أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - ثورة ضايعة .. ضيعة ضايعة (1-2)















المزيد.....

ثورة ضايعة .. ضيعة ضايعة (1-2)


عادل أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقيقة لم أعد أعرف بماذا سأوصف منتجات الثورة السورية و أي نعوت ملائمة أستطيع اطلاقها على ثوارنا و معارضينا "الأكارم" ، فلم يعد لي حيلة مع هذه الثورة الضايعة سوى ترديد مقولة جودة أبو خميس في مسلسل ضيعة ضايعة : شو بدو يحكي الواح (الواحد أو المرء) ليحكي الواح ؟!. أي بما معناه أن كثرة الفضائح و البهادل في هذه الثورة قد أعيتنا و شوشتنا و لم نعد نعرف من أو ماذا يجب أن ننقد أولا ً، فمن حوادث الاغتصاب الجماعي إلى قطع الرؤوس و افتراس لحم الضحايا إلى السرقة و النهب و الخطف و السلب اقفز يا ثورجي و ارقص و لا تهتم أولست أنت من وهبت اذنيك إلى خطاب يدعي بأن الجمل بما حمل إنما هو ملكك أنت ، و ان الأرض السورية بناسها و نسائها و بما فوقها من بناء و تاريخ و أثار و سلاح و لحم ، و بما تحتها من ثروات و مياه و مجارير و صرف صحي هي ارث عريق حلال زلال قد جيره الله لك حتى جاء النظام السوري و بغفلة منك و من الزمن فهبش و نتش كل هذا لنفسه بينما كنت مشغولاً في بحوثك العلمية وفي تأليف السيمفونيات الرومانسية و ممارسة رقص الباليه و بناء جنة الديمقراطية على الأرض !!
ان قفز أحدهم على مقدمتي محاججاً بأنني وقعت في فخ التعميم و اتهمني بقصر النظر أو ألبسني ثوب العمالة و طلب مني الحديث أولاً عن براميل الجيش السوري فهذا أقول له بأنني قد تقصدت التعميم هذه المرة و عن دراية و اصرار ، لكنه ليس تعميماً للأفراد بل هو تعميم للأطياف الفكرية في المعارضة السورية يضعها جميعها في خانة المشاركة في حراك لم يفرز حتى الأن سوى المآسي و الألم ، و يتهمها بفض مكتوب كان عنوانه و بالخط العريض "دماء و دمار" و اصرارها على تلاوته كلمة كلمة و سطر سطر على رقابنا حتى الوصول إلى السلام عليكم أجمعين دون رحمة الله و بركاته ... أما قفزتي الحالية إلى التعميم و اسقاطي لمجاملات الاستدراك و الاستثناء فمصدرها هو أنني أؤمن بحكمة قديمة منتشرة في أغلب مجتمعات الأرض تقول بأن "الثالثة ثابتة" . و تعني هذه الحكمة أنه ليس من عذر لشخص وقع في نفس الخطأ للمرة الثالثة و يجب علينا عندها الحكم عليه و إلا فسنكون من الأغبياء و من ضعيفي الذاكرة و عديمي الحيلة... و للعلم فقط فأن هذه الحكمة في أغلب المجتمعات الغربية تسمح بالخطأ مرتين فقط .
عندما بدأت ماتعرف بالثورة السورية تحركها على الأرض و انتشرت المظاهرات التي تطالب بالحرية تعاملت السلطات السورية مع الحراك على مبدأ عدم الثقة من ظاهره المدني و عممت ما كانت تراه من عنف و كبت جنسي كامنين عند شريحة واسعة من الشعب السوري على كل من خرج إلى الشارع متظاهراً و قالت في سرها ان لم نسرع بالإحاطة بالأزمة بأي طريقة كانت فأن المكنونات العنفية المكبوتة ستنفجر في لحظة يرى فيها المايسترو أن التظاهر لن يأتي بجدوى اظافية ترجى و عندها سيغمر طوفان الدماء و الدمار كل شيء . و قتها أصدرت السلطات السورية حكمها ضمنياً على المتظاهرين و لم تبح به بشكل رسمي ، و كان الحكم يقول أن مايسترو الثورة الأكبر شيء و من يُنَظِر و يسوق لها أدبياً و فنياً شيء آخر و من يتكتل و يخرج جماعات كل يوم جمعة شيء ثالث . فالمنظرون هم غلاف براق متعدد الألوان و جذاب لكنه ناقص و عاجز لأنه في الواقع هو مسير و ليس مخير و فوق ذلك لا يملك أي خبرة سياسية . و الأهم من هذا كله هو عدم تلاحم هذا الغلاف مع كتلة اللب بل كل ما هنالك هو تماس سطحي بينهما في أحسن الأحوال و عند ساعة الحقيقة فان هذه القشرة ستزال في لحظة خاطفة لينفجر اللب في وجوهننا حسب أهداف المايسترو الكبير . و قد يرى البعض في هذا الحكم الضمني تطرفاً و تبريراً لكن الأحداث الدولية اللاحقة قد عززته بمثالين حيين .
