أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - صحراء أشرف الزغل في الميترو














المزيد.....

صحراء أشرف الزغل في الميترو


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
صحراء أشرف الزغل في الميترو
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت صدرت في العام 2013 مجموعة "صحراء في الميترو" الشعرية للمهندس المقدسي أشرف الزغل، وتقع المجموعة التي صمّم غلافها الفرنسية كيتي سباتير في 168 صفحة من الحجم المتوسط.
وقد جاء على الصفحة الثانية تصنيف للكتاب بأنّه "شعر عربي معاصر"، وأعتقد أن هذا تصنيف من الناشر، وهذا يجعلنا نتساءل عن ماهية هذا التصنيف، هل هو تصنيف تاريخي أم ماذا؟ وان لم يكن كذلك فما المقصود منه؟
فهل للشعر العربي"المعاصر" ميزات تختلف عن الشعر العربي في مراحل سابقة، أم هو اشارة الى قصيدة النثر؟
وقصيدة النثر تضعنا في جدلية الموقف منها، فهل هي قصيدة أم نصّ نثري، ولن نخوض في ذلك كثيرا لأن "قصيدة النثر" ترسخت كصنف أدبي كتب فيه كثيرون، منهم الراحلان محمد الماغوط وأنسي الحاج، كما كتبها شعراء كبار مثل محمود درويش وسميح القاسم وأدونيس وغيرهم، وما كتابتهم لها الا اقرار بها كصنف أدبي. غير أنه يجدر التنويه بأن لقصيدة النثر شروطها، ومنها الايقاع والموسيقى الداخلية، ولو لم تكن لها شروطها لكان كلّ كلامنا شعرا.
وعودة الى "الى صحراء أشرف الزغل في المترو" حيث جاء النص الأول تحت عنوان" كوميديا الشهوة" والكوميديا تعني الملهاة، وهي نوع من التمثيل المسرحي الذي يبعث السعادة في النفس، ويميل الى الاضحاك. وقد استغل الكاتب أكثر من موروث عربي ليضحك منها، أو بالأحرى ليسخر منها، فسخر من العقل العربي الذي يتغنى بالحوريات فيما بعد الموت، معتمدا بشكل غير مباشرعلى نصوص "دينية" موضوعة.
"على الطريق الصحراويّ
خيمة تسعى
وجرار من اللبن والعسل على الوتد
ستائر سوداء
تخضع بالقول
الجنة خلفها
وسبعون حورية فوق النخل"ص7
ونلاحظ أن العربي الذي يسكن خيمته في الصحراء- "خيمة تسعى" وهنا استعارة جميلة، فالسعي من صفات الأفاعي، والخيام هي بيوت العربان- يمنّي نفسه بجرار من اللبن والعسل، ويرضى بما هو فيه، لأنّه يؤمن بأنه ستكون له سبعون حورية في الحياة الآخرة. وهذا هو التفريغ المضحك للشهوات الانسانية.
ثمّ يستغل أسطورة قيس بن الملوح وحبّه الجنوني لليلى، فيقول:
"على الطريق الصحراوي
ليلى تجرّ رأس قيس على الاسفلت
.............."ص7
ومع أن اساطير وملاحم الحب عرفت في ثقافات الشعوب الأخرى ومنها"روميو وجولييت"، الا أن الشاعر هنا استغل قصة"مجنون ليلى" لانتقاد "كبت الشهوات" عند العرب. لأنهم لو تم زواج قيس من ليلى لما كانت مأساة حبهما. لكن" خلفي القبيلة تحمل قلب قيس ورأسي". أيّ أن عقلية القبيلة التي وقفت ضد اكتمال عشق قيس لليلى لا تزال قائمة.فالى أين وصلنا؟ فيجيب:
عمّتي النخلة...تحمل وعاء ليلى...وماء قيس...في عرق البلح...وتحمل أهلي ...فوق النخل...فوق"ص8. وهذا يعني أن ثقافة الصحراء القائمة على الخيمة والنخل وأمنيات النفس بالحور العين لا تزال قائمة، وكأنّي بالشاعر هنا يقول، إن من يحلمون بسبعين من الحور العين، يمنعون العشق في الحياة الدنيا.
