أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح مطر - بين الانا وبريق المنصب














المزيد.....

بين الانا وبريق المنصب


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:15
المحور: كتابات ساخرة
    


أي أحلام جميلة تداعب مخيلة وعقول الطامحين إلى ارتقاء المناصب والطامعين بها فهم بين أحلام الهيبة والسلطان والجاه والمجد المؤثل وأمل الثراء المنقطع النظير ثم دنياً منقادة بكلها لتقف بين يدي أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والمعالي فما دون ذلك لترضى تلك الأنوات المتضخمة أو لتنال بعض ما يرضيها حين الوصول إلى المبتغى وتحقيق الأمل والمنى هكذا هي نفوس الطامعين بالسلطة أو المتربعين على عروشها إلا إستثناءات قليلة ارتقت بها إنسانيتها لتكون أكبر من الجاه والمنصب وأعلى وأكرم من خلعه وامتيازاته فجعلت منه وسيلة لخدمة الناس لا غاية يستعلى بها ومن خلالها عليهم فذاك علي بن أبي طالب وقد باين الدنيا ثلاثاً لا رجعة فيها فاكتفى من لباسه بطمريه ومن طعامه بقرصيه ولم تغره الدنيا وهي مستوسقة له منصاعة لإرادته وكذا هو عمر بن عبد العزيز هذا الأموي الذي زهد وعف وعدل وأنصف ولم يزده رفيع المنصب وعلو الجاه إلا تواضعاً وهبه رفعة يقر له بها العارفون نالها بسيرته لا بسلطانه وقد جعل من السلطان منبرا لخير البلاد وخدمة العباد لا لاسترقاقهم والهيمنة على مقدراتهم وقد سبقه في الفضل معاوية الثاني وهو معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي بويع للخلافة بعد أبيه وتضاربت الأخبار حول فترة بقائه على سدة الحكم فقد تراوحت فترة حكمه بين الأربعين يوماً والخمسة أشهر ثم تنحى عن الحكم بعد أن خطب قائلاً أيها الناس ما أن بالراغب بالائتمار عليكم لعظيم ما أكرهه منكم واني اعلم أنكم تكرهونا أيضاً لأنا بلينا بكم وبليتم بنا ...الخ ،وقد استهجن منه ذوو قرابته هذا التصرف حتى قال فيه أحد شعراءهم
إني أرى فتنة هاجت مراجلها
والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
وأبي ليلى كنية يشار بها إلى الضعيف من القوم ثم طعن بعد ذلك فقتل ولنا في عصرنا الحديث أمثلة مشرقة أخرى في عدم الاستئثار بالسلطة واستغلال امتيازاتها فها هو عبد الكريم قاسم حكم العراق بعد الإطاحة بالملكية لأكثر من أربعة سنين قضاها من أجل الفقراء وعاش عيشهم وفارق الدنيا ولم يترك من حطامها شيئاً ومن الأمثلة الرائعة الأخرى هو المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب الذي استلم السلطة على اعتباره أعلى قادة الجيش في السودان بعد الإطاحة بنظام جعفر النميري في نيسان عام- 1985- ثم سلمها بعد عام إلى حكومة منتخبة كان فيها أحمد الميرغني رئيساً لمجلس السيادة والصادق المهدي رئيساً للوزراء دون أن يرشح سوار الذهب نفسه لأي منصب وغادر سدة الرئاسة دون مطامع وكذلك فعل ليوبولد سيدار سنغور (1906-2001)أول رئيس للسنغال حكم البلاد ما يقرب من عشرين عاماً -1960-1980-ثم تنازل مختاراً بمحض إرادته مرشحاً عبدو ضيوف خلفاً له ليتفرغ لكتابة الشعر سيما وهو مؤلف النشيد الوطني السنغالي (الأسد الأحمر) رغم انه يؤخذ عليه انفراده بالحكم مدة طويلة .
أردنا من خلال سوق هذه الأمثلة القول اننا في مرحلة يراد بها ممن يتصدون لأمر إشغال المناصب في الحكومة أن يسموا بأنفسهم فوقها وفوق مسمياتها ليجعلوا منها مغرمة لا مغنمة فهم اختيروا ليكونوا خدماً لشعبهم لا سلاطين يتأمرون عليه ويثرون على حسابه بما يتقاضونه من رواتب ومخصصات وبما يحصلون عليه من امتيازات فمن اختير أن يسوس القوم يقع عليه التزام أخلاقي بان يعيش كما هم يعيشون لا أن يجعل من موقعه برجاً عاجياً يتعالى فيه على من منحوه ثقتهم ليكون احد البنات للبلد والمؤتمن على مقدرات شعبه لا من الباحثين عن المصالح والأمجاد الشخصية وعلى العموم فاني أرى فيما قلته شقشقة هدرت ثم قرت واني لأرجو أن تعيها أذن واعية.



#صباح_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية اللاديمقراطيين
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
- من اجل دولة القانون
- انا سومري
- انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح مطر - بين الانا وبريق المنصب