أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - البكاء على الميت خسارة؟














المزيد.....

البكاء على الميت خسارة؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العودة للماضي من أجل التفكير في الحاضر والمستقبل شيء، والعودة للماضي من أجل البكاء على أطلاله شيء أخر؟ هذا ما تعلمناه وعلمته لنا مدرسة النضال الفكري والثقافي قبل السياسي : وكان اسمها منظمة العمل الديمقراطي الشعبي
الشعوب مثلها مثل الأشخاص والتنظيمات، التي تنسى ماضيها محكوم عليها بإعادته بشكل مشوه. والشخص المريض نفسيا يكمن دواءه في استحضار الماضي الذي تسبب في أزمته النفسية، وهي عودة لا تتم إلا على يد المحلل النفسي الذي يبحث في الأعماق عن العقد المسؤولة عن المرض والقيام بتفكيكها حتى يسترجع هذا الشخص توازنه النفسي وعافيته من جديد..
وأحيانا تتم العودة للماضي من أجل الهروب من الحاضر، وأحيانا أخرى لتصفية الحساب مع هذا الحاضر من خلال إعادة قراءة الماضي واسفاط الحاضر فيه. دون تقييم موضوعي أو نقد نزيه يتعالى ويسمو عن كل عقد ومشاكل المعاش في الوضع الراهن.
كل عودة للوراء لها ما يبررها وتضمر خلفيات ونوايا مستبطنة، وهذا ما نلمسه اليوم لذا جيل ما قبل ثورة البوعزيزي. ونلمسه أكثرعند قطاعات واسعة من أبناء اليسار والصف الديمقراطي بالمغرب. ما يعني أن قراءة الماضي النضالي لاتزال محل صراع وتجاذب واصطفاف، لا أحد يريد أن يضعها في سياقها الموضوعي ويركز على بؤر الضوء
وهي كثيرة وغنية بالدروس، من اجل الانخراط في الحاضر والمساهمة في بناء المستقبل بروح وزخم الأحداث الثورية الجارية من حولنا . الأحداث التي حررت الانسان العربي من قيوده وعقده، وجعلته يأخذ زمام الأمور بيده، وأصبح رقما رئيسيا لبناء البديل الذي كنا نحلم به، لأننا حتى في حلمنا في هذا الماضي القريب، كنا نحلم به منقسمين وموزعين مللا ونحلا الى أن أصبحنا متفرقين ومشتتين ككيس البطاطس. واقتلعنا من جذرنا المشترك وفقدنا كل رابط يجمع بعضنا البعض، وصار كل واحد يتغنى بليلاه، لكي يهرب من مسؤولية المرحلة وما تقتضيه من ضرورة الانخراط فيها بقلب مفتوح خال من العقد، واصطفاف واضح ضمن سياقها الذي ينبذ الحلقية والتموقع والتمذهب من أجل التغيير الذي هرمنا في سبيله . وليس أبناء (المرحومة) منظمة العمل المشردين، ملائكة منزهين، فكل واحد منا ، قيادة وقاعدة، ساهم من قريب أو من بعيد في وأد هذه التجربة. ومع توالي نكبات واخفاقات جيل من المناضلين فضل غالبيتهم أن يختار، بسبب تعفن الوضع السياسي وانسداد الوعي الفكري والثقافي وتحول الأحزاب الديمقراطية الى ساحة لحرب الزعامات، الانسحاب واتخاذ ما يكفي من المسافات، مفضلين الصمت على حوار الطر شان. ولأن معظمهم كان يشعر بالتقزز والنفور من شخصنة العلاقات الحزبية و من جمودها، فلم يكن من المنطقي أن يقوم هؤلاء بنشر الغسيل ويسقطوا بالتالي في فخ التراشق بالاتهامات والاتهامات المضادة بعيدا عن كل تقييم موضوعي جدلي يصحح الأوضاع ويدفعها للأمام. وهو دين لازال على رقبة أطرها ومثقفيها.
لقد اختار جزء من اطر المنظمة ومناضليها الانشقاق في سنة 96 بسبب الموقف من الدستور.. ثم في مرحلة ثانية بعد أن فشل مشروع الانشقاق، بانضمام من تبقى منهم في الاتحاد الاشتراكي، واختار الجزء الأخر خيار جمع شتات اليسار وتأسيس اليسار الموحد، وكانت الكلفة متشابهة إلى حد كبير ولا تحتاج منا اليوم لمزيد من التفصيل. المهم أن كلا الطرفين كان له خياره وكل داخل خياره تقع عليه جزء من المسؤولية
ما يجمعنا اليوم حقا، سواء كنا في اليسار الموحد أو الاتحاد الاشتراكي او على مسافة منهما، بعد عائلة اليسار، هي مدرسة منظمة العمل : المدرسة التي أنجبت الشهيد عبد السلام المودن، وابراهيم ياسين والحبيب الطالب وعلال الأزهر ومحمد بودلال ولطيفة الجبابدي وغيرهم..من أبرز معالمها الدعوة للم الشمل وليس لتفريقه، و للحوار الفكري والثقافي بدل الشحن الإيديولوجي، والجراة في اتخاذ الموقف السياسي بدل الغموض وضبابية المواقف. المنظمة التي تواضع فيها أطرها أمام شبابها، وكان مبرر وجودها تنقية الوعي السياسي من افة تقديس الأشخاص والايديولوجيات و محاربة الحلقية و التصلب الفكري والتكلس التنظيمي. المنظمة التي رغم حجمها الصغير كانت كبيرة ومِؤثرة بسبب اجتهاداتها وقوة اقتراحاتها، التي أثرت على حلفائها قبل خصومها السياسيين. بهرمها الشامخ المناضل الكبير محمد بنسعيد، وأنوالها التي كسرت الأصنام الفكرية وقدمت نموذجا غير مسبوق في الصحافة الوطنية
للجدل الفكري والسياسي والثقافي ..المنظمة التي تركت لشبابها ونسائها سلطة التحكم في اطارتهم من خلال استقلاليتها الفعلية عن الحزب.. المنظمة التي حين ينقسم رأي أجهزتها التقريرية في تقييم الوضع السياسي، تلجأ لاستفتاء قواعدها..
هذه المنظمة هي التي تستحق أن يعود لها المناضلين من أجل استلهام الدروس، وهم يتتبعون اليوم بكل جوارحهم سمفونية سقوط الأصنام والديكتاتوريات والحلقيات...التي تدشنها الجماهير الثائرة بالوطن العربي. من أجل الاستضاءة من ثراتها النير لا لتقليب المواجع والبحث عن تصفية الحسابات الشخصية من جديد، ربما يسعون لتبرير الجمود و الارتكان للوضع القائم. والهروب من تحمل المسؤولية في الوقت الحاضر، الحاضر الذي بدأ يتشكل تحت شعار إسقاط الاستبداد ، ولا يمكن الا ليدفع في اتجاه وحدة اليسار المغربي وتعزيز ومساندة قوى الصف الديمقراطي والوطني وتخليصها من شراك الدولة المخزنية التي اختطفت تاريخها وماضيها النضالي والبعض من مناضليها.. فالمسألة لم تعد مسألة إطارات وهياكل فما هي الا تسميات . ومن كان يعبد هيكل المنظمة فهذا الهيكل قد مات، ومن كان يعبد خطها الفكري والثقافي والسياسي والنضالي الذي يتجدد ويتطور فهو حي لا يموت؟؟
جميل أن نعيد احياء ثراث المنظمة، لكن الشيء الأجمل هو أن نعمل على توحيد اليسار بالاستفادة من ثراثها وثرات الحركة اليسارية المغربية والعالمية ، ومن مختلف الاجتهادات الفكرية والثقافية المنحازة للشعوب التي تسود عالم اليوم. فبدون الفكر؛ والفكر النقدي بالخصوص، سيتحول هذا الثرات لفلكلور يعرض لالتقاط صور تذكارية وللبكاء على أطلاله؟؟



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي والجفاف المغربي أسئلة حول علاقة النخبة والشعب ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - البكاء على الميت خسارة؟