيرها أهمية تذكر على حد علمي على الأقل وتتلخص تلك الحادثة بأن شخصاً ما وقف أمام المراجعين في دائرة التسجيل العقاري في الكرادة ببغداد ليعلن ان تلك الدائرة ستغلق أبوابها لمدة خمسة عشر يوماً لأن السيد عمار الحكيم اشترى الكرادة وسيتم خلال هذه الفترة انجاز إجراءات التسجيل ...الخ وقد مرت هذه الإشاعة التي بثها ذلك الشخص والواقفين وراءه على مسامعنا دون أن نصدقها لكنها بلا شك قد انطلت على كثير من البسطاء الذين استفزت مشاعرهم بهذه الإشاعة و التي رافقتها إشاعات أخرى لم يكن وقتها بعيداً عن ذاكرتنا ومنها إن السيد عبد العزيز الحكيم أمر بوقف رواتب الشهداء لأنهم ساهموا بالحرب ضد إيران وكذلك إعانات الجيش المنحل وسرت هذه الإشاعة كالنار في الهشيم رغم ان السيد الحكيم هو رئيس لكتلة برلمانية وبالتالي فهو عضو في مجلس النواب لا يملك حق إصدار القرارات بمفرده وهو شخصية معروفة بإرثها وتاريخها المشرف ولا أظنه يرتضي لنفسه الاقتران بهكذا صغائر .
المهم عندنا في هذا الموضوع هو تساؤلنا بالقول هل إن الجهات التي قامت بمثل هكذا أعمال لاستثارة البسطاء وبالتالي خداعهم ليقترعوا لصالح مرشحيها هي جهات مؤمنة بالديمقراطية وهل إن من تسلق من أفرادها بهذه الطريقة إلى مقاعد الحكومات المحلية في المحافظات هو وطنياً وملتزم بالعمل وفق النهج الديمقراطي ؟ قطعاً إنها عملية مشينة مكنت بعض من لا يستحقون من أن يتربعوا على قمة الهرم الحكومي في بعض المحافظات لتحقيق أغراض فئوية ضيقة بعيدة عن المصالح العليا للبلد وهذا ما سيدفع ثمنه المواطن نتيجة لسياسة تسقيط الأنداد غير المشروعة أثناء الحملات الانتخابية والتي تمت بهذه الطريقة المخجلة غير المقبولة لتأتي أكلها فيما بعد حكومات وصل بعض أفرادها عن طريق هذه الممارسات الشائنة وباسم الديمقراطية العرجاء التي تعتمد الآليات فقط بعيداً عن المفاهيم و الثقافة والضوابط المفترض وجودها وتوفرها في عقلية الناخب والمرشح على السواء مرتكزة على الثوابت الوطنية المشتركة لا على المصالح الآنية الضيقة ، من هنا فلا غرابة إذن من تردي الحال وسط أجواء كهذه تأخذ الأمور على عواهنها بعيدا عن الجدية و التفكير بالمصالح العليا للبلد والالتزام بأخلاقيات العمل السياسي الذي يحترم الأخر ولا يقصي أحدا وليس الاستفادة من الديمقراطية كمسمى لا كمضمون تسالمت عليه الشعوب التي سبقتنا في خوض هذا المضمار الذي وهبها كل هذا الرقي الذي يجعلنا نقف مدهوشين أمامه ونحن ننظر إلى حالنا وصنيع اللاديمقراطيين بنا .



#صباح_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
- من اجل دولة القانون
- انا سومري
- انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح مطر - ديمقراطية اللاديمقراطيين