أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - يوم كامل بدار الضريبة !














المزيد.....

يوم كامل بدار الضريبة !


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مبنى وحيد لدار الضريبة بمدينة تنمو و تكبر بشكل مخيف مثل المحمدية( قرب الدارالبيضاء). على عشرات الالاف من المواطنين ان يتجهوا إليها دفعة واحدة او على دفعات وفي ظرف شهر واحد، من أجل دفع الضريبة.
الاكتظاظ و الفوضى و سوء التسيير وبطء المسطرة . هناك المئات من المواطنين لا يتمكنون من دفع الضريبة الا بعد يومين أو ثلاث من الانتظار و غالبا ما تزيد اضرابات المالية في معاناة المواطنين.
احيانا اخرى تتعطل مصالح الخزينة لاسباب واهية، مثل عطب الشبكة المعلوماتية، يفقد المواطن اعصابه حين يخرج بعض الموظفين للغذاء خارج الادارة لاكثر من ساعتين، بينما يبقى المواطن جامدا في مكانه حتى لا يضيع منه الدور. لا ندري ما المصلحة من التوقيت المستمر اذا كان يزيد من تقطيع ساعات العمل ومضاعفة معاناة المواطن؟ فالمواطن يضحي بوجبة فطوره وغذائه لكي يقضي مصالحه الادارية بناء على هذا التوقيت ؟
قضيت خمسة ساعات وانا انتظر هذا الدور اللعين لكي أدفع الضريبة وانا اعلم ان الاغنياء وذوي السلطة والجاه لا يدفعونها. كيف يدفعون الضريبة إذن ونحن ندفعها من اجل أن تزدهر حياتهم الباذخة، بدون حسيب ولا رقيب؟
كان بامكانهم ان يجعلوا انحنائنا للواجب الوطني اكثر اريحية وبما يحفظ ما تبقى من كرامتنا وماء وجهنا. لكنهم يصرون على تمريغ هذه الكرامة وهذا الوجه في الوحل، حتى لا نفكر في المصير الذي تنتهي عنده هذه الاموال المقتطعة من شقانا وعرقنا ودمنا.
ان الضريبة في هذه البلاد السعيدة، سيف مسلط على رقابنا، يعلم الكادح و العامل و التاجر و الفلاح والمالك لعقار كنصدوق عود ثقاب، ان هذا السيف سيزيد من قطع ما تبقى من شقائهم وعرقهم انهم تاخروا بيوم واحد عن موعد التسديد.
الناس يمتلكهم الخوف، لذلك يتحملون ألم الوقوف لساعات طويلة ينتظرون الدور. فتنسلخ أقدامهم و يتصببون عرقا. تكثر شكاويهم، لكنها شكايا أقرب للأنين والتنفيس منها للفعل و الاحتجاج المنظم. ماذا سيخسر دافعي الضرائب ان هم توحدوا و امتنعوا عن التسديد الى ان تصلح الادارة أعطابها البيروقراطية والبشرية؟
بامكان هذه الادارة ان تفتح بنايات و وكالات فرعية لتسهيل دفع الضرائب. بامكانها ان تحد من المحسوبية والزبونية و الرشوة، ان توفر ما يكفي من المقاعد وشروط الراحة للمواطنين الذين تجبى منهم الضرائب، هذا أقل ما يمكن عمله.
نحن شعب يحترف جلد الذات، لذلك بات من الصعب ان تجد فردا واحدا غير عابس الوجه، متوتر و " على سبَة أو نقشة " كما يقال. أصبحنا نتحدث عن همومنا بنفس الطريقة التي نتحدث بها عن الريال والبارصا، بعنف وقسوة و انفعال. غير أننا نعرف ان سبب تعاستنا وحكرتنا تكمن فينا أولا. فنحن غير قادرين على اي مبادرة. لكن حناجرنا لا تتوقف من الصراخ. لاننا صرنا ظاهرة صوتية فقط...
