أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - الضرب على الوتر الحساس















المزيد.....

الضرب على الوتر الحساس


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 01:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضرب على الوتر الحساس
ماذا لو كان العكس هو الصحيح؟ وأصبح المغاربة يتمتعون بفائض البترول الخليجي ويلعبون بالدولار لعب؟ لا أشك بتاتا في نزاهة وجدية المعارضين لانضمام المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي. لكن لا أستبعد أن يكون بينهم من يكيل الأمر بمكيالين. بحيث لو أخضعناهم للتنويم المغناطيسي سنجد لا شعورهم يسيل باللعاب ، وان أتحنا لبعضهم الفرصة لغمًس وانغمس في هذا البذخ الملغوم، صارخا بملء صوته : هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية؟
لا تتعجبوا، فنحن مغاربة ونعرف بعضنا البعض جيدا. فقراء وأغنياء، متعلمين أو أميين.. أمام لمعان الفلس و الذهب، يصبح الفرد عبدا لما يعتقد أنها الوسيلة الأنجع للارتقاء الاجتماعي وللحياة السعيدة الخالية في تصوره من المشاكل و العقد. قد تؤدي هذه الرغبة للهلاك فوق قوارب الموت بالنسبة للمقهورين طمعا للوصول إلى الضفة الأخرى، أو للتضحية بما تبقى من كرامتهم الإنسانية المهدورة. قد تجعل من المثقف أو شبه المثقف أفاقا يرتزق بالكلمات لتحسين وضعه الشخصي، وقد تحول السياسي لرجل إطفاء يخمد الحرائق التي تندلع بأهداب السلطة الغاشمة والنقابي لسمسار يتاجر بعرق العمال والمستخدمين و الجمعوي لوسيط بالوكالة يخدم أهداف ومصالح بعيدة عن شيء يمكن نعته بالمجتمع المدني..
هناك عوامل و مكبوتات أخرى لا تزال تسيطر على الذهنية المغربية، وقوف "الغالبية الصامتة" تتفرج على الحراك السياسي الشبابي؛ خاصة وأن أخباره باتت مشاعة بين الناس في المدن والقرى، رغم كيد الإعلام الرسمي وغير الرسمي، و مكتوفة الأيدي أمام سلخ وجلد وتعنيف فلذات أكبادها بدون أن تحرك أي ساكنا، يجعلنا نشك في مقولة حاجز الخوف وتعويضها بالحاجز النفسي. كأن المحتجين بالشارع يطالبون بتغيير وتحسين وضعية مجتمع يوجد بالمريخ وليس بالمغرب؟ ما يمنع الناس عن التحرك، ليس فقط الخوف من المخزن، ولكنها تلك الرغبة الملعونة التي تجعل قلوبهم مع الحراك الشبابي وعقولهم مع مصالحهم الضيقة ؟ وكأنهم يقولون في قرارة أنفسهم : إذا نجحوا وغيروا الأمور للأحسن نجحنا معهم، وان فشلوا فليتحملوا لوحدهم مسؤولية هذا الفشل؟.
ان الاستبداد قد نخر المجتمع. وفي مقدمة المنخرين، يوجد العديد من عناصر النخب بمختلف ألوانها وأطيافها. وهو ما يفسرانقلاب المعادلة الراهنة، بتوجيه الصراع ضد الاستبداد نحو القشور وليس للجوهر، إلى التناقضات الثانوية، وهي لا تعد ولا تحصى، وليس للتناقض الرئيسي. لم تعد النخب السائدة هي الوحيدة التي تحتمي وراء الجلباب المخزني، هناك أيضا عناصر لا يستهان بها من النخب النابعة من المجتمع، وبحكم الاحتكاك الطويل بثقافة الاستبداد، أصبحوا "محافظين جدد" وحديثي العهد بالنعمة، أوب " حرس جديد" كما سماهم المناضل محمد بنسعيد في كلمته بمناسبة حفل استقبال المعتقلين السياسيين الستة .
لم تكن تتوقع هذه النخب انه سيأتي يوم يسحب من تحتها البساط و تهتز وظائفها، فبنمطق دوران النخب نفسه، تتبلور نخب حركية مجتمعية جديدة تملك مشروعا تتجاوز من خلاله النخب المستنفدة الصلاحية. فداوم الحال من المحال، "والي اركب ينزل" كما يقول المثل الشعبي.

