أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة غضبان المشلب - قصتان قصيرتان














المزيد.....

قصتان قصيرتان


ماجدة غضبان المشلب

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


حين لا يجد القلم إلا أن يظمأ على ضفة مداد.. و لا يختمر الصوت إلا في حنجرة مجزوزة.. ، حين لا يصبح للذكرى سوى طرق أبواب الليل ، و المغادرة عند النهار.. سيكون لي أن أودع كل أسرار الجسد على صفحة ممسوسة..

وجبة طعام

إنتابني الفضول
دخلت خلفه في مسار ضيق نحو الغابة.. سار بسرعة لا أستطيع مجاراتها
فقدته لبعض الوقت بين الظلال..
تعثرت ، و تعثر ظله..
إلتفت خلفه.. فاحتميت بشجرة..
حفر الحفرة التي توقعت، و وضع الجثة التي رأيت في مقرها الأخير..
لم يعد للوراء من حيث جاء ، بل تقدم نحو الغابة ، و اتخذ من مخرج آخر ستارا لسره..
_هل أستطيع أن آتي بكلاب تحفر القبر حيث توارت جثة أخي هناك؟ ،
أم ان علي الإستعانة بالشرطة؟..
هل الصراخ في الشارع سيكفي دليلا على ما حدث في الغابة؟..
عيناي تغزلان النعاس بكسل لذيذ على فراش من عشب.. و قد غدا النوم ممتعا كما الموت و قد وددت الخلاص من طيف جريمة..
تخيلت يومي القادم ، و على كتفي جثة ، و شفتاي تطبقان على رائحة الموت..
من سيصدقني إن قلت اني لم أفعلها؟
كم منهم سيقول انني القاتل؟
من سيحب حفر موضع الجثة؟
من سيهتم لموت أخي سواي؟

يوم آخر ، و الفضول نفسه يدفعني لملاحقته..
سرت خلفه من طريق جديد..
هاهو يصل القبر ، و يحفره حيث كنا بالأمس معا دون أن يعلم..
في يده طبق من الذهب ، و سكين ، وشوكة تلمعان تحت الشمس المنسلة من بين الأغصان كمن يعد لمائدة شهية..
و هو يأكل الجثة بإستمتاع مخيف.. تذكرت اني لم آت و لو بكلب واحد ، لم اخبر شرطيا ، لم اصرخ..
إضطرب قلبي ، و دق بعنف أمام سؤال باغتني:
_ماذا لو كانت جثتي الليلة وجبة طعامه التي يعدها ليومه القادم؟

النبض
تلك الشجرة المتحدية للسنوات وقفت عندها أمي..
_كانت تحملك.
_ربما كانت الشجرة أصغر عمرا؟..
_و ظلها أصغر؟..
_لكنه كان يسعنا نحن الثلاثة!!.
_هو يسعنا الآن بدونها..
_ماذا لو استعدنا عمر الشجرة؟
_لن تعود أمي أيضا..
_أواه ، إنك تحطمين حتى الحلم المنسي تحت الشجرة..
_أترى عبر النافذة كيف جزت الريح أقدام الشجر؟..
أطاحت ببتلات الزهور؟..
عبثت بوجه الماء؟..
رنحت الظلال؟..
جعدت قرص الشمس؟..

_لكن هل عادت أمي تحت الشجرة؟..




#ماجدة_غضبان_المشلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية نسوان ستان إزاء سنيستان و شيعيستان
- قصص قصيرة
- لازلت في المانيا/قصة قصيرة
- نقوش أثرية على وجه البحر
- الى جفاف الرافدين الوشيك نعيمها ان يجف
- البحث عن سماء زرقاء
- الى جفاف الرافدين الوشيك
- الان ارتشفت زبد الحب
- لو كان للحشرجة ريشة ودواة
- وثائق انثوية في محفظة رجل


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة غضبان المشلب - قصتان قصيرتان