أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح مطر - بين الحقيقة والزيف














المزيد.....

بين الحقيقة والزيف


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 20:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



تحدثنا الروايات التاريخية عن العراق قبل الفتح العربي الإسلامي في القرن الأول الهجري انه كان مأهول بما يقرب من الستة إلى الثماني ملايين إنسان من غير العرب وكان جلهم من الناطقين بالسريانية ويدينون النصرانية النسطورية واليعقوبية إضافة إلى أقليات تدين بالمجوسية واليهودية والصابئية في حين كان عدد العرب في يمنهم السعيد وشبه جزيرتهم وفي أي ارض يسكنون لا يتجاوز المليوني إنسان أي ما يماثل ثلث أو اقل من عدد سكان العراق من غير العرب على اقرب التقديرات وما إن استقر هؤلاء الفاتحين ليجعلوا من العراق منطلقاً لمواصلة فتوحاتهم باتجاه الشرق حتى استولوا على مساحات واسعة من أراضيه الزراعية قسمت بينهم كقطائع أو ضياع اشتروها بعد أن أصبح لهم الجاه والسلطان كونهم المنتصرون الذين لهم الحق أن يجنوا ثمرات نصرهم ...وبذلك تحول السكان الأصليون إلى موالٍ لهؤلاء القادمون تقسموا بين أن يكون احدهم مولى لفلان أو أن كل مجموعة تكون موال للقبيلة الفلانية أو البطن أو الفخذ الفلاني وهكذا بدأ تذويب السكان الأصليين لينصهروا بتقادم الزمن في بودقة الأقلية المنتصرة واكتسبوا مسمياتها القبلية والعشائرية التي ما زالت متداولة الآن رغم أنها لا تصمد إمام الحقيقة كونها مبنية على وهم وأكذوبة العرق العشائري أو القبلي الأصيل وبالتالي القومي التي تفندها الحقائق التاريخية وإلا فاين ذهبت الملايين الست أو الثمان من العراقيين السريان وغير السريان وهم السكان الأصليين قبل الفتح ، هل أبيدوا عن آخرهم أم إن الأرض ابتلعتهم ؟ سيما انه لم يثبت بأنهم هاجروا خارج الرقعة الجغرافية التي تحتويهم وهي حدود العراق الحالية .
إذن الألقاب العشائرية المتداولة حالياً أكذوبة متسالم عليها لا أساس واقعي لأغلبها لأن السؤال باق ومؤداه كيف يمكن أن تنتسب كل هذه العشائر إلى مسميات لقبائل دخل بعض أفرادها مع الفتح أو انهم في بعضهم أقلية استوطنت العراق قبل ذلك قادمة إليه من اتجاهات معروفة وهم بقضهم وقضيضهم لا يتجاوزون عشرات من الآلاف ؟.
واضح إن هذه الألقاب التجأ إليها الناس وتمسكوا بها هربا من التمييز الذي كان سائداً آنذاك حيث يصنف الرعايا على انهم عرب وموالي أو مسلمين وذميين وهكذا فالألقاب المتداولة كمدلولات على انساب هي في واقعها عارية من الصحة على ضوء المعطيات الواردة وفي كثير منها على الأقل وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال آخر... إضافة لاصل هذه الألقاب المشكوك فيه ماذا نفعتنا وماذا جنينا منها ؟ هل جنينا غير الالتفافات غير المشروعة والصراعات القبلية التي ساهمت إلى حد كبير في تهشيم هويتنا الوطنية بجعل الولاء للقبيلة أو العشيرة قبل الولاء للوطن والرضوخ للسنن العشائرية قبل قوانين الدولة.
إن ما يسمى بالألقاب العشائرية لا يعدو كونه حالة تراجعية أو سلفية اجتماعية تجاوزتها المجتمعات المتقدمة وبقينا نحن نتحمل وزرها الثقيل كأداة للتشرذم والابتعاد عن روح المواطنة الحقة التي تتواءم مع روح العصر فان للإنسان أن ينتسب لبلده ووطنه خير من أن ينتسب إلى عرق موهوم ونسب لايحمل كثيرا على الصحة فيتخذ كلقب عشائري في زمن العولمة.



#صباح_مطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أور زقورة وشواهد تاريخية
- وجهة نظر في المصالحة
- القائمة المغلقة والمفتوحة
- بين الانا وبريق المنصب
- ديمقراطية اللاديمقراطيين
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
- من اجل دولة القانون
- انا سومري
- انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري


المزيد.....




- نواف الظفيري بالبشت السعودي في البندقية ومنسّق الأزياء يكشف ...
- قاضٍ أمريكي: استخدام ترامب للجيش في لوس أنجلوس ينتهك القانون ...
- خطوط طيران تركب حواجز أمام قمرة القيادة لتعزيز السلامة أثناء ...
- الصين تكشف عن ترسانتها المصنعة محليًا بعرض عسكري ضخم.. شاهد ...
- نادرًا ما يغادر بلاده.. كيم جونغ أون يختار بكين في رحلته الخ ...
- لقطة مذهلة لزوبعة هوائية تلتف حول بركان يقذف حممه في هاواي
- بدء التداول بعملة رقمية لعائلة ترامب ترفع قيمة أصولها إلى نح ...
- اليونيفيل تدين هجومًا إسرائيليًا -خطيرًا- استهدف قواتها في ج ...
- نيودلهي في مواجهة الفيضانات.. يامونا يتجاوز منسوب الخطر وسط ...
- بعد أيام من عدم ظهوره في فعاليات عامة.. ترامب يردّ على الشائ ...


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح مطر - بين الحقيقة والزيف