أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السلايلي - الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟














المزيد.....

الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 23:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مفارقات الربيع العربي، ان حكومات " الثورة المضادة " بتونس ومصر، تتصرف ازاء مطالب شعبها كانها لازالت في صفوف المعارضة. لا توجد حكومة في وجه الارض تستعمل الشارع للاحتجاج او للدفاع عن مشروعها. لان غالبية الحكومات لها مشروعها و لها برنامج على اساسه تصعد الاحزاب و الحركات السياسية لدفة الحكم لانجازه او تطبيق جزء منه.

الاخوان المسلمون و النهضة الاسلامية، يشكلان الاستثناء في هذه القاعدة السياسية العالمية. فهم يحكمون ويعارضون في نفس الوقت؟ بمصر ، الثوار و الاحزاب الوطنية و الديمقراطية ، الليبيرالية و الاشتراكية، وكل المكونات الشعبية التي توجد خارج الحكم و السلطة، أصبحت دولة خارج الدولة من منظور الاخوان المسلمين. تشيطن الدعاية الاخوانية التي تملك الوسائل الكافية للتاثير على الراي العام، المعارضة المصرية .

الاخوان الذين ظلوا يمدون يد العون للنظام متى طلب منهم ذلك، وجدوا امامهم بنيات اعلامية و دعائية متكاملة لشن الهجمات المضادة ضد مطالب الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. ستجد القوى المشكلة للنظام في الاخوان المسلمين فرصتها السانحة لاعادة ترميم صفوفها بعد التصدع الذي هز كيانها بداية الثورة.

ستجد هذه الانظمة في الحركات الاسلامية خاصة، وفي الاحزاب الشعبوية عامة، تيارات سياسوية مهجوسة بالقيم و متكلسة بالانغلاق الثقافي ورفض الحوار و الاخر، تصعب عمليا و ميدانيا من مهام الثوار و محيطهم المتشبع بالقيم الديمقراطية الحقة.

إن الطرق التي تتعامل بها الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم بمصر و تونس أو تشارك فيه كما هو الحال بالنسبة لحزب العدالة و التنمية بالمغرب، تبين أن الاسلاميين بمختلف أطيافهم و توجهاتهم ليس لذيهم اي مشروع سياسي اجتماعي اقتصادي يمكن تنفيذه غير الحفاظ على الأوضاع القائمة و خدمة الرأسمال السائد.

لذلك، ليس غريبا أن تتعامل هذه الحركات و هي على رأس الدول التي تحكمها و كانها في المعارضة، تجيش أتباعها و موريديها و تزج بهم في الشارع الاحتجاجي ضد المعارضة، لانها تعلم أنها لا تحكم و لا يمكن لها ان تحكم مادامت تفتقد مشروع اجتماعي و اقتصادي و سياسي واضح يمكنها من الحكم.

ولذلك أيضا، لا يمل السيد بنكيران، رئيس الحكومة المغربية و رئيس العدالة و التنمية الاسلامي، من انتقاد غريمه السياسي الاصالة و المعاصرة و نعته بالحزب السلطوي.
فحزب بنكيران المهيمن على الحكومة ليس حزبا سلطويا بالنسبة لزعيمه رئيس الحكومة. وهذا نوع من خلط الاوراق و قلب المفاهيم ان لم تكن قمة المزايدات السخيفة التي تجد هذه الحركات الاسلامية نفسها مرهونة بتداعياتها الاكثر شعبوية باسم الدين.

لقد كفروا الدولة والمجتمع من اجل الوصول للحكم. و هم اليوم يكفرون المجتمع و يؤلهون نفس الدولة الكافرة ويعبدون اشد مؤسساتها قمعا و ديكتاتورية، متملصين من ما كانوا يعدون به الناس في الامس القريب. حيث اصبح الكذب و النفاق و تبدل المواقف و نكث العهد و التراجع عن الالتزامات .. سمة بارزة و خصلة مشتركة بين كل هذه الحركات اليمينية التي تتاجر بمصير الشعوب باسم الدين.



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد السلايلي - الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