أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة














المزيد.....

مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة
شاهدت هذه المسرحية على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني في القدس مساء 15-2-2014 للمرة الأولى، علما أنها تعرض منذ عدة أشهر، وسبق أن فازت بجائزة مهرجان عكا المسرحي عند عروضها الأولى.
والمسرحية التي اعتمدت على ديكور بسيط، صممه عماد سمارة، وهو عبارة عن مقعد رصيف خشبي، مثل الذي تضعه البلديات في الحدائق العامة، وبعض الأرصفة، وبرميل قمامة بلاستيكي، ومنصة خطابة متواضعة، من اخراج الممثلة الشابة مشلين شمشوم، تضعنا أمام تساؤلات كبيرة حول قدرات المخرجين والفنانين الشباب؟ فقد كان واضحا لمن شاهد المسرحية قدرات المخرجة الشابة في ايصال مسرحية ساخرة وهادفة لجمهور المشاهدين، مستغلة قدرات الفنان حسام جويلس الذي سبق وأن شاهدنا لهما مسرحية ناجحة أخرى "شخصية هامة"قبل حوالي شهرين، وحسام جويلس الذي مثل المسرحية وحده، قدم لنا عدة شخصيات مستغلا قدراته في الكوميديا حتى ولو كانت سوداء...فهو كوميدي بطبعه، واستعان بمجسم لرأس حمار كان يستشيره عند اقدامه على عمل ما، أثناء بحثه عن كيفية كتابة مسرحية مطلوبة منه، ويلفت الانتباه أنّه كان في رقبة الحمار ربطة عنق زرقاء، وفي تقديري أن النص المسرحي الذي أبدعه الممثل والمخرجة الشابة، وضعا الحمار للسخرية من ذوي الياقات سواء كانوا سياسيين، أو مثقفين متساقطين يروجون لسياسة الهزائم، وكأني به يخاطبهم ايضا بما يفهم ما بين سطور الكلمات، أن هذا الانحدار الأخلاقي والسياسي لا ينطلي على حمار أو بغل، فكيف سينطلي على الشعب؟ والمسرحية عبارة عن عدة لوحات متداخلة ومتعاقبة فيها سخرية واضحة من بعض القيادات العربية الدكتاتورية، التي تحكم شعوبها بالحديد والنار، وتخاطبها على أنها ديموقراطية وترعى الحريات، كما أنها تسخر ممن يتاجرون بالوطن تحت ذريعة النضال، بينما هم يمارسون الفساد بأشكاله المختلفة، وتسخر ممن يدعون الابداع في الفنون والآداب بينما هم يخربشون أمورا بعيدة عن الابداع، ومع ذلك يجدون من يصفق لهم ويسوقهم ايضا.
واعتماد السخرية في هذا العمل المسرحي يجذب المشاهد ويقرب المضمون والهدف الى ذهنه وهو يضحك ألما من واقعه "العاهر".
وقد يتساءل المشاهد أو القارئ عن اسم المسرحية" فن طازيا"، فهو ليس "الفانتازيا"المعروفة، تماما مثلما هو ليس خطأ مطبعيا أو املائيا، بل هو اسم من كلمتين، ويعني الفن الطازج، وهذا يضعنا أمام تساؤل آخر عن ماهية "الفن الطازج"؟ وفي تقديري أن طازيا تحريف للكلمة التي تعني "المؤخرة" أي هذه هي المرحلة"الخرائية" التي نعيشها.
ويلاحظ أن رمزي الشيخ قاسم قد اعتمد في الاضاءة على اللون الأزرق، وما يرمز اليه من التوحد والتفرد، قد وضع المسرحية في أجوائها الصحيحة، وساعد في ذلك أيضا الموسيقى والمؤثرات الصوتية التي ابدعها سامر السيوري.
ملاحظة: كنت أتمنى لو أن الممثل وضع باروكة شعر على رأسه، ليتناسب مع شخصية الرئيس العربي المغدور الذي مثله خطابة، لأن"صلعة" الممثل لا تتناسب والشخصية المقدة والتي كان يميزها طول الشعر الذي ثبت هو الآخر أنه كان باروكة.
يبقى أن نقول أن هذه المسرحية"المينودراما" تجيب على أسئلة كثيرة دون مباشرة ودون شعارات خطابية، وهذا هو الابداع.
15-2-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة - يوم في السنة
- في اليوم السابع(مجانين بيت لحم)
- مجانين أسامة العيسة في بيت لحم
- ذاكرة اللوز ليامن نوباني في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة- معاداة السامية والعصا السحرية
- -مجانين في زمن عاقل- في اليوم السابع
- حسام شاهين الذي نفتقده
- رواية -همسات على ضفاف النيل- في ندوة مقدسية
- الثعلب بونزي واستلهام التراث
- مسرحية أخوات شكسبير وحقوق المرأة
- مسرحية الشقيق والأبطال الشعبيون
- -مجانين في زمن عاقل- رواية اللوعة والغضب
- بدون مؤاخذة- دولة فلسطين حق وليس هبة
- بدون مؤاخذة- الموت جوعا وعار العربان
- -فخاخ الكلام- لعمر حمش في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التيارات الاسلامية واخفاقاتها
- مسرحية المستوطنة السعيدة في اليوم السابع
- عرّاب الريح يتألق بشاعريته
- العام الجديد ومكانك قف
- المستوطنة السعيدة والكوميديا السوداء


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة