أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - الجريمة و العقاب السياسي بالمغرب














المزيد.....

الجريمة و العقاب السياسي بالمغرب


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ل"رب ضارة نافعة" هي تلك السياسة التحريرية التي تتبعها العديد من الجرائد الورقية بتركيزها على جرائم المجتمع و اهمالها لجرائم الدولة . فمن حيث لا تدري هذه الجرائد، خلقت تراكما فظيعا من المعلومات الخطيرة التي من شأن غربلتها، أن يستخلص منها أي متتبع لما تنشره الصحافة ، ان المغرب بلد غير آمن.
هذه الجرائد المدفوعة دوما نحو تحقيق الربح من خلال أخبار الاثارة، كانت من وراء خروج مواطنين ببلدات ينخرها الاجرام للشارع الاحتجاجي، ما جعل وزارة الداخلية المغربية تكسر حاجز صمتها لتقر في الصيف الماضي أن نسبة الجريمة تزايدت ب12 في المائة، حيث ارتفع عدد الجرائم من 256562 جريمة خلال النصف الأول من سنة 2011، إلى 288788 جريمة خلال النصف الأول من سنة 2012.
بلاغ الحكومة الذي تلاه غشت الماضي وزير الاعلام و التواصل محمد الخلفي، لم تكن غايته دق ناقوس الخطر و اكتفى بعرض الارقام المهولة للظاهرة، مقابل تلميع دور الاجهزة الامنية في مكافحة الجريمة من خلال احصائيات رقمية حول معالجتها للاجرام و كذا عدد الحالات التي عرضتها هذه المصالح على النيابة العامة.
هكذا اختزلت ظاهرة الاجرام بتفرعاته الى ارقام و اختزلت اساليب مواجهته في ارقام أخرى، بينما ازدادت الجرائم و تطورت اشكالها الى درجة أن بعضها يرتكب بساعات الدروة أمام مراى و مسمع العيون التي لا تنام، كما حدث مؤخرا بالبيضاء، حيث هاجم شخصان مسلحان بسيوف محطة ترام واي بسيدي مومن، تمكنا خلالها من سلب ممتلكات و نقود المواطنين و لاذا بالفرار على مثن سيارة كانت تنتظرهما.
بسيدي سليمان، وهي مدينة فلاحية بالغرب، تم تسجيل 10 جرائم قتل في ظرف أيام قليلة، بالإضافة إلى عدة حالات اغتصاب واعتداءات متكررة بالأسلحة البيضاء على المواطنات والمواطنين وانتشار العصابات،حسب تقرير للفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد.
مناضلو الحزب الذين بعثوا برسالة مستعجلة للسلطات،خلصوا في تقريهم الى “أن الأسباب العميقة لتنامي الإجرام في الإقليم تكمن في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكانه، وخاصة منهم الشباب” محملين المسؤولية ”للأجهزة الأمنية والإدارية المقصرة في القيام بواجبها في حماية المواطنين وممتلكاتهم، هذه الأجهزة التي لا تشتكي لا من نقص الموارد البشرية ولا الوقت ولا الوسائل اللوجستيكية، عندما يتعلق الأمر بتتبع خطوات المناضلين، وإهدار الطاقات في رصد تفاصيل أنشطة الإطارات المناضلة” .
الى وقت قريب، و بالضبط ابان المنافسة بين المغرب و جنوب افريقيا أواخر العقد الماضي، كانت هذه الصحف تصف بلد مانديلا بمرتع الجريمة و الفساد و الايدز و المخدرات. ليوم، اصبح الخبر الرئيسي لكل الصحف اخبار المخدرات و الفساد و الجريمة و الاغتصاب .
مختلف المدن المغربية باتت محاصرة بهذه الظاهرة، و تجارة المخدرات من حشيش وحبوب هلوسة و كحول الماحيا و مخدرات قوية فاقمت من سياسة تضبيع فيئات هامة من الشباب و من انحرافهم نتيجة انسداد افاق مستقبلهم بسب الهدر المدرسي والبطالة و التهميش، اضافة الى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المزمنةالتي تعيشها معظم الاسر و العائلات.
و اذا كان الفقر و التضبيع و الكبت .. اعراض اجتماعية تنتعش بكثرة لذا هذه الفئات المسحوقة، فانها ليست في حد ذاتها سببا رئيسيا وحيدا لتكاثر هذه الجرائم . فتاريخ الفقر و الجهل والكبت الجنسي ضارب في الزمن المغربي المعاصر، و مع ذلك لم يسبق تسجيل في العقود الماضية ظواهر تماثل الجرائم الوحشية المرتكبة اليوم لا في الكم و لا في الكيف.
اليوم أيضا، نقلت يومية المساء في عمود مقتضب، تحذير وزارة الخارجية الامريكية من تنامي التطرف و الجريمة المنظمة بشمال افريقيا و دول الساحل، حيث قالت ان عائدات الاتجار في المخدرات تغذي الفساد بين المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الجريمة، و أن تواطىء بعض المسؤولين الحكوميين ساعد على اقامة ممرات امنة للمجرمين تمتد من شمال افريقيا الى خليج غينيا.
ظل المغاربة يعتقدون لمدة طويلة انه "لولى المخزن لاكل الناس بعضهم بعضا"، كشعور باطني يستحضر أيام السيبة الاجتماعية التي ميزت فترة من فترات تاريخ المجتمع المغربي الغامض. كانوا يسمحون لاعضاء المخزن بنهب بعض عرقهم و مجهودهم اليومي مقابل الحصول على امان مغشوش.
و امام كل اشكال الرعب و المخاوف المتزايدة وسط المواطنين الناجمة عن الانفلاتات الامنية، سواء كانت مخططا لها ام العكس، صارت جميع الاصابع تشير الى تعفن الجهاز المخزني و فساده، و لم يعد خيار الصمت و الانغلاق خيارا ناجعا لدرء هذا الخطر.. لم يعد هناك من بديل اخر سوى العقاب السياسي للجرائم التي تنخر المجتمع و تهدد كيانه.



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا ماتت حركة 20 فبراير ؟
- شباب يتسائلون:-في عيد الحب، نعيد مع السعودية أم من بعدها-؟
- اعترافات بنكيران المشبوهة؟
- الأحزاب و النقابات و الإنفجارات الاجتماعية
- من وراء الحملة ضد تجريم التطبيع؟
- لا تصبوا الزيت في النار
- محمد الساسي و إمكانية التحالف مع الاسلاميين ؟
- مصرنة الصراع السياسي بالمغرب !
- معركة المعتقلين السياسيين مستمرة بالمغرب
- التحول الذي يخيف المخزن المغربي
- المغرب يعيش فوق طاقته ؟
- حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟
- الأحزاب و دينامية المجتمع المغربي
- النخب المغربية والحراك الشعبي
- الدولة في مواجهة المجتمع
- لماذا يغلب منطق التمرد على منطق الثورة ؟
- الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - الجريمة و العقاب السياسي بالمغرب