أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - رسالة اخوية الى تمرد وخصوصا الى قيادة تمرد٢-;-















المزيد.....

رسالة اخوية الى تمرد وخصوصا الى قيادة تمرد٢-;-


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة اخوية الى تمرد وخصوصا الى قيادة تمرد٢-;-
في اول مقال كتبته عن ثورة الخامس والعشرين من يناير كتبته فور نجاح الثورة في ازاحة حسني مبارك ونشر بعد اسبوع في الحوار المتمدن كتبت ان الثورة رغم نجاحها الباهر لن تحقق الاهداف التي قامت الثورة من اجل تحقيقها. وكررت ذلك في جميع المقالات التالية حول الموضوع. وفي التحية التي كتبتها فور نجاح ثورة الثلاثين من يونيو ونشرت بعد يومين في الحوار المتمدن كررت نفس الراي بان ثورة الثلاثين من يونيو هي الاخرى لا تحقق الاهداف التي رفعت فيها. وقد اثبت واقع ثورة الخامس والعشرين من يناير انها لم تحقق اي هدف من اهدافها غير ازاحة حسني مبارك. ونحن الان في انتظار ما تحققه ثورة الثلاثين من يونيو.
صحيح ان ثورة الثلاثين من يونيو تختلف في تنظيمها وقيادتها عن ثورة الخامس والعشرين يناير بانها وضعت برنامجا مفصلا ودقيقا لاجراءات ما بعد الثورة خلاف ما جرى في يناير وتحقق برنامج الحركة بحذافيره بعد الثورة، فبعد ازاحة مرسي عين رئيس مؤقت للجمهورية وتشكلت حكومة جديدة وتكونت لجنة لتعديل الدستور من اجل اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية على اساسه. وهذا استجابة دقيقة لما اعلنته حركة تمرد قبل الثورة. ويجري كل ذلك بالتشاور وبمساهمة حركة تمرد وهو ما لم يحدث بعد ثورة يناير اذ كل الدعوات الى الحوار فيها كانت موجهة للاحزاب السياسية التقليدية القائمة بدون اي ذكر او اشراك لشبيبة الثورة.
اما الان فلنفرض جدلا ان تشكيل لجنة تعديل الدستور جرى بموافقة حركة تمرد فما هي طبيعة الدستور الذي تضعه هذه اللجنة؟ سواء ابقي الدستور ومجرد تعديله او وضع دستور جديد كل الجدة فان الدستور لن يكون سوى دستور راسمالي لان المجتمع المصري مجتمع راسمالي.
ان اي دستور سيجري الاتفاق عليه ربما بالاستفتاء الشعبي الحر والنزيه لابد ان يتضمن مثلا مادة صيانة الملكية كمبدأ اساسي مقدس. وهذه المادة ديمقراطية تشمل الشعب المصري كله بلا استثناء. فهي تصون ملكية الطبقة الراسمالية التي تمتلك في الواقع كل ثروات المجتمع المصري وتصون في الوقت ذاته ملكية العمال والفلاحين والكادحين الذين لا يمتلكون شيئا من الثر وات الاجتماعية. فالمادة الديمقراطية ذاتها تعني في الواقع صيانة غنى الاغنياء ومن الناحية الثانية صيانة فقر الفقراء.
ولو فرضنا ان الدستور يتضمن اشارة الى مكافحة البطالة او يشار الى ذلك استنادا اليه فماذا يقصد بمكافحة البطالة في مجتمع راسمالي؟ حين يشار الى مكافحة البطالة في مجتمع راسمالي يعني ذلك اقامة مشاريع استثمارية جديدة من اجل خلق فرص عمل للعاطلين بتشجيع الاستثمار المحلي والخارجي، اي بانشاء مشاريع راسمالية جديدة تستغل عمالها كما تفعل المشاريع القائمة.
قد يتضمن الدستور او يجري على اساسه وضع قوانين تخص الكادحين من الشعب كاقرار حد ادنى للاجور او مساواة المراة بالرجل في اجور العمل المماثل او مكافحة الامية وعدم تشغيل الاطفال وغير ذلك من المطالب الشعبية ولكن التاريخ اثبت ان مثل هذه القوانين يجب الا تمس مصالح الطبقة الراسمالية. كذلك برهن التاريخ ان تطبيق مثل هذه القوانين في الواقع لا يجري طوعا وانما يتطلب تطبيقها نضالات طويلة وحتى دامية من اجل تطبيقها اذ ان الطبقة الراسمالية تقاوم تطبيقها وتحاول عدم تطبيقها رغم صدور قوانين حولها لان عدم تطبيقها يزيد من ارباحها. والخلاصة ان اي دستور يجري وضعه ومهما كانت مساهمة الشبية الثورية في وضعه لن يكون الا دستورا راسماليا.
