أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - اعترافات بنكيران المشبوهة؟














المزيد.....

اعترافات بنكيران المشبوهة؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتراف رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران بأن المخابرات المغربية تراقبه و تترصد أخطائه لشن حملة ضده، هو اعتراف خطير يمكن قرائته في اتجاهين متناقضين :

الاتجاه الاول، و هو بالفعل أن هناك الدولة العميقة أي المخزن التاريخي الذي يسيطر على جميع مقاليد الحكم، و الذي يقوم بمراقبة خدامه الكبار أو موظفيه السامين بلغة العصر. فالامر عادي إذن و لا يحتاج لتعليق لا من طرف رئيس الحكومة امام اعضاء حزبه، و لا من طرف وسائل الاعلام التي تبحث عن الاثارة و لا ايضا من طرف الحالمين بتنزيل دستور 2011 و بانتقال ديمقراطي شفاف يجعل المخزن يقبل بتقاسم السلط .

السيد بنكيران، و دائما في الاتجاه الاول لاعترافه، متهم في بداية مشواره السياسي بالعمل مع المخابرات. فهي التي فتحت له الجامعات لكي يتصدى للطلبة " الخارجين عن الملة و الدين" و فتحت له ابواب البرلمان عبر حزب الخطيب.. و يخبرنا التاريخ العميق للدولة المخزنية، ان خدام المملكة من وزراء و قواد و غيرهم ظلوا دائما مراقبين ، حتى ابناء الملوك و الامراء مراقبون.. فالمخزن ليس خزينة مال و جاه و نفوذ فقط، بل هو ايضا خزينة معلومات تاتي طازجة من قاع المجتمع عن طريق الشيخ و المقدم و تصل لقمة السلطة عبر مطبخ المخابرات ( جهاز الوشاية بالمفهوم المخزني العتيق ).

كان المخزن يعين و يقيل خدامه بناء على معلومات و مامونيات محددة يقوم بها رجالاته. و حين يتمرد هؤلاء او يعصون احد اوامره، يستخدم تلك المعلومات لاقالته و مصادرة ممتلكاته و يتم تحويل ريعها للخادم الجديد.

خطورة التصريح في هذا الاتجاه، تكمن ان اعتراف السيد بنكيران بمراقبته و ترصد حركاته هو نقد صريح للمؤسسة المخزنية و هو جزء لا يتجزء منها. و هذا النقد المشابه لرفض الامر العسكري بالنسبة لافراد الجيش، بمثابة در الرماد في الاعين، و رد لبق على المنتقدين من داخل صفوف حزبه لمراقبة الاجهزة الاستخبارية للحزب و تحركاته، مادام هو و وزراء حكومته مراقبين فان المسالة تهون؟
اما الاتجاه الثاني لاعتراف السيد رئيس الحكومة، خاصة و ان موعد الانتخابات قد اقترب، فلا يعدو ان يكون الا تسخينا روتينيا من داخل دار المخزن الكبيرة، يعيد تسويق صورة الحزب الاسلامي الضحية ، و يحول الانظار عن سياساته التي تعاكس بشكل علني و صريح كل وعوده الانتخابية من محاربة الفساد و تخليق الحياة العامة و تحسين الخدمات الاجتماعية و توزيع عادل للثروات و ...

من هذا المنظور، يدخل اعتراف بنكيران في سياق الحملة المبكرة للانتخابات القادمة، حيث أكد في نفس الكلمة التي القاها امام مستشاري حزبه الجمعة الماضية بالرباط، بان "الشعب" سيصوت على حزبه رغم سياساته اللاشعبية.

فامين عام العدالة و التنمية لا ينطق من هوى، لكنه ايضا يعرف من أين تؤكل الكتف. و لن يكف عن توجيه مفرقعاته للنواة الصلبة للمخزن، تارة بالتلميح لاهتزازات الربيع العربي التي تهدد كيان الدولة المخزنية، و اخرى بالتشهير بملفات الفساد دون عرضها على القضاء، و قد اصبحت اسلوبا ناجعا، و ربما مدرسة سياسية جديدة من قلب المنظومة المخزنية، يجد فيها الطرفان، المخزن و المتمردين عليه ، فائدة قسوى لاستمرار النظام و تطوره، و هنا تكمن الخطورة الثانية؟



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب و النقابات و الإنفجارات الاجتماعية
- من وراء الحملة ضد تجريم التطبيع؟
- لا تصبوا الزيت في النار
- محمد الساسي و إمكانية التحالف مع الاسلاميين ؟
- مصرنة الصراع السياسي بالمغرب !
- معركة المعتقلين السياسيين مستمرة بالمغرب
- التحول الذي يخيف المخزن المغربي
- المغرب يعيش فوق طاقته ؟
- حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟
- الأحزاب و دينامية المجتمع المغربي
- النخب المغربية والحراك الشعبي
- الدولة في مواجهة المجتمع
- لماذا يغلب منطق التمرد على منطق الثورة ؟
- الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - اعترافات بنكيران المشبوهة؟