أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - الفيلسوف المعري.... البعد الاخلاقي














المزيد.....

الفيلسوف المعري.... البعد الاخلاقي


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 19:51
المحور: الادب والفن
    


قبل ان اخوض غمار الحديث عن رائع من الرائعين، ومبدع من المبدعين، لابد لي ان اعرج الى مايهم القاريء قبل الحديث وصلبه...
ابو العلاء المعري، حكيما، شاعرا، كاتبا، ناقدا بارعا، فيلسوفا، انسانا لايشك في انسانيته اثنان.
هو من القليلين الذين جمعوا بين الشعر وفنونه وبين النثر وفنونه فابدعوا في كلا الامرين ايما ابداع...مايثبت ما اقول هو تركته الشعرية الواسعة من دواوين كثيرة... ومايثبت ما اقول كذلك نثرا هو رسالة الغفران ورسالة الملائكة ودراسات نقدية ماآن لاحد قبله ان يستحوذ بعقليته النيرة على ما استحوذ عليه المعري...ان اقتباس البعض من مفكري شعوب اخرى ومانهلوا علنا مما جاء به المعري لهو برهان ومفخرة في نفس الوقت لنا وللاجيال التي ستاتي بعدنا....
فـ ( دانتي ) مؤلف ( الكوميديا الالهية) المشهورة اخذ عن ابي العلاء فكرة كتابه ومضمونه...
ابو العلاء المعري يتميز عن فحول وعمالقة الادب العربي بهذه الميزة والتي لازمته منذ نعومة اضفاره الاخلاق الراقية والانسانية المتوفزة على الدوام رغم فقدانه وهو لم يزل طفلا صغيرا...الامر الذي دفعه اكثر ان يكون متسائلا وعلى الدوام وليس كشاعر او ناثر انما كانسان حاله في الامر كحال اي انسان بسيط... تراه يوم وصف له الحكيم لحم الدجاج وعندما تلمس تلك الفرخة قال مقولته المشهورة والتي سرت مثلا من بعد ذلك (- استضعفوك فوصفوك؟ لمَ لمْ يصفوا شبل الاسد؟) هذا بحد ذاته موضوع فلسفي اخلاقي غني وموضوع قابل للتحليل السايكلوجي لتلك الشخصية التي ينبغي لها ان تكون العكس نتيجة المحابس العديدة التي توالت عليه وهو يذكر ذلك للتنبيه على انه لم يتاثر لفقدانه بصره او عدم زواجه...( اراني في الثلاثة من سجوني فلا تسالْ عن النبأ الخبيث ------- لفقدي ناظري ولزوم بيتي وكون الروح في الجسد الخبيث)" على ما اذكر" ....التاملات التي كان المعري يغط في الابحار فيها كانت تنتج عن مقولة او بيت شعر او قل كتابا او على اقل تقدير حكمة ...فهو في "سقط الزند" يقول :
ابكت تلكم الحمامة ام غنـــــــــــــــــــت على فرع غصنها المياد ؟!!
خفف الوطء ما اظن اديم الـــــــــــــــــارض الا من هذه الاجساد !!
نعم بكل تقدير يجب ان ترفع القبعة اجلالا لهذا المفكر الانسان..من نطق بما نطق به اعلاه قبله من العباقرة والمفكرين؟ اجزم ان ليس من انتبه الى تلك الحمامة الا حين يقترن هديلها بالنوح او النعي او البكاء فقط...فابو فراس الحمداني عندما يقول:
اقول وقد ناحت بقربي حمامة، و تعالي اقاسمك الهموم تعالي، و اياجارتا ما انصف الدهر بيننا، ايضحك ماسور وتبكي طليقة؟ فانه قد قطع الحكم بما لايقبل الشك وكان الامر متعارف عليه لدى العرب ان صوت الحمام هو للنعي والبكاء فقط .... ليس هناك من التفت الى الامر متسائلا سوى المعري...وهذا الامر يحسب له...وهو بالتاكيد منظور اخلاقي قبل ان يكون منطوق فلسفي... كل الشعراء والادباء لابد وان يميلوا للنفس والشخصنة حتى وان انتبهوا الى ذلك وهذا ديدن ليس فيه مثلبة الا ان المتتبع الى ما انتجه المعري وخلال كل نتاجاته الادبية متعددة الاوجه لم يلجأ يوما الى ان يمتدح ان يفرز لنفسه ما قد فعله الاخرون...هو جوبه في اول مرة من قبل طفل كونه قد اتى بما لم تستطعه الاوائل وعند جواب الطفل له كانت ضربة قاسمة لم يتفوه بعدها المعري بمثل ما قال...
ان من يحرم على نفسه ان يتجنى من وجهة نظره على ابسط الكائنات من قبيل الدجاج او البيض او الحليب وماشابه ويحرم نفسه منها مدى العمر لهو انسان عابر على وقته وقافز على زمانه واقرانه بل ربما لن نرى ابا علاء يتكرر ثانية...هو حالة فريدة ولو كان لنا من الدعاية مثلما كان لشعوب اخرى ومفكريها لكان المعري الان في قمة هرم العظام وبقدر اكبر مما اعطيناه.



#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايسمى ب ( قصيدة النثر) خطأ لن يغتفر
- ماذا لو تخلى العالم عن السلاح ؟؟؟؟!!!!
- لماذا يقتل الانسان؟؟؟؟
- في بيت الحوار المتمدن ولادة جديدة
- عسكرة العراق من جديد
- ربيع ا ل FIFA .... متى ؟.... وكيف ؟
- مرة ثانية....الانبار لا حل الا الاقليم
- المسلسلات الرمضانية بين التربح الفاحش والابتذال المفضوح - 1 ...
- ياصاحبي
- منتخبنا الكروي...الحلول
- لكوني واني ونحن العراق
- ( الانبار لا حل الا الاقليم ) ملاحظات غاية في الاهمية وتسترع ...
- الانبار ...لاحلّ الاّ الاقليم
- مطر اخضر فوق الغار
- تراتيل الحنين
- رسائل مفتوحة الى الامير -3-
- رسائل مفتوحة الى الامير - 2 -
- رسائل مفتوحة الى الامير
- من جرب الكي لاينسى مواجعه.....
- فليعتبر المعتبرون


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - الفيلسوف المعري.... البعد الاخلاقي