أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - المغرب يعيش فوق طاقته ؟














المزيد.....

المغرب يعيش فوق طاقته ؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الان و قد وجهت الانظار من جديد لقضية الوحدة الوطنية بالمغرب، و خلق نوع من الاجماع حول الصحراء لمواجهة مشروع قرار امريكي لتغيير طبيعة المينورسو ( البعثة الاممية لمراقبة اطلاق النار في الصحراء الغربية )، يمكن للحكومة المغربية ان تمرر اقصى ما يمكن من الاجراءات التقشفية و القاسية بهدوء و دون شوشرة أو تشويش.

قبل الاعلان عن هذا القرار الامريكي، اتخذ النقاش حول الازمة الاقتصادية و الاجتماعية بالمغرب ابعادا قياسية، مقارنة مع ما ظلت تعيشه البلاد من تقلبات أزمة توصلك لازمة أخرى دون مخارج واضحة أو أي تصحيح و تقويم لمساراتها في الحدود الدنيا. ارقام مفظعة تم الاعلان عنها و ما بقي مستورا أخطر بكثير مما تداوله و تفسيره من لدن خبراء الازمة.

المغرب وصل لعنق الزجاجة ! لمواجهة تداعيات الربيع العربي، تحركت السلطة لامتصاص الاحتقان و الغضب الشعبي، استنفدت دخائر الخزينة العامة للرفع من الاجور و خلق وظائف و ضخ الملايير في مهرجانات و مشاريع همها الوحيد الدعاية للسلطة دون اعتبار لتداعياتها المستقبلية.( مغني الأغنية الشهيرة چانچنام ستايل و المسمى : psy سوف يحضر لمهرجان موازين (المغرب) ليغني أغنية مدتها 4 دقائق بمليار و نصف إدن، يقول أحد المعلقين على الفايسبوك، فإن ثمن الدقيقة هو : 375 مليون و ثمن الثانية !! أعيد و أكرر ثمن الثانية : أكثر من 6 مليون ).

إبان كل ذلك، وضع الراحل ادريس بنعلي هذه الاجراءات المتعسفة، ضمن المفهوم الاقتصادي الفرنسي : pilotage à vue ، أي حل المشكل الاقتصادي و الاجتماعي بسرعة وبدون التفكير في أثاره المستقبلية ! كانت تحليلات بنعلي الاقصادية صادمة، لكن الحاكمين أداروا ظهرهم لها و فضلوا سياسة اطفاء العوافي عوض مواجهة الازمة بتطهير الاقتصاد و مواقع القرار من الفساد وسن سياسات وقائية على المدى المتوسط و البعيد.

في زمن قياسي، نشرت التقارير حقائق مفزعة عن حالة الاقتصاد بالمملكة، فثلث ثروات المغرب مهربة و مجمدة في بنوك سويسرا، و و العجز وصل 6% من الناتج الداخلي العام. و بارتباط مع الازمة الاقتصادية باوربا الزبون الاول للمغرب، انهار الميزان التجاري ويواصل تراجعه بنسبة 5.2%. بنك المغرب الذي بشر حكومة " سيدنا قدر " بسيولة كافية لتوفير الغطاء المالي لبرنامج بنكيران " الاصلاحي"، بعد سنة من تنصيبها بدأ يصدر تحذيراته من السكتة القلبية. ما بين 4 و 10 ابريل الجاري، ضخ بنك المغرب 68 مليار درهم لمواجهة تراجع قيمة الدرهم في سوق العملة.

اتجهت حكومة " الثورة" الهادئة" للاقتراض من المؤسسات المالية الدولية، و هو اقتراض من أجل الاستهلاك حسب تقارير و تصريحات رسمية. و ارتفع الدين الخارجي الى 60 % من الناتج الداخلي. أي أن القروض التي توصل بها المغرب خلال 2012 كانت موجهة لنفقات الاستهلاك أكثر من الاستثمار. المغرب أصبح يعيش فوق طاقته ! هذا ما صرح به وزير المالية و هو يقترح المزيد من الاجهاز عن ميزانيات الاستثمار و تجميد 15 مليار كانت موجهة للتجهيز في الميزانية العامة التي صادق عليها البرلمان!