بعد اقرار الدستور سواء على اساس استفتاء شعبي او بدونه تجري انتخابات برلمانية نامل ان تكون لاول مرة انتخابات حرة نزيهة لا تزييف فيها. ولكن البرلمان ايا كان شكله وايا كانت الاغلبية فيه يعجز عن اصدار قوانين تمس مصالح الطبقة الراسمالية. قد تفلح الاغلبية في سن قوانين هامة لمصلحة كادحي الشعب على ان لا تشكل خطرا على مصالح الطبقة الراسمالية ولكن تطبيق القوانين هو الاخر لا يتم تلقائيا وانما يتطلب نضالات دائمة على حركة تمرد ان تمارسها من اجل تطبيقها. ويصدق ذلك ايا كانت الحكومة التي ستنشا عن طريق البرلمان فهي لابد ان تكون حكومة تعمل كاداة لتنفيذ مصالح الطبقة الراسمالية بحكم كون الطبقة الراسمالية هي الطبقة الحاكمة في مصر.
هناك اهداف شعبية واضحة تهدف الثورة الى تحقيقها مثل مكافحة البطالة رفع الاجور وضع حد ادنى للاجور مساواة المراة بالرجل تحريم تشغيل الاطفال الضمان الصحي المجاني للشعب مكافحة الامية مجانية الدراسة بكل مراحلها التعليم الاجباري للاطفال حتى سن معينة الخ... ان تحقيق مثل هذه الاهداف سيتطلب نضالات دائمة متواصلة تقودها حركة تمرد بعد الثورة حتى بعد سن قوانينها.
وهناك اهداف عامة ترفعها الثورة مثل العدالة الاجتماعية والكرامة وغيرها وهي اهداف لا معنى لها في المجتمعات الطبقية الا صيانة مصالح الطبقات الحاكمة ودوام استغلال الطبقات الكادحة في كل المجتمعات الطبقية. تعني العدالة الاجتماعية دوام استغلال الطبقة الراسمالية للطبقات الكادحة وتعني في الوقت ذاته نكران حق الطبقات الكادحة في مقاومة هذا الاستغلال.
ان نقطة الضعف في ثورة مثل ثورة الثلاثين من يونيو هي كونها موجهة الى العدو الخطأ. ان رئيس الجمهورية هو موظف حكومي مهمته ادارة البلاد لمصلحة الطبقة الحاكمة. هو اداة لخدمة الطبقة الحاكمة يمكن تغييره والاستغاء عنه واختيار اداة اخرى بدلا منه. ونجاح ثورة عظيمة مثل ثورة الثلاثين من يونيو لا تغير شيئا عند ازاحتها الاداة. وعلى هذا الاساس ابديت رايي بان ثورة يناير لن تحقق اهدافها الشعبية وكررت ذلك بعد ثورة الثلاثين من يونيو.
ان الكفاح الحقيقي لثورات مثل ثورة يونيو ينبغي ان يوجه الى صانع الظلم وليس الى ادوات تنفيذه. صانع البطالة والفقر والجوع والجهل والمرض هو الطبقة الحاكمة في جميع المجتمعات الطبقية في التاريخ. وكانت المؤسسات الحكومية هي الادوات التي استخدمتها الطبقات الحاكمة من اجل افشال اية مقاومة يبديها الكادحون من اجل تحسين حياتهم وقمع الثورات الشعبية. ولكن ادوات كل الحكومات الطبقية في التاريخ لم تكن كافية لردع الشعوب وايقاف نضالاتها لان التطور الطبيعي للشعوب يحتم الثورات ويحتم النضال من اجل الاطاحة بالطبقات الحاكمة التي انتهت ادوارها الايجابية في قيادة المجتمع.
