أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة غضبان المشلب - نقوش أثرية على وجه البحر














المزيد.....

نقوش أثرية على وجه البحر


ماجدة غضبان المشلب

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 12:19
المحور: الادب والفن
    



النقش الأول



قبل السياب

ما كان المطر يعني شيئا،

ولا جيكور

كانت ملكة المدائن،

ولا بويب كان يجري

دون توقف

بين الكفوف التي احتضنت

بحنوٍّ بالغ

قصيدة المطر!

********************

اعلمُ انكِ خلف جدار

أو في قلب الصخرة

أو مجرى النهر،

اعلمُ انكِ جذور الشجرة

وحلو الثمرِ

وتحدّي الظل

لهجيرة صيف،

اعلمُ إني حيث أسير

أكون بين يديكِ

وانزعُ من وجهكِ بقايا قشور،

واكشف عن سحركِ

وأتلاشى فيكِ كشعاع من نور!

************************

مثقلٌ بالحلي

ذلك التمثال

ضجرٌ من الوقوف

وسط طواف لا ينتهي

يتمنى لو إن عينيه

ترمشان للحظة

أو تتحركُ يداه إلى الأعلى

أو يرتفعُ صوته

بين لغط العابدين:ـ

اصمتوا أيها الجهلة!

**********************

في القاع

في جوف البئر

تلمعُ وحيدة

عوراء

أهل القرية

يدركون وجودها

غير إنهم يتجنبون الحديث

عن دمعها السخي

يحاولون أن ينسوا

ـ عبثاـ

إنهم يشربون حزنها

قطرة بعد أخرى

********************

هل تختفي الموسيقى

حين تصمت آلات العزف

وينتهي الحفل؟



ما الذي ينقر نافذتي إذن

ويجعلني أهيم

حين تغادر المدينة طرقاتها

ويعشى الحراس

ويفقد الملك عرشه

وتتساقط النياشين والأوسمة

وتتسابق الأسمال

بعيدا عن الأجساد العارية

خلف جيش من حروف الموسيقى

المبعثرة كالنجوم

المنتظمة كمسير المؤمنين

المدركين

إن كلَّ الحياة

ليست في بعض هذه المدينة؟؟؟!

************************

الشِّباكُ في البحر

تحتالُ بصمت

على الأسماك اللامعة



تحتال بتروٍّ

على الصياد

الذي عاد ببعض السمك

ونسي في القارب

يوما مضنيا آخر

لن يعود إليه أبدا

******************

مثلما أحصي

النجوم والكواكب

هي أيضا تحصي خطواتي،

مسيري وتوقفي عند واحة نخيل،

تجلو لي نهارا

سبيل البشر،

وترفعني ليلا

لأرى النجوم والكواكب

ذرات رمل

في كثيب صغير

*********************

أين النصف الآخر

من وجهكِ

أيتها اللؤلؤة الخبيئة؟،

أين نصفك الذكري؟،

أين ظلك حين ترعبك الشمس

بتلألئها؟،

حين تصبحين وحيدة؟،

قرطَ أذنٍ

تستبيحها الأصوات

بلا رحمة؟

************************

جالسة انا

على منحدر الزمن

ارتقُ رحلتي

تقطر من متاعي

بداهة الاشياء

وعطر الصمت الجليل



بعض الأصوات عَلِقت

ـ ربماـ

على الشجيرات الصغيرة

والصخور الغائبة عن وعي الطريق،

شيء من الامس لمع

على كف النهر،

شَعر الصبيّة الحريري

رفَّ كراية

على شجرة الشوك المتباهية

بلونه الذهبي



كأن المكان يضجّ بأهله،

بدبيب لا ينتهي

مستمتعا بلذة التكرار

ولون الضياع



كأن في المكان

رزمة أحزان

ضمّتني إليها

وامتزجت بدمي

وارتعشت معي

حتى ضباب الكهولة ـ

يرفعنا بطيشٍ ونشوة

عُباب زمنٍ بلا ملامح!

******************

في هذا الليل

بعض من ظلام قلبي،

وفي نجومه

بعض من بريق ابتسامة

أغوتني يوما

لأحصد حقلا من الضحكات،

وفي غموضه

كلُّ ما تسلسل بعدها

من انهُر تبحث عن محطة ليل

واحدة!

*********************

الانتظار يعني أحيانا

إن تُوصدَ الباب

بوجه الطريق،

أن تُزيلَ الصخورَ المنتصبة

أمام جحافل التجاعيد،

أن تعتادَ ظمأ المداد

وعواءَ الكلمات الغرثى

وتكوّر السطور حول نشيجها

خلف الأسوار المتتالية

لمعبدك الحصين!

************************

هل اكتفيتُ بتوغلي

في الشِّعاب المنيعة؟



هل كلَّتْ عيناي

وهي تنظر إلى ما بعد الجبل،

ما بين كتفي الضفاف،

ما وراء امتداد البحر،

ما يلي تمنّع الصحراء

وخُيَلاء المدن؟



هل اكتفيتُ بعد ترحال طويل

بصرّة ضئيلة

أضمُّها بكلِّ الشوق

إلى صدري

ليفوحَ عطرُ امرأة

وتتهدلُ خصلةُ شعر

وتفرُّ بذرةُ حبٍّ ضوئية

تغادر كفي

تطير بعيدا

كعصفور ذهبي؟

*********************

النقش الأخير

اللحظة التي بدا فيها الحب

من بين أغصان شجرة التوت

هي اللحظة التي لن تحضر موتي

ولن تكفن جسدي

ولن تُدفن في قبري

لكنها ستتوارى بين أغصان أيار

تواصل إطلالتها الحانية

على القلوب المغرمة

بمفاتن شجرة التوت!


[email protected]



#ماجدة_غضبان_المشلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى جفاف الرافدين الوشيك نعيمها ان يجف
- البحث عن سماء زرقاء
- الى جفاف الرافدين الوشيك
- الان ارتشفت زبد الحب
- لو كان للحشرجة ريشة ودواة
- وثائق انثوية في محفظة رجل


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة غضبان المشلب - نقوش أثرية على وجه البحر