أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حوار مع محمد دوير















المزيد.....

حوار مع محمد دوير


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار مع محمد دوير
دعت ادارة الحوار المتمدن كتابها الى المشاركة في حوار مع محمد دوير الذي قدمته الى القراء على انه " مؤسس حملة يسار موحد وناشط يساري مصري"
لا اعرف ان كان محمد دوير فعلا اول مؤسس لحملة يسار موحد في مصر اذ يبدو لي ان حملة توحيد اليسار المصري ليست جديدة كل الجدة، ولكن هذا لا يغير من واقع وجود حملة تناضل من اجل توحيد اليسار المصري. ومن المعروف ان حملات توحيد اليسار في بلدان عربية اخرى لها تاريخ طويل كحركة توحيد اليسار في سوريا والعراق وغيرها التي انقضى على عمرها سنوات عديدة ولم تنجح في تحقيق توحيد المنظمات اليسارية العديدة الموجودة والناشئة كالفطر في هذه البلدان.
يستهل الاستاذ محمد دوير مقاله بعبارة مقتبسة من مقال للينين بعنوان "الحزب الاشتراكي والثورية اللاحزبية" كتبه في ديسمبر 1905فيما يلي نصها: "ان الحركة الثورية في روسيا، اذ تشمل بسرعة فئات جديدة وجديدة ابدا من السكان، تخلق جملة كاملة من المنظمات اللاحزبية. ان الحاجة الى الاتحاد تشق لنفسها طريقا بقوة تتزايد بقدر ما خلقوها ولاحقوها زمنا اطول." وينهي اقتباسه بعبارة من عنده "اما الوحدة او الموت"
في الفقرة الثانية من نفس المقال يكتب لينين "ماهي اهمية هذه الظاهرة؟ اي موقف يجب ان تقفه الاشتراكية الديمقراطية منها؟
ان الحزبية الصارمة هي رفيقة ونتيجة النضال الطبقي العالي التطور. ... ولهذا يحارب حزب البروليتاريا الواعية، تحارب الاشتراكية الديمقراطية، على الدوام، وبصورة طبيعية تماما، ضد اللاحزبية."
واضح من الفقرة التي اقتبسها محمد دوير والفقرة التالية لها التي اقتبستها من نفس المقال لا علاقة لها بما يشبه توحيد الحركة اليسارية التي ينادي بها محمد دوير في مقاله ويعتبر "اما الوحدة او الموت"
واضح ان لينين يتحدث عن ظاهرة اخرى هي نشوء حركات لا حزبية كثيرة ويحدد موقف حزب البوليتاريا الواعية ويعتبر الاشتراكية الديمقراطية مرادفا لحزب البروليتاريا الواعية، ويقرر ان الاشتراكية الديمقراطية، في 1905 ، اي قبل ان تنحرف الاشتراكية الديمقراطية، ضد اللاحزبية، ما يعني النضال من اجل تحويل الحركات اللاحزبية الى حركات حزبية وجذبها طبعا نحو الاشتراكية الديمقراطية.
ولينين لا يتحدث هنا عن المنظمات الحزبية العديدة القائمة انئذ في المجتمع الروسي، بل يعتبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقوده مرادفا للاشتراكية الديمقراطية بدون علاقة بالمنظمات الاخرى التي كان حزب البروليتاريا الواعية يناضل ضدها نضالا شديدا ويفضح انتهازيتها او رجعيتها كما يعرفه تاريخ الحزب الاشتراكي الديمقراطي وكتابات لينين الاخرى ضد التيارات القائمة مثل الاقتصاديين والمنشفيك وغيرهم. ان لينين لم يكن يدعو الى توحيد حزبه مع هذه الاحزاب اطلاقا.
بالعكس يتحدث لينين عن " ان الحزبية الصارمة هي رفيقة ونتيجة النضال الطبقي العالي التطور". يؤكد لينين على ان الحزبية الصارمة هي من سمات النضال الطبقي العالي التطور وهذا يعني تمسك الحزب الاشتراكي الديمقراطي ينبغي ان لا يتزحزح عن مبادئه ونظامه واهدافه التكتيكية والاستراتيجية قيد شعرة وان يكون اشد تصميما عليها كلما تطور الصراع الطبقي بخلاف النضال ضد اللاحزبية. فالحزب ككيان قيادي اداة ضرورية لتطوير الصراع الطبقي والاتجاه به نحو اهدافه الاستراتيجية ولكنه عاجز عن تحقيق اي هدف حتى من اهدافه اليومية التكتيكية من دون الجماهير التي يقودها. فالجماهير هي التي تحقق الاهداف وليس الحزب. ولذلك يناضل الحزب ضد اللاحزبية لدى الجماهير من اجل توجيهها الى العمل السياسي، الى العمل الحزبي، والعمل على جرها الى الاعمال الجماهيرية الضرورية من اجل تحقيق الاهداف السياسية.
فالماركسية اللينينية تعني في هذا الموضوع عدم التنازل عن المبادئ من اجل الوحدة والنضال من اجل تحريك الجماهير سياسيا لصالح كل الاحزاب والعمل في الوقت ذاته على اقناعها بان الاشتراكية الديمقراطية، البلشفية، هي الحركة التي تمثلهم وتمثل مصالحهم اكثر من الاحزاب والمنظمات السياسية الاخرى.
لينين يتحدث في هاتين الفقرتين عن النضال ضد اللاحزبية. ومن المفيد الحديث قليلا عن هذا النضال ضد اللاحزبية لاهميته في الحركة الثورية في ايامنا كما كانت عند كتابة هذا المقال. يعني النضال ضد اللاحزبية العمل في المنظمات التي تنشا في المجتمع كالنقابات والمنظمات الاجتماعية والحرفية بشتى اشكالها لغرض تحويلها من منظمات لا حزبية الى منظمات حزبية عن طريق النضال المثابر لاعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي في داخلها الى جانب نضال اعضاء الاحزاب الاخرى التي تناضل هي ايضا لتحويل المنظمات اللاحزبية الى منظمات حزبية تميل اليها.