ان ميزة ثورة يونيو هي انها شكلت فتحا جديدا في الثورات الشعبية لم يسبق له مثيل في تاريخ الثورات السابقة. فبينما كانت الثورات القديمة تزج بفئات قليلة ضد الطبقات الحاكمة ما يوفر لدى الطبقة الحاكمة مزيدا من قوى القمع التي تستطيع توجيهها ضد الثوار، انزلت ثورة يونيو الى الميدان شعبا بكامله وبهذا شلت من قدرة الطبقة الحاكمة من ان تزج قواها القهرية ضد الثوار. ثورة تمرد المصرية قسمت المجتمع المصري الى معسكرين منفصلين كل الانفصال. معسكر ميت لا حراك فيه بدون الانسان ومعسكر حي يضم الانسان المصري. الطبقة الحاكمة تمتلك السلاح ولكن ثورة يونيو عزلت السلاح عن الانسان الذي يستطيع استخدامه. فلم يكن في وسع القوى القمعية مهما عظمت ان تصد شعبا باكمله ولم يكن في وسع اية حكومة ان تزج الجيش او الشرطة لضرب الشعب كله خصوصا وان افراد الجيش والشرطة هم قسم من الانسان سلاح الثورة.
كانت ثورة تمرد في الثلاثين من يونيو نموذجا حيا للعالم كله في طبيعة الثورات التي توفرت في عصر الثورة التكنولوجية والثورة المعلوماتية وستكون قدوة لنشوء العديد من الثورات القادمة في ارجاء العالم مع تفادي نقاط ضعف ثورة يونيو التي شنت ثورتها ضد الاداة وليس ضد مالك وسيد الاداة.
ان ثورات مثل ثورة تمرد من المحتم نشوؤها في ارجاء العالم تضع هدفها الاساسي الغاء علاقات الانتاج الراسمالية وانشاء علاقات انتاج جماعية تتفق مع طبيعة الانتاج الجماعية التي تجري في النظام الراسمالي. ثورات يكون هدفها انهاء النظام الراسمالي وانشاء نظام اشتراكي يمهد الطريق لتحقيق حلم البشرية بتحقيق المجتمع الشيوعي. ثورة تنهي اغتراب الانسان عن انسانيته طوال تاريخ المجتمعات الطبقية وتحول الانسان لاول مرة الى انسان.
كانت الثورات الاشتراكية صعبة التحقيق نظرا للمقاومة الهائلة التي تبديها الطبقات الحاكمة ضد الثورات قبل وقوعها وحتى بعد نجاحها كما حدث في الاتحاد السوفييتي. ولكن نشوء ثورة مثل ثورة الثلاثين من يونيو وجعل الشعب بكامله لصالح الثورة يبشر بوضع قد يجعل تحقيق ثورات اشتراكية تجتذب شعوبا بكاملها اكثر نجاحا واكثر بقاءا.
منذ نشوء الحركة الشيوعية اعلن ماركس ان الثورات الاشتراكية ثورات محتمة يحتمها التطور الطبيعي للمجتمع وما زال هذا صحيحا في ايامنا. ان العالم يجابه اليوم اما تحقق الثورات الاشتراكية وانتهاء النظام الراسمالي او خطر انتهاء الحياة على الكرة الارضية نتيجة الاضرار التي يحدثها الخراب البيئي الذي يرافق الانتاج الراسمالي والحروب الراسمالية وتاثير نتائج استخدام الاسلحة المدمرة وتجاربها على البيئة.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة اخوية الى تمرد وخصوصا الى قيادة تمرد۱-;-
- حول -حسقيل قوجمان في أعلى مراحله-٤-;-
- تهنئة للشعب المصري على انتصار ثورته
- حول -حسقيل قوجمان في أعلى مراحله-٣-;-
- راي من بعيد حول الثلاثين من يونيو (تتمة)
- راي من بعيد حول الثلاثين من يونيو
- حول -حسقيل قوجمان في أعلى مراحله-٢-;-
- حول ماركسية يعقوب المحنطة
- حول -حسقيل قوجمان في أعلى مراحله-۱-;-
- تحية الى زينة محمد
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها۷-;-
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها6
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٥
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٤
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٣
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها٢
- الامبريالية هي الراسمالية في اعلى مراحلها١
- هل ثمة برجوازية طفيلية وبرجوازية لا طفيلية؟٢
- العمل الانتاجي والعمل اللاانتاجي
- هل ثمة برجوازية طفيلية وبرجوازية لا طفيلية؟١


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - رسالة اخوية الى تمرد وخصوصا الى قيادة تمرد٢-;-