أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - أطلقوا سراح الحاقد ؟















المزيد.....

أطلقوا سراح الحاقد ؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معاذ الحاقد أو ظاهرة الراب المغربي الغاضب :
لم استصغ بداية وصول موجة الهيب هوب لبلادي في أواسط التسعينات من القرن الماضي. وكمعظم أبناء جيلي، نشأنا في ظل موجة غنائية شبابية مماثلة قادمة من وراء البحار، استطاعت ان تجد في التربة المغربية في بداية السبعينات من يلتقطها و يطبعها بالطابع المغربي : ظاهرة المجموعات الغنائية ( على شاكلة مجموعة البينلز ..) التي تجلت في ناس الغيوان وجيل جيلالة و المشاهب... واحتضنها الشباب المغربي بشكل خاص والمغاربي بشكل عام، وبجانب أغاني الشيخ إمام ومارسيل خليفة، وجد الشباب المغربي في هذه المجموعات قناة تصرف بعض هواجسه المشتعلة نارا وغضبا، كما هو الان بفعل ثورات الربيع العربي، ما جعل السلطة تواجهها بمختلف أشكال التضييق والحصار، لكونها أصبحت حاملا موضوعيا لهموم الشباب التي تعكس تطلعات الشعب في الحرية والحياة الكريمة.
برزت موسيقى الهيب هوب في أمريكا، وبالضبط في الاحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة بالمدن الكبرى، وهي صرخة مدوية في وجه التمزق الاجتماعي والفوارق الطبقية التي يكتوي بنارها شباب الاحياء الشعبية. ليس مستغربا، ان تكون ولادة هذه الموجة من معاناة السود الموجودين في أسفل الهرم الاجتماعي، وأن تنتقل بسرعة لأبناء المهاجرين بأوروبا الذين لا تنفصل أوضاعهم عن أوضاع الشباب الامريكي المنحدرين من أصول إفريقية أو لاثينية.
بدأ الراب المغربي في بلاد المهجر، خاصة بفرنسا حيث توجد أقدم جالية مغربية، وفي أواسط التسعينات بدأت تتشكل أولى المجموعات المغربية وسط انتقادات متعددة المصادر والمراجع، من الدولة و المجتمع على حد سواء، في مناخ اتسم باستنفاذ ظاهرة المجموعات بريقها و بواقع متأزم للأغنية المغربية التي وصلت للحضيض.
لم يصبح للراب قوة واهتماما واسعين، الا مع بداية الحراك الشعبي الذي قادته 20 فبراير السنة الماضية، النسخة المحلية للربيع العربي الذي تفجر بعد احراق البوعزيزي لنفسه احتجاجا على الدولة التونسية. وعلى عكس الأشكال التقليدية للمجوعات الغنائية، تساهم الثورة المعلوماتية والرقمية في كسر الاحتكار والرقابة الذي تمارسه قنوات الراديو والتلفزة و بعض مؤسسات الانتاج الفني. من خلال القنوات الاجتماعية أهمها اليوتوب و الفايسبوك. كما أن ثورة الاتصالات، خاصة الهواتف المحمولة، مكنت بشكل كبير من ترويج هذه الاغاني على نطاق واسع بشكل لم تستطع معه محتلف أشكال الرقابة أن تحد من انتشاره أو من إمكانية وصوله لذى غالبية المستعملين لهذه الأجهزة.
يعد الشاب معاد بلغوات، الشهير بلقب " الحاقد" نموذجا من شباب الراب المغربي الذي رفض الاحتواء والتدجين، والاغراءات التي تقدمها الجهات الرسمية لبعض الافراد والمجموعة المنتمية لهذا النوع الغنائي الشبابي. واستطاع في ظرف وجيز، بفضل مشاركته كشاب و كفنان في نفس الوقت، في مظاهرات 20 فبراير، وتبني قضيتها فنيا، أن يصبح أحد أهم أقطاب الأغنية السياسية بالمغرب، التي عادت للظهور بعد التراجع الذي سجلته في العقود الماضي.
والحاقد، الذي أصبح ظاهرة فنية مرتبطة بغضب الشارع المغربي ضد سياسات الدولة المغربية، تتميز كلماته بالبساطة الخالية من خدش الحياء والميوعة، التي نجدها عند مجموعات الراب مقربة من وسائل الدولة أو تحظى بمباركتها. لكن بساطتها في التعبير و الوضوح في نقل المعنى، تصبح قوية و مؤثرة لما تتضمنه من انتقادات لاذعة للسلطة و لمؤسساتها السياسية و الدستورية بما فيها المِؤسسة الملكية.
أغاني الحاقد، هي تعرية مباشرة للفساد المالي والسياسي و الاجتماعي الذي يعاني منه المجتمع المغربي، وتعبير ساطع على أن الشباب المغربي، مثل أقرانه بالمنطقة العربية، كسر حاجز الخوف وتجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها السلطة في وجه الجميع. انها تحريض مباشر واستفزاز واضح لواقع الظلم والفساد والاستبداد الذي يخيم على الحياة السياسية والاجتماعية.
لأنه اختار الحاقد كإسم فني، ومادامت أغانيه حاقدة على الوضع القائم، يعود اليوم الشاب معاذ بلغوات ذو الحادي وعشرين ربيع، الى السجن، ولم تمضي الا شهور قليلة، قضى فيها 4 أشهرحبسا نافذا، بسبب تهمة الضرب و الجرح، التي يقول رفاقه ب 20 فبراير أنها ملفقة من من طرف خصوم الحركة السياسيين. ويحاكم هذه المرة بتهمة " اهانة المِؤسسات" في إشارة لأغنيته الأخيرة التي ينتقد فيها البوليس المغربي.
اعتقال الحاقد كشف زيف ادعاءات السلطة باحترامها حريات التعبير، وقد ادى الى اتساع دائرة المتضامنين معه محليا ودوليا، مما أحرج الحاكمين و أربك تصارفاتهم ازاء صعود موجة الحاقد، ولم يزد التضييق عليه الا بروز حاقدين أخرين، يسيرون على نفس الراب المغربي الغاضب و الرافض لسياسة الاقصاء والإحتواء والتضبيع التي يتعرض لهذا الشباب المغربي بشكل ممنهج . الراب الذي ينشد الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي ينعم بها أقرانه بسائر انحاء المعمور.
اشتهر الحاقد بأغنية " اذا الشعب يوما" التي لاقت رواجا كبيرا في مختلف الأوساط الاجتماعية، رغم أن انتاجه الفني محاصر ولا يمر عبر قنوات السمعي البصري بالبلاد، بما فيها التي تعتبر نفسها قنوات خاصة و مستقلة عن الدولة ولا تخضع لوصايتها ! وهي الأغنية التي اتخذت شعارا لحركة 20 فبراير وسمعت في أغلب المظاهرات والمسيرات التي نظمتها الحركة :