المهم، وعودة للعرض الخليجي المغري للبعض، هناك ثقافة لا تزال سائدة تقيس الأشياء بالمنفعة الشخصية وليس المنفعة العامة، حتى لو كان المقاس وهما وخدعة من خدع هذا الزمن الماكر، فلنتذكر فضيحة النجاة ولنبحث عمن يوجد وراء سماسرة عقود "العمل" للخليج ولنسأل عن طبيعة اليد المطلوبة هناك؟، فهي أجوبة نتركها للمطبلين والمزمرين لهذه الاتفاقية؟
الخداع من أشد وأفتك آليات الاستبداد شيوعا، وأكثرها ترسخا في البنيات المجتمعية ومؤِسساته. فالفرد المخادع يصبح نموذجا يحتذ به، فهو عضو ناجح بالمجتمع، يحقق أحلامه وتطلعاته بسهولة. أما الفرد النزيه وصاحب المبادئ والقيم الايجابية والمدافع عن المصلحة العامة، فهو مشكوك في أمره وجاهزة هي التصنيفات التي تضعه ضمن خانة التي تحط من كرامته وتدفع الناس لتجنبه، وهو عند البعض غبي لا يعرف أين توجد مصلحته بالضبط ..وحياته مأزومة، إنسان فاشل، مشبوه ومتابع في حياته ومماته من طرف الدولة الاستبدادية.
هذا النموذج من الثقافة التي يولدها الاستبداد، يعطي الشرعية للزبونية والمحسوبية ويعمل على تطبيعها في المجتمع من خلال قنوات عديدة أخطرها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. يمس أفرادا وجماعات على السواء. و نجده متغلغلا حتى داخل بعض المؤسسات والمنظمات التي تدعي معارضة النظام و تتخذ من شعارات الحداثة عنوانا لها.
هؤلاء في الحقيقة هم المدافعون عن انضمام المغرب لمجلس التعاون الخليجي، وهم أيضا المدافعين عن المهرجانات التي تزين وجه النظام المخزني القبيح، يجتهدون بوعي أو بدونه،بلفت الأنظار وتحويلها لقضايا هامشية، وصولا لوضع العصي في عجلة الحراك الشعبي ضد الاستبداد...
هناك مقاربتان لا ثالث لهما لفهم الإعلان عن" ضم " المجلس المذكور الأردن والمغرب. وقد لا تحتاج لعقد اللقاءات والندوات والمؤثرات لغربلة الآراء وبسطها. الأولى أكاديمية تتعامل مع الموضوع بغض النظر عن واقع الشعوب المعنية والخلفيات السياسية المتحكمة من وراء هذا الإعلان. تتأسس على مبدأ الربح والخسارة، ولا ترى أمامها سوى بذخ منطقة الخليج وجلوسها على أكبر خزان للنفط في العالم . وهذا الطرح يمكن أن يفيد لو كانت هذه المنطقة مستقرة وأنظمتها تحظى بقبول نسبي من طرف شعوبها، و مالكة للقرار السياسي و الاقتصادي و غير خاضعة للوصاية ومسلوبة الإرادة. ففي هذه الحالة سيكون الرأي الأكاديمي ورأي الخبراء المختصين، أساسيا وضروريا لتأطير الموضوع من مختلف مفاصله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية..
في غياب شرط الاستقرار السياسي وشرط المشاركة السياسية، وخضوع المنطقة للسيطرة الأمريكية، يتحول الطرح الأكاديمي إلى تصور تبريري يقفز على الواقع ويشوهه. فهو لا يضع في اعتباره، مثلا، دخول أنظمة الحكم التقليدية المغلقة لمرحلة استنفد ت فيها كل إمكانية للتجدد أو البقاء، ولا للخطر المحذق بها بسبب الانتفاضات الشعبية التي تكتسح المنطقة والمطالبة بحق الشعوب في السيادة. ولا للصراع الدولي والدور الأمريكي والصهيوني بوجه التحديد، أو الإقليمي، و خاصة الإيراني والتركي..
إن أصحاب هذا الرأي، يفصلون عمدا الواقع عن الموضوع، يتموقعون، فعليا وليس ضمنيا، ضمن الأدوات التي تزود هذه الأنظمة بالأكسجين الضروري لتمديد عمرها المفترض. وهم بحسن النية أو بسوئها دائما، يساهمون في تمرير مخططات لا علاقة لها بموضوع التكتلات الاقتصادية الإقليمية أو الدولية التي تنخرط فيها الدول الديمقراطية ذات السيادة الشعبية.
أما المقاربة الثانية، القريبة من الواقع، نظرا للشروط السياسية والاجتماعية التي انبثقت منها هذه المعاهدة، والتي يتم تسفيهها وتجريح الرأي المعبر عنها وقصفه وكبحه ومحاصرته برعاية السخاء النفطي، فتتمثل في المقاربة السياسية والاجتماعية، على اعتبار أن مبدأ الصراع قائم ومحتدم حول طبيعة الأنظمة المقدمة للمشروع والمعنية بالانضمام له على حد سواء، وبسبب الدور الذي تلعبه المنطقة، البترول والغاز أساسا، على الصعيد العالمي.
ما يمكن استخلاصه من هذه المقاربة الواقعية، أنها تنظر للحلف بارتباطه بالواقع الحافل بالتحولات وبعلاقته بالمشروع الأمريكي، من جهة، وبكل المخططات التي تسعى لتجنيب أو احتواء القلاقل والهزات الشعبية المطالبة بإسقاط هذه الأنظمة الاستبدادية وإقرار نماذج بديلة للحكم نابعة من الشعوب من جهة ثانية. فالاتفاقية خدعة كبيرة تستهدف ارشاء نخب الشعوب إلى حين مرور العاصفة. وتجنيد بعضها في الحرب الكلامية الجديدة بين الشيعة والسنة، وتبرير قمع الانتفاضات الشعبية.. حتى القوى المهيمنة أصبحت لا تخفي تحركاتها وتوجسها من ثورة الشعوب العربية، فسفاراتها تشتغل 24 ساعة على 24 كمحطات البنزيل، و الحلف المنتظر يمكن أن يشكل القنطرة لصد ومواجهة بقية الدول العربية، خاصة الدول التي أصبحت فيها الشعوب تتطلع للعب دور مؤثر في صنع القرار الداخلي والخارجي، واهما جمهورية مصر العربية.
هل هذا التقارب سيقوض منظومة الفساد والاستبداد بالمغرب؟ هل سيقلص من الفوارق الاجتماعية ويخفف من أزمة الشغل والسكن ويعالج مشكل التعليم والصحة؟ هل سيحد من اقتصاد الريع وهدر الثورات الطبيعية والمالية والبشرية ومن سياسة إفقار الفقير واغتناء الغني؟ الرغبة الفردية الجامحة لا يهمها أن تعرف الجواب. فالرسالة وصلت، وضربت على الوتر الحساس محركة الغرائز في انتظار إشباعها ؟؟



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البكاء على الميت خسارة؟
- الربيع العربي والجفاف المغربي أسئلة حول علاقة النخبة والشعب ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - الضرب على الوتر الحساس