عجز الميزانية المقدر هذه السنة ب 16.8 مليار درهم سيتم التصدي له اذن بتجميد ميزانية التجهيز المقدرة ب 15 مليار درهم. فيما تتجه الحكومة للتقشف و هي وضعت نصب اعينها ال 17 مليار درهم التي تضخ سنويا لصندوق المقاصة. و الارتباك الحاصل اليوم في التعاطي مع هذه الازمة الاقتصادية يؤكد أن سنوات عجاف تنتظر المغاربة خلال السنوات القادمة. و تضارب الاراء بين المكونات الحزبية للحكومة و تسييس الازمة، ليست مسالة معزولة عن تداعياتها و أثارها الوخيمة.

كان المغاربة طامعين في تحسين اوضاعهم الاجتماعية و اوضاع بلادهم، بعد سنتين تقريبا من تنصيب هذه الحكومة التي رفعت شعار محاربة الفساد و الاستبداد. وجهت حملات دعائية للكشف عن الفساد اسالت لعاب الكثيرين لكنها ظلت مجرد حملات لا غير. كان الهدف منها تحييد الطبقات الوسطى و منعها من النزول لقيادة الحراكات الشعبية التي تتصاعد.

كل الوعود التي اطلقتها هذه الحكومة كاذبة، منها طبعا تخصيص منح شهرية للاسر المعوزة بعد الغاء الدعم عن المواد الاستهلاكية الاساسية. حيث ساد انطباع اولي ان الدولة ستلتفت للفقراء و تساعدهم على تحمل جزء من مشاكلهم. حتى وعود خلق فرص شغل للعاطلين و محاربة الفساد و تنزيل الدستور الجديد، كانت للاستهلاك. و بات المغاربة اليوم، يتساؤولن هل فعلا كانت هذه الوعود مبرمجة و أن جهات ما فوق الحكومة هي من شلتها، أم أنها كانت وعودا كاذبة؟

التراشق بين النخب السياسية الملتفة حول السلطة سلوك متوارث قديما، حيث يتبادل أعضاء هذه النخبة نفس الانتقادات و نفس المؤاخذات كلما تغيرت وضعيتهم من المعارضة الى المشاركة. ردود الحزب "الحاكم" بخصوص الازمة مشابهة لردود فعل الحزب الذي سبقه. أيضا يتلقى البضاعة نفسها التي كان يسلمها لخصومه من موقع المعارضة.

الان، ورغم الجدل الدائر حول طبيعة الازمة التي تعصف بالبلاد، بين مكونات الاغلبية الحكومية و مكونات المعارضة البرلمانية، هناك اتفاق ضمني يجعل من المكونين يكملان بعضهما البعض. يظهر انه فعلا المغرب يعيش فوق طاقته؟ لكن أي مغرب؟ هل هم الفقراء أم محدودي الدخل من المواطنين؟ أم المسؤولين الذين تاتي يوميا تقارير عنهم عن اهدار المال العام في مشاريع و مصاريف لا طائلة منها ؟

الإجراءات التقشفية التي اتخذتها حكومة بنكيران لمواجهة الأزمة لا تطال سيارات الوزراء ولا تعويضاتهم و تعويضات البرلمانين و كبار الموظفين .. مؤخرا تحدثت الصحف عن حصول عدد من الوزراء على سيارات BMW5 الفخمة الذي يتراوح سعرها مابين 550 ألف درهم و800 ألف درهم ... ومحمد أوزين، وزير الشباب والرياضة كان صادقا حين علق على منتقديه مستهزئا : " واش بغيتنا نركبوا فالطوبيس؟! .. المغرب اذن، يعيش فوق طاقته لان مسؤوليه يستنزفون طاقاته و ثرواته، وهذا هو المدلول الصحيح لعبارة السيد الوزير!!



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟
- الأحزاب و دينامية المجتمع المغربي
- النخب المغربية والحراك الشعبي
- الدولة في مواجهة المجتمع
- لماذا يغلب منطق التمرد على منطق الثورة ؟
- الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - المغرب يعيش فوق طاقته ؟