إذا الشعب يوما أراد الحياة
ينوض يدوي على راسو باركة من السكات
راهم كلاو رزاقنا وو لاحولينا لفتات
و شحال من مناضل على قبلنا مات
نوضو ينعاسة
شوفو شعب في مصر
شوفو شعب التوانسة
و كدب عليك لي كاليك المغرب حالة خاصة
وخا العيشة مخصوصة وسياسة
التكليخ عندكم رها مدروسة
لاهتونا بالشطيح والرديح ولالكم لعروسة
هدر على حقك اش غاي يوقع كاع
سكات مينفع انا ولد الشعب وراني كنخلاع
.الشعب هز دقة ومزال ساكت مدرور
لقرايا وسط الزنقة لبوڢري عيا مايدور
خونا جمع فرقة باش يراقعو دوستور
حماق هوا هادا
واش يلا بغينا حاقنا خاسنا نجبدو فرادا
ولي بغيت نقادسو غادي نختارو انا
ويلا بغيتي تفهامنا
اجي عيش معانا
الله الوطن الحرية.
إدا الشعب يوما اراد الحياة
ينوض يدوي على راسو باركة من السكات
راهم كلاو رزاقنا وو لاحولينا لفتات
و شحال من مناضل على قبلنا مات
موشكيلا موشكيلا
خاسنا نعاودو تعازيلا
بغينا ش مسؤول نقادرو نحاسبوه
ماشي مخلوق غير كانقادسوه
عانداك تدوي راهوم يغابروك
و غاندوي و غير غابروني
عطيوني حاقي ولا قتلوني
علينا كاتزايدو
وكل نهار زيادة
ومازال كاتزيدو
ومازال كاتزيدوو
قسمتوها بيناتكوم و بوسو ليه يدو
عاش ابا حيت معايشني معاه
اما خونا
كلا مغرب بوحدو
ماحدي انا عايش ولاه لا ورتو ولدو
تاريخنا طمستوه او بغيتو طامسونا
دارتولينا لعكر فوق لخنونة
المليك ديالنا زوين مهلي فينا
وحتحنا مهلين فيه و أكبر ميزانية ديال لقصر كتخسر عليه
http://www.youtube.com/watch?v=B0VpI8CrOCM&feature=player_embedded



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب
- السكتة القلبية
- اليسار المغربي ودور القوى الحاملة للفكر الديني في الحراك الش ...
- هنيئا للاتحاد الأوروبي بالمغرب - شريك في الديمقراطية - ؟
- التراجيديا المغربية: 2 - المخزن وطقوس الأضحية
- التراجيديا المغربية: 1 - كبش الفداء
- الصبار وعنف الدولة المشروع
- الضرب على الوتر الحساس
- البكاء على الميت خسارة؟
- الربيع العربي والجفاف المغربي أسئلة حول علاقة النخبة والشعب ...


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - أطلقوا سراح الحاقد ؟