أمّا في قصيدة "زيارت" التي يهديها الى روح حسين البرغوثي، فيستغل الشاعر فيها حياة الراحلين بابلو نيرودا وحسين جميل البرغوثي بما يشبه المقارنة، فنيرودا شاعر تشيلي العظيم -1904-1973 من اعظم شعراء الاسبانية، وحاز على جائزة نوبل عام 1971، كان مفكرا ماركسيا ودبلوماسيا، وحسين البرغوثي- مايو 1954-1 مايو 2002- كان شاعرا وناقدا ومفكرا وفيلسوفا كلاهما عاش ظروف فقر وحرمان، وكلاهما عاش مأساة في آخر أيام حياته، فنيرودا مات بائسا بعد انقلاب العسكريين على صديقه الرئيس سلفادور الليندي، وقتلوه مع مئات الآلاف من أبناء شعبه، وعندما قاموا بتفتيش بيته سألوه عن سلاحه، فأجابهم" الشعر سلاحي". وحسين البرغوثي مات حزينا بعد أن منع المحتلون ادخال دوائه الذي يأتيه من بيروت، مع أن سلاحه هو الآخر كان الشعر والفكر. وذلك بعد اجتياحهم للمدن والبلدات الفلسطينية وقتلهم وجرحهم للآلاف من أبناء شعبه، وكلاهما أبدع بشكل لافت، فهل حلّ البرغوثي عندما رحل ضيفا على نيرودا؟
"يأتي نيرودا بالقهوة...ينظر حسين في فنجانه...يبتسم...ويختفي"ص60.
وفي الزيارة الثانية ص61 نرى مدى تعلق اشرف الزغل بأستاذه الراحل حسين البرغوثي، فيقتبس بعضا من كتابه"سأكون بين اللوز" وكأني به يرثيه، ولا يريد أن يصدق بأنه قد رحل.
وفي قصيدة "هايكو فيثاغورس" ص119 نرى مدى تأثر شاعرنا بنظرية فيثاغورس في الرياضيات، ويحاول ان يسحبها على البشر، ولا غرابة في ذلك فالزغل مهندس، والرياضيات اساس العلوم؟
وفي قصيدة "جاء المسيح، ذهب المسيح"ص27 نلاحظ بأن الشاعر قد تخلى عن لغته الشاعرية، في عيد الميلاد، وكتب لنا ما يشبه الخبر:
" ثلج على الطرقات...ملح على الطرقات...موسيقى على الطرقات...جاء سانتا،ذهب سانتا...جاء المسيح...ذهب المسيح...ذهبوا ولم يتبعهم أحد"ص29. واذا ما علمنا بأن الشاعر الشاب يعيش في كندا، فاننا سنلاحظ أنّه كتب بتجرد عما يراه في اعياد الميلاد، حيث تغطي الثلوج الطرقات، وترش البلديات الأملاح الخاصة في الشوارع لاذابة الثلوج، وسانتا كلوز يوزع الهدايا على الأطفال. فما الجديد هنا؟ وأين الشاعرية؟
1 آذار –مارس-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية-البيت الثالث- لصالح ابو لبن في اليوم السابع
- انحباس الأمطار والجهل بالطبيعة
- بدون مؤاخذة- عجبي من المتأسلمين الجدد
- بدون مؤاخذة- ثلاثة مساجد وثلاث مدن
- القدس العتيقة لعلي الجريري في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-المدن الجديدة ليست حلا
- مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة
- بدون مؤاخذة - يوم في السنة
- في اليوم السابع(مجانين بيت لحم)
- مجانين أسامة العيسة في بيت لحم
- ذاكرة اللوز ليامن نوباني في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- معاداة السامية والعصا السحرية
- -مجانين في زمن عاقل- في اليوم السابع
- حسام شاهين الذي نفتقده
- رواية -همسات على ضفاف النيل- في ندوة مقدسية
- الثعلب بونزي واستلهام التراث
- مسرحية أخوات شكسبير وحقوق المرأة
- مسرحية الشقيق والأبطال الشعبيون
- -مجانين في زمن عاقل- رواية اللوعة والغضب
- بدون مؤاخذة- دولة فلسطين حق وليس هبة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - صحراء أشرف الزغل في الميترو