البشرى الفاجعة....... صناعة السيارات في العراق

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر
(Shakir Al Khaiatt)

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 21:35
المحور: كتابات ساخرة
    

كنت ومنذ ان عرفت انني انسان اعيش على سطح الارض احلم كما بقية ابناء البشر على هذا الكوكب وبما لايكلف الله او المسؤولين ثقلا او اعاقة او نقص في الموازنة او الميزانية او ربما يسيء من قريب او بعيد الى الخطط المتتالية التي ما أنفكت وزارة التخطيط اطلاقها عفوا بل تطبيقها، مثل الخطة السنوية والخطة الخمسية والخطة العشرية والخطة الخمسينية وهذا طبعا ما دابت عليه الدول التي ابتعدت عن الصغائر واحتفظت لنفسها وشعبها بالرقي بمغادرة مانحن فيه الان منذ عشرات السنين...الذي كنت ولا ازال احلم به واتمناه هو ان يكون العراق بلدا منتجا للسيارات ومصنعا لها بالتدريج كاملة لان الصين ليست باحسن منا ولا تركيا ولا تصورا ان السودان قد حاولت دخول هذا المجال...ومن خلال متابعتي المستمرة الى القنوات الفضائية ومنها العراقية، اثار انتباهي وفرحي في نفس الوقت خبر على واحدة من قنواتنا وهو يبشر ابناء الشعب العراقي بقرب افتتاح اول مصنع للسيارات (صالون) و (شاحنات) ..وفعلا فقد افرزت من وقتي مالايقل عن ليلة تركت فيه الادب والرياضة وما ابتلينا فيه من احداث لاوجه فكري وعقلي وحواسي المائة والعشرين كلها الى توقعات عن شكل السيارة المزمع انتاجها وماهي جهة المنشأ التي سيتم التعاقد معها على اننا نبدا من حيث وصل التطور في عالم السيارات.... الغريب والرهيب والخطير في نفس الوقت ومن خلال متابعاتي بشان السيارات اعرف ان اليابان مثلا كانت تنتج سنة 1987 مايصل الى 12000000 ( اثنا عشر مليون سيارة) اي بمعدل مليون سيارة في الشهر وقس على ذلك بمسالة حسابية سترى العجب العجاب لان مجرد ثوان قليلة وتتدحرج سيارة جاهزة.. ولا اريد ان اخفي معلومة جميلة على القاري الكريم فانا اعرف ان مصنع (فولكس واكن) الالماني لوحده كان ينتج في سنة 1954 سيارة واحدة كل 16 ثانية، تصور بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ومالحق بالمانيا من دمار... ولذلك ازداد التساؤل عندي واحتكرت لوحدي التوقعات خوفا مما يفجعني ويجعلني العن اليوم الذي ولدت فيه بين هذه الشلة من الجهلة ومن لايمتلك بعد نظر واستشرافا للمستقبل...وبالفعل حصل ماكنت اخشاه...
البشرى او سمها المصيبة التي على اساسها قال الله ( ان المؤمنين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون) وانا هنا اعيد هذه الاية لانها نزلت لكي يقراها كل عراقي بعد فاجعة اعلان انتاج وصناعة السيارات في العراق....
حسين الشهرستاني البروفسور وعالم الذرة ( قدس سره) يعلن وبلا تردد ولا خجل وكانه حقق انجازا اعجازا دون علمه انه اعادنا بهذا الاعلان الى سنوات الاربعينات من القرن العشرين..... كان فرحا وهو يقص الشريط لمكان سيتم فيه تجميع سيارات صينية المنشا!!! ياويلكم من الله من اعلاكم الى ادناكم!!!لابارك الله بكل من سعى وشارك وساهم ولو حتى بشق كلمة في هذا المشروع المسخ!!! تجميع سيارات صينية ،عفوا نسيت الماركة الخارقة ( رينو)!!! (لك عرب وين طنبورة وين) رينو؟!! رينو؟!!لاعافاكم الله...
والله ستكون هذه الخطوة وصمة عار في جبين من وافق عليها... تركتم كافة موديلات وماركات العالم المتحضر والمتقدم وذهبتم الى (شيري ورينو)؟؟!! اما كان الاجدر مفاتحة الشركات ذائعة الصيت والمعتمدة والموثوق اسمها لدى العارف والجاهل بامر السيارات؟!! ام ان هذا ايضا كقانون التقاعد الذي خذلتم الشعب باقراره؟؟.. هل تريد السيد الشهرستاني ان اعدد لك كم شركة سيارات يتمنى المواطن العراقي ان يتم التعاون معها لكي نلحق بركب من سبقنا؟!بل ويتحسر عليها!!! اذا كنت تستطيع مناقشتي في هذا الموضوع حاول على بركة الله، سافحمك ومن معك ممن قرر وخطط ونفذ، شُلَّتْ اياديكم، رمدت عيونكم، صمت آذانكم، دون ان ادعو بالموت عليكم لانه سيريحكم وانتم لاتستحقوه حتى...
الشركات التي كان من الممكن بل المؤكد انها ستوافق بل وتقبل عيوننا لو اقدمنا على مفاتحتها كما اظن ولو انني جازم في هذا الامر لكن للنص اصوله:
تويوتا، مرسيدس، دودج، شيفروليه ،فورد، نيسان، مازدا، اوبل، فولفو، فولكس واكن.... طيب ايها الاغبياء لماذا لم تجربوا مثلا التعاون مع اي من الشركات الكورية التي اثبتت نجاحا ساحقا يفوق التصور؟!مثل هيونداي او كيا على سبيل المثال؟!
من يمتلك ذرة من الغيرة او فتات من احساس من المسؤولين انتظر اجابته.

#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل