أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عجبي من المتأسلمين الجدد














المزيد.....

بدون مؤاخذة- عجبي من المتأسلمين الجدد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بدون مؤاخذة- عجبي من المتأسلمين الجدد
اغلاق باب الاجتهاد من اكبر الكوارث الفكرية في العالم الاسلامي، لكن الكارثة العظمى هي الانغلاق الثقافي والفكري والعلمي، فكثير من المتأسلمين الجدد يزعمون أنهم المالكون الوحيدون للحقيقة، وأنهم يعرفون العلوم كلها، ويعلمون ما في مشارق الأرض ومغاربها، بل ويفتون في علوم الفضاء، بل ويتعدون ذلك الى معرفة ما بعد الموت، فالجنة لهم ولمن يسير في ركبهم، والنار لمن يخالفهم الرأي، وكأن مفاتيح الجنة في أيديهم، ولا يتورعون من الكذب في نشر أفكارهم ومهاجمة خصومهم، ظنا منهم أن في ذلك خدمة للاسلام، فكل شيء لهم مباح، وحرام على غيرهم، ولا يترددون في استباحة دماء غيرهم من المسلمين وغير المسلمين، مستغلين الفقر والجوع والحرمان والجهل في مجتمعاتهم، ليضللوا شبابا يكونون وقودا لمخططاتهم الشيطانية التي تلحق الأذى ببلدانهم وبالاسلام والمسلمين. ويوزعون الشتائم والأوصاف القبيحة على كل معارضيهم.
وفي محاولاتهم الدؤوبة لتحقيق مآربهم فانهم لا يتورعون عن تحالفات مع أعداء شعوبهم وأمتهم وأوطانهم، ولا يستفيدون لا من تجاربهم ولا من تجارب غيرهم، لأنهم لا يجيدون فنّ السياسة، ولا يقرأون التاريخ، ولا يعيشون عصرهم، واذا ما أخفقوا في أمر –وهم دائما مخفقون ومهزومون- فانهم يبرؤون أنفسهم من نتائج اعمالهم، ويردون ذلك الى مشيئة وارادة الله سبحانه وتعالى، فغفرانك ربي عما يفعلون وعما يقولون، وللتذكير فقط فان الامبريالية العالمية استخدمتهم في صراعها مع الاتحاد السوفييتي قبل انهيارة، واعتبرتهم" السور الواقي من خطر الشيوعية" فكانوا جنودها المخلصين، ولما انهار الاتحاد السوفييتي في بدايات تسعينات القرن الماضي، بحث اسيادهم الامبرياليون عن عدو محتمل جديد، فلم يجدوا غير الاسلام والمسلمين، ولم يقرأ المتأسلمون الجدد المرحلة جيدا، وان قرأوها فانهم لم يستوعبوها، ولم يقدروا مخاطرها، فاستمروا في ضلالهم، حتى أنهم ارتضوا أن يكونوا الجنود الأوفياء ليحاربوا أمتهم وأوطانهم، نيابة عن الامبريالية العالمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تحالفوا مع حلف"الناتو" لتدمير العراق وقتل شعبه واحتلاله، واعتبروا ذلك "تحريرا" للعراق، تحت شعار اسقاط نظام الرئيس صدام حسين الدكتاتوري، وفعلا فقد "حرروا" العراق من سيادته ووحدة أراضيه وشعبه، وقتلوا وشردوا من العراقيين أضعاف ما قتل نظام صدام حسين، وسرقوا ثروات العراق وخيراته، ودمروا منجزاته، وأثاروا فيه النعرات العرقية والطائفية. وفسروا تحالفاتهم بأن "الله قد سخّر لهم هذه القوى لمساعدتهم" ومن عجيب ايمانهم فانهم في الوقت الذي يبيحون لأنفسهم التحالفات مع غير المسلمين، فانهم لا يقبلون ولا يتقبلون غير المسلمين في بلادهم، مع أنهم مواطنون يفترض أن يكونوا كاملي الحقوق، فبطشوا بمسيحيي البلاد وأحرقوا الكنائس والأديرة، في العراق وفي مصر وفي سوريا وفي غيرها.
فهل التحالف مع القوى المعادية لقتل العباد واحتلال البلاد من الايمان؟ وهل يسخر الله "الكفار" لخدمة الاسلام والمسلمين؟ وهل هذا هو "الجهاد" الذي دعا اليه الاسلام؟ فغفرانك ربي.
وامعانا في عالم الارهاب والجريمة وخداع الأمة، فقد تحالفوا ايضا مع"الناتو" لتدمير ليبيا، ومع كل دكتاتورية القذافي، والمظالم التي الحقها بالشعب الليبي، وهدمه للدولة الليبية بجنونه وجهله، الا أن "المتأسلمين الجدد" وحلفاءهم الامبرياليين قد قتلوا من الشعب الليبي اضعاف ما قتل القذافي، ودمروا ليبيا أكثر مما دمرها، ويعملون على تقسيم البلاد، ولا يفهمن أحد في هذا دفاعا عن نظام صدام حسين أو نظام معمر القذافي، بل هي لفت انتباه الى ما يفعله هؤلاء"المتأسلمون" في بلدانهم، والى أين سيوصلونها.
وفي سوريا لا يختلف الوضع كثيرا ايضا، فمنذ ثلاث سنوات، والشعب السوري يتعرض للقتل المنهجي، وسوريا تدمر يوميا، ومن يقوم بالتنسيق مع اسرائيل لعلاج جرحاهم في المشافي الاسرائيلية؟ وكيف يتم ذلك؟ وما هي علاقتهم باسرائيل؟ فالى أين يسير بالأمة هؤلاء"المجاهدون"؟ والى أين سيوصلونها؟ ولماذا يقومون بالتفجيرات الارهابية والاجرامية في لبنان ومصر وغيرهما؟ ومن هم ضحاياهم؟
وما موقف"هؤلاء"المتأسلمين" من التيارات الاسلامية الأخرى التي تعارضهم، كالسلفيين وحزب التحرير الاسلامي وحتى المسلمين غير المتحزبين؟ وما هو موقفهم من مواطنيهم من مذاهب اخرى؟ ومن مواطنيهم غير المسلمين وغير العرب؟ وماذا سيقولون لشعوبهم اذا ما تمت اعادة تجزئة المنطقة الى دويلات طائفية متناحرة تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الجديد؟ فهل سيعترفون بأن ذلك سيكون حصاد ما زرعوا؟ أم أنهم سيعتبرونه ارادة إلهية؟ فسبحانك ربي وغفرانك عما يفعلون، وتنزهت عن الجرائم التي ترتكب باسمك وباسم دينك الحنيف.
23-2- 2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- ثلاثة مساجد وثلاث مدن
- القدس العتيقة لعلي الجريري في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-المدن الجديدة ليست حلا
- مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة
- بدون مؤاخذة - يوم في السنة
- في اليوم السابع(مجانين بيت لحم)
- مجانين أسامة العيسة في بيت لحم
- ذاكرة اللوز ليامن نوباني في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- معاداة السامية والعصا السحرية
- -مجانين في زمن عاقل- في اليوم السابع
- حسام شاهين الذي نفتقده
- رواية -همسات على ضفاف النيل- في ندوة مقدسية
- الثعلب بونزي واستلهام التراث
- مسرحية أخوات شكسبير وحقوق المرأة
- مسرحية الشقيق والأبطال الشعبيون
- -مجانين في زمن عاقل- رواية اللوعة والغضب
- بدون مؤاخذة- دولة فلسطين حق وليس هبة
- بدون مؤاخذة- الموت جوعا وعار العربان
- -فخاخ الكلام- لعمر حمش في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التيارات الاسلامية واخفاقاتها


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عجبي من المتأسلمين الجدد