المجلس الوطني للإعلام المصري - إستربتو دربندين -

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المجلس الوطني للإعلام المصري
" إستربتو دربندين "
طريقتان تفكر بهما الحكومة المصرية حيال ما يسمى بمجلس الإعلام الوطني الذي نص الدستور على إنشائه والذي حلمنا به سنوات عديدة وكرسنا له آلاف من الصفحات بين دراسات علمية ومقالات نقدية ورؤى ذاتية ، كي يخرج الحلم عن دائرة الكوابيس . فتمخض الفكر الحكومي عن هاتين الطريقتين .
الأولى : طريقة الإستربتو دربندين النابعة من مدرسة المرحوم عم مصطفى حبزة الشيوعي والمعروفة لدينا ب " تأسيسية تأسيس المؤسسات الأساسية على ثلاث تأسيسيات أساسية " ، أما الثانية : فهي مدرسة عم جورج أورويل فى رائعته 1984 . مدرسة تسخير الحاضر بمحو الماضي لقتل المستقبل . ولأننا نفكر بطريقة مغايرة لطريقة التفكير الحكومي ، افترضنا حتمية البيض للعجة والفول للبيصار والمجد للشخصيات العامة التى ترغب الدرة الكامنة والعبقرية المتفردة الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام المصري فى ضمهم لتكوين المجلس المقترح بالإضافة إلى بعض البهارات من التماثيل المسماه بخبراء الإعلام المصري الذين أودوا بأربعة أجيال كاملة فى مقابر الإبتزاز العقلي والنفسي والروحي متجاهلة تماما أن مقتضيات أي عمل نهضوي لا يقوم على المواءمات بقدر ما هو قائم على منهجية البحث العلمي . ففكرة إدراج الشخصيات العامة داخل المكون الأساسي للمجلس ، ما هي إلا طريقة عم مصطفى حبزة ، مجذوب مدينة سمنود الذي اعتاد أن يكتب على جميع جدران المدينة ما هو نصه " تأسست تأسيسية سمنود الجديدة فى ثلاث تأسيسيات أساسية ، حيث أن تشيكوسلوفكيا تأسست فى تسع تأسيسيات مؤسسية بناء على تأسيس أساس الإتحاد السوفيتي " إلى آخر النص الذي لا تفهم منه شيئا إلا الانجذاب نحوه ربما للسخرية أو الاستغراب أو الدهشة ، ناهيك عن جمال خطه رحمة الله عليه . فالشخصيات العامة فى مصر ليست بأي حال من الأحوال كبار الأدباء والمفكرين أمثال أستاذنا بهاء طاهر وعمنا محمد ناجي والخال محمود إسماعيل . فجل المعروض فى السوق العام أشبه بتوفيق عكاشة وأحمد موسى وعمرو أديب وهاله سرحان . أما خبراء الإعلام بطريقة الدرة فعلى شاكلة محمد الأمين وسيد البدوى وأحمد بهجت وحسن راتب وربما سما المصري وفيفي عبده وكل ملاك قنوات الإتصال الخاصة . رغم أنني وبطريقة " فهق " القلب تقدمت من قبل لكل المسؤولين عن الإعلام المصري بدراسات منشورة وبمنهج بحثي يفيد بكيفية تشكيل مثل هذه المجالس بعيدا عن الهرطقة السياسية والمواءمات الرخيصة وطريقة عم أورويل فى " القص واللزق " ولأن قلبنا " اتفهق " تماما لن نعيد المقترح . بل على السيدة درية أن تقرأ ما ينشر وما تقدمنا به وغيرنا من الزملاء من قبل للمسؤولين أو على أقل تقدير كانت قد أرهفت السمع لمن يعمل على هذا المشروع منذ 15 سنه متواصلة ، ففى بداية عهدها الميمون إتصلت بفخامتها كي أقدم لها نسخا من تلك الأبحاث والدراسات ، فأحالتني إلى شخص يدعى اللواء أحمد سليم ، وهو مدير مكتبها والعضو البارز فى حزبها القديم " الوطني " والذي أحالني بدورة إلى " فوت علينا بكره يا سيد " لكنني كنت مخطئا فى تقديري ، فقد استطاعت درية شرف الدين ومدير مكتبها سيادة اللواء والأخ عصام الأمير أمين عام الإتحاد فى تطوير التليفزيون الحكومي المصري ودهان حوائطه من الخارج بشكل غير مسبوق تاريخيا . فلو أن السيده لديها مثقال ذرة من ضمير لأقالت عصام الأمير الذي تعدى بهمجية وعنترية على حقوق البث لقناة الجزيرة الرياضية وبعدها راح يبكي مثل أبو عبد الله محمد الثاني عشر لحظة خروجه من الأندلس " استرجل " للحظات ثم دفع ثمن هذه الرعونة 40 مليون جنيه غرامة قام باستقطاعها من حوافز ورواتب العاملين البسطاء . تلك هى العقلية التى تدير الإعلام المصري والتى ستدير مشروع " الإستربتو دربندين " أو المجلس الوطني للإعلام . ذلك المجلس الذي لابد وأن يشكل بطريقة علمية ، لا شخصيات عامة ولا مواصلات عامة ولا مراحيض عامة ولا خبراء " افتراضيين " بل بطريقة الإعلان المشروط بخبرات مسبقة فى المجال ورؤية مستقبلية فى شكل دراسات علمية ومعايير محترمة ، خلاف تلك الهرطقات السياسية التي ستحيل المشروع بلا شك إلا تأسيسية تأسيس المؤسسات الأساسية والإستربتو درابندين ، ونلتقي فى دوران شبرا إن فهمت سيادتك شئ كي تفهمنى إياه . آآآآآآآه يا راسي .
طلال سيف
" ح . م "

#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل