أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - -مجانين في زمن عاقل- رواية اللوعة والغضب














المزيد.....

-مجانين في زمن عاقل- رواية اللوعة والغضب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 16:21
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
"مجانين في زمن عاقل" رواية اللوعة والغضب
عن منشورات فضاءات للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان صدرت أواخر العام 2013 رواية"مجانين في زمن عاقل" للكاتبة الفلسطينية مرمر القاسم، وتقع الرواية التي صمّم غلافها نضال جمهور في 154 صفحة من الحجم المتوسط.
عنوان الرواية: الرواية لافتة ومثيرة للتساؤلات من عنوانها، فهل هناك زمن عاقل وآخر مجنون؟ والقارئ للرواية سيجد أن العنوان ساخر وغاضب أيضا، وهو يحمل في ثناياه ضدّه، وتجيب الرواية على ذلك :
" ومتى كانت الوطنيّة جرما؟ وهذا انعكاس للواقع العاهر الذي تحول فيه الجلاد الى ضحية، والضحية الى جلاد.
-في الزمن العاقل تعد جرما قبيحا"ص145.
وهذا انعكاس للواقع العاهر الذي يعتبر الجلاد ضحية، والضحية جلادا.
مضمون الرواية ولغتها: طرقت الكاتبة في روايتها هذه أبواب عهر المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا، طرقتها بجرأة متناهية، وبلغة مجنونة، وبفلسفة عميقة تدعو الى التفكير والتأمل ومراجعة الذات، حلقت في فضاء اللغة، وغاصت في بحرها، محطمة قيودا وهمية تغاضى عنها كثيرون، وتهيّب كثيرون أيضا من الخوض في غمارها، فطرحت قضايا قد تكون بكرا على الرواية الفلسطينية، رسمت لنا لوحات وجدانية مريرة، كل واحدة منها تحمل في طياتها حكاية وقضية، وربطتها بخيط شفاف لتقدم لنا المأساة التي نعيشها كأفراد، وكشعب جار عليه الزّمان، وحكم عليه بالتشتت، وحبكت روايتها من خلال حبيبين هما ليالي من حيفا، ومحمد من جنين. وجنين وحيفا انقطعتا عن التواصل منذ نكبة الشعب الفلسطيني الأولى في أيار 1948، وعادتا الى التواصل على غير ما تبغيان بعد حرب حزيران 1967، لتعودا الى ما يشبه القطيعة بعد الانتفاضة الثانية في العام 2000، عندما اقتحم اريئيل شارون المسجد الأقصى، وما تبعها من بناء جدار التوسع الاحتلالي.
وعودة التواصل بين جنين وحيفا لم تكن سهلة بعد هذه القطيعة، مع التأكيد الى أن جنين ترمز الى الأراضي التي وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي في حرب حزيران 1967، بينما ترمز حيفا الى المناطق التي قامت عليها اسرائيل في ايار 1948، وقد أورثت هذه القطيعة بين ابناء الشعب الواحد مشاكل كثيرة، ففلسطينيو المناطق المحتلة في حزيران 1967 اعتبروا ابناء شعبهم الذين عضوا على تراب وطنهم بالنواجذ، وبقوا في ديارهم وأرضهم، اعتبروهم اسرائيليين، في حين اعتبر فلسطينيو الداخل أشقاءهم في الأراضي المحتلة"ارهابيين" يجلبون لهم المشاكل فوق المشاكل التي يعيشونها،" ضفاوي تزوج فتاة من عرب اسرائيل.
عنوان مثير للغيظ اضافة الى نظرة أبناء الضفة لنا ونظرتنا اليهم، فهم يرون فينا الاسرائيليين، ونحن نرى فيهم الارهابيين."ص55.
وقد غذّى المحتلون هذه الفكرة، خصوصا وجود عرب فلسطينيين من الدّاخل في الجيش وحرس الحدود الاسرائيلي، سواء كانوا ممّن يفرض عليهم التجنيد الاجباري، كأبناء احدى الطوائف العربية، أو باختيارهم كما يحصل مع آخرين، وقد عملت اسرائيل على بثّ الفرقة بين الفلسطينيّين من خلال تقسيمهم الى شِيَعٍ وطوائف" دروز، مسيحيون، بدو، ومسلمون"وكأن الدروز والمسيحيين ليسوا عربا، مثلما هو اعتبار البدو وكأنهم غير مسلمين. وكذلك الحال بالنسبة لفلسطينيي المناطق المحتلة عام 1967 الذين كان البعض منهم، وفي سعيه وراء رغيف الخبز المرّ يتزوج من فلسطينيات من الداخل، ليحصل على بطاقة الهوية الاسرائيلية، ليتمكن من العمل داخل اسرائيل، وعندما يحصل عليها يطلق زوجته غير سائل عمّا أنجبا من أبناء.
أما قصة الحب بين ليالي ومحمد، فلم يكن الاحتلال وحواجزه العسكرية، واجتياحاته القاتلة للمناطق الفلسطينية هي السبب الوحيد في عدم اكتمال قصة حبّهما، فهناك أيضا الحواجز الاجتماعية، التي تخاف من علاقة الذكر بالأنثى، وتربية الجنسين عليها منذ الطفولة، واخافة كل جنس من نصفه الآخر.
وقد خاضت الرواية في جزئيات لا غنى عنها لتبيان ذلك.
الأسلوب: اسلوب الرواية فيه تشويق واضح لمتابعتها، وذلك رغم أن الرواية تثير تساؤلات وتطرح فلسفة حياتية تدعو الى التفكر والتفكير. وقد كان للأسلوب الساخر أيضا دور في ايصال الرسالة التي تحملها الرواية.
17-1-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- دولة فلسطين حق وليس هبة
- بدون مؤاخذة- الموت جوعا وعار العربان
- -فخاخ الكلام- لعمر حمش في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التيارات الاسلامية واخفاقاتها
- مسرحية المستوطنة السعيدة في اليوم السابع
- عرّاب الريح يتألق بشاعريته
- العام الجديد ومكانك قف
- المستوطنة السعيدة والكوميديا السوداء
- بذراع يصطاد الشمس في اليوم السابع
- عيد الميلاد المجيد
- اليوم السابع ندوة ثقافية مقدسية رائدة
- منال النجوم تصطاد الشمس بذراعها
- نقاش -همس في أذنها- في اليوم السابع
- أعيادنا الدينية في فلسطين
- العسف - رواية
- بدون مؤاخذة- أمريكا ليست راعيا للمفاوضات
- بدون مؤاخذة- التكيّف مع ما يجري في الأقصى
- بدون مؤاخذة-موت الزعماء العظام
- بدون مؤاخذة-الموت للعرب
- بدون مؤاخذة-اعلامنا قاصر ومقصر


المزيد.....




- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - -مجانين في زمن عاقل- رواية اللوعة والغضب