ان سياسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هذا الكفاح ضد اللاحزبية كانت صارمة ودقيقة في طابعها، كانت تعني ان هذا الكفاح ضد اللاحزبية يجري من داخل المنظمات اللاحزبية عن طريق الصراع من قواعد هذه المظمات من اجل الحصول على قيادة هذه المنظمات. وهذا كفاح يجري بصورة طبيعية من قبل كافة الاحزاب والمنظمات السياسية القائمة في البلاد. اي ان الحصول على القيادة التي تحول المنظمة اللاحزبية الى منظمة حزبية يحصل عن طريق النضال الحقيقي من القاعدة لا عن طريق فرض القيادة من اعلى. كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي تحت قيادة لينين صارما في هذا الموضوع لان الحصول على القيادة عن طريق النضال من القاعدة يجعل المنظمة قوة حقيقية للحزب اما فرض القيادة من اعلى فيفصل بين القيادة المفروضة من اعلى وبين القواعد الجماهيرية للمنظمة ويجعل قيادة المنظمة قيادة شكلية لا يمكن الاعتماد عليها عند اشتداد الصراع الطبقي.
اهم مثل على هذا الكفاح ضد اللاحزبية كان الصراع داخل منظمة السوفييتات. رغم صراع الحزب الاشتراكي الديمقراطي المتواصل والعنيد من اجل الحصول على قيادة السوفييتات من القاعدة كانت قيادة السوفييتات حتى بعد ثورة شباط للمنشفيك والاشتراكيين الثوريين وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي اقلية في قيادة السوفييتات مما ادى الى انحياز السوفييتات للحكومة البرجوازية. ولكن كفاح الحزب الاشتراكي الديمقراطي استمر حتى تحققت قيادة الحزب من القاعدة عن طريق الانتخابات الحقيقية الى الحزب في تموز على ما اتذكر فاعلن الحزب عند حصوله على الاغلبية في قيادة السوفييتات عن نضوج الثورة.
ركزت في الحديث عن هذه الظاهرة لان التجربة في النضال ضد اللاحزبية في تاريخ الحركات في بلادنا كانت تختلف عن اتجاه الحزب الاشتراكي الديمقراطي البلشفي. فتجربة قيادة المنظمات النقابية بعد ثورة تموز في العراق كانت عكس صراع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بدرجة مائة وثمانين درجة. فبعد الثورة فرض الحزب الشيوعي العراقي قيادته من اعلى على كافة الحركات النقابية مما ادى الى خلق بون شاسع بين النقابات وبين القيادة الشيوعية التي بلغت مائة بالمائة حين اشتد النضال. فحين اعتقلت حكومة عبد الكريم قاسم جميع قادة اتحاد نقابات العمال لم تبد جماهير النقابات اية مقاومة او اي اهتمام لاعتقال القيادة وهذا هو الفرق بين القيادة التي تتحقق عن طريق النضال من القاعدة للحصول على القيادة وبين فرض القيادة من اعلى والطلب من القواعد الخضوع للقيادة المفروضة.
شرحت اعلاه معنى موضوع الكفاح ضد اللاحزبية الذي بحثه لينين في كامل المقال المقتبس اعلاه وفي فقرتيه الاوليين المقتبستين من المقال لاهميته في الصراع الطبقي الذي يجري في بلداننا العربية في ايامنا. ولكن المقال والفقرتين المقتبستين لا علاقة له بموضوع الحوار، وحدة اليسار المصري. ان موضوع وحدة اليسار في مصر وغير مصر موضوع يختلف كل الاختلاف عن موضوع الكفاح ضد اللاحزبية المبحوث في مقال لينين احاول ان اناقشه في حلقة تالية.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد انتخاب السيسي رئيسا؟
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية5
- مصر بعد الدستور
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية4
- حوار مع الاستاذ عبد القادر ياسين
- الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية3
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية2
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية 1
- حوار مع تاج السر عثمان
- حوار مع ابراهيم حجازين
- في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 (2)
- في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية 1917 (1)
- تمرد بعد الثلاثين من يونيو
- حوار حول سقوط وهزيمة الاخوان واثارها2
- حوار حول سقوط وهزيمة الاخوان واثارها
- هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟3
- هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟٢-;-
- ما رايك في التدخل العسكري الاميركي في سوريا؟
- هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟
- رسالة اخوية الى تمرد وخصوصا الى قيادة تمرد٢-;-


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - حوار مع محمد دوير