ان تقوم بتأدية الضريب عليك أن تقتطع يوما بكامله من حياتك، من عملك و مشاغلك. وان كنت محظوظا، فان يوم واحد دون ان تعاود الكرة مرة أخرى ، يعد انجازا عظيما يجب ان تحمد الله عليه! فغيرك قد يكلفه ذلك يومين أو ثلاثة أو اكثر. إنك لن تدفع الجباية فقط ولكن، وهذا هو الاهم، تدفع معها ضريبة المهانة و سوء المعاملة و المس بالكرامة؟
دخل القانون المحدث للبطاقة الوطنية للتعريف الالكترونية حيز التنفيذ منذ 2007، وبموجبه تعفي هذه البطا قة حاملها من الادلاء بشواهد الازدياد و الاقامة و الحياة و الجنسية في جميع المساطر الادارية. خمس سنوات مرت على القانون الذي نشر بالجريدة الرسمية، ولازالت الادارة ترفض تطبيق هذا القانون، كيف يمكن لهذه الادارة تنزيل الدستور وهو ام القوانين، رغم كل التحفظات عليه؟
سياسة تقريب الادارة من المواطين، الشعار البراق " للعهد الجيد" هي وصلة اشهارية ودعائية أمام ضحالة مردودية الادارة وضخامة اعطابها و مشاكل المواطنين من جراء بيروقراطيتها. عدنا من جديد للمربع الذهبي لاصلاحات الواجهة، وعادت الألسن المعهودة تلوك كعادتها العجينة المغربية للاصلاحات الافتراضية في الادارة و الاقتصاد و السياسة والاجتماع والقضاء والتربية والثقافة والرياضة والاعلام.. عدنا لنتكلم في كل شيء لكي لانغير أي شيء !!!!! هذه المرة، الكرة في مرمى المواطنين، و نخبهم التي لا تكف عن الزعيق بالاصلاح والتغيير.
من نتائج الربيع العربي وثوراته المتواصلة، انها كشفت عن عيوب المجتمع العربي وامراضه المزمنة. غير ان اكبر العيوب و اخطر الامراض هي التي تنهك جسم النخبة العربية بمختلف اطيافها، وعلاج معظم هذه الامراض يتوقف على أداء هذه النخب وفعالية مبادراتها. ان فاقد الشيء لا يعطيه، والعجز الذي تعانيه منه نخبنا أصبح عائقا ابيستيمولوجيا كما يقول الفلاسفة العقلانيون ...
الادارة بارثها التاريخي التقليدي و العصري الملقح بتجارب الاستعمارين المباشر وغير مباشر، عائقا ذاتيا وموضوعيا، امام انتقال مجتمعاتنا و انعتاقها من سطوة النظم الاستبدادية. الادارة المتكلسة و الراعية لمختلف العلاقات والتناقضات و المصالح المتضاربة .. هي المنفذ للقوى المضادة لاي تغييروأي تطور ونماء والمنتج الاول للزبونية و المحسوبية والرشوة، اصلاح الادارة و وترميمها لتصبح ادارة مواطنة مطلب ملح وضروري، لكنه للاسف لا زال غير مفكر فيك بكل جدية بهذا الزمن الثوري الذي كثرت قلاقله وارتداداته.!!



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب
- السكتة القلبية
- اليسار المغربي ودور القوى الحاملة للفكر الديني في الحراك الش ...
- هنيئا للاتحاد الأوروبي بالمغرب - شريك في الديمقراطية - ؟
- التراجيديا المغربية: 2 - المخزن وطقوس الأضحية
- التراجيديا المغربية: 1 - كبش الفداء
- الصبار وعنف الدولة المشروع
- الضرب على الوتر الحساس
- البكاء على الميت خسارة؟
- الربيع العربي والجفاف المغربي أسئلة حول علاقة النخبة والشعب ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - يوم كامل بدار الضريبة !