الأول جاء بعدما أثبتت الثورة المصرية أنها بصيرورتها تعكس معادلة القشرة و اللب التي رأتها السلطات السورية ، ففي لحظة خاطفة انفجر محتوى الثورة المصرية و رمى بقشرة الليبراليين على الاسفلت لتدوسها شباشب الاخوان و تمرغ انفها في التراب ، ولولا غباء و اندفاع الاخوان بعد استيلائهم على الحكم و تعارض الرؤى الأميركية و السعودية حول نظام الحكم المصري لرأينا اليوم نفس الشباشب و هي تدوس على رأس أبو سنبل و أبوالهول و تمرغ انف مصر في التراب . و المثال الثاني جاء مؤخراً من اوكرانيا فبعد أقل من يومين على ابرام اتفاق بين الحكومة الاوكرانية السابقة و المعارضة يتم فيه تقاسم السلطة بينهما قفزت المعارضة في لحظة خاطفة على الاتفاق لتهبش اوكرانيا كلها و تضعها في حضن المايسترو الكبير فاتحة بذلك أبواب البلاد على صراع غير معروف مداه أو نتائجه .
كانت السلطات السورية ترى في لب المتظاهرين غالبية من شبان لم يكملوا تحصيلهم العلمي بالاضافة إلى العاطلين عن العمل و أرباب السوابق و بالأخص ممارسي التهريب منهم . و رأت فيهم كذلك الخامة المطيعة للخطاب الديني و الجاهزية لحمل السلاح عند أول نداء يوجه لهم . أي بما معناه و باختصار هم في عيون السلطات السورية عبارة عن خلطبيطة من (البروليتاريا الغوغائية و الدوغمائية الدينية) . و كان لهذه النظرة ما يعززها من المعلومات الاستخباراتية و من الاحتكاك المباشر مع عينات من المتظاهرين ، فعلى سبيل المثال كان من بين طلبات المتظاهرين في عدة قرى من ريف حمص الافراج الفوري عن مساجين جنائيين خطيرين اعتقلوا بتهمة تهريب المخدرات!!؟؟ و لكن هل كانت السلطات محقة في حكمها ذاك أم لا ؟؟ فلربما كانت مخطئة أو متعجلة في اصدار الحكم و لم تعطي الفرصة للمعارضين و المتظاهرين مما يعزز فرضية المعارضة التي تقول ان سوء التوجه من السلطات السورية في بداية الأزمة قد أوصل الأمور إلى ماهي عليه الأن و ان النظام السوري و من يواليه هم أهل العنف في هذه الأزمة ؟؟ للوصول إلى الاجابة المقبولة عن هذا التساؤل علينا التمحيص في افرازات المعارضة السورية و قراءة خطابها دون اهمال التفاصيل . و أهم من هذا كله علينا التمعن في رموزها و قياداتها الدينية و المدنية و الميدانية و احصاء الأخطاء مع تجنب اصدار حكم عند الخطأ أو (الكارثة) الأولى و الثانية و لنرى...هل يا ترى ينطبق على أخطاء الثورة مَثَلْ (كبوة فارس) كما يرد المعارضون ، أم هي (الثالثة ثابتة) كما يقول العقل ، أم هو المثل السوري الشعبي (شو بدي اتذكر منك يا سفرجلة كل عضة بغصة) .



#عادل_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمائم الفاتيكان لها من يقاتل لأجلها في سورية
- عدرا العمالية تشهد لجورج اورويل
- على رسلك يا حكم البابا .. إنه أكل الحصرم
- أطلال من ضيعة ضايعة تطرق على باب الحارة (1)
- المعارضة السورية..خوف ينتج خوف
- أبو عنتر السوري يتجنب الضوء (2-2)
- أبو عنتر السوري يتجنب الضوء (1-2)
- نهر قويق لم يستر عورتهم هذه المرة
- رقصة غجرية في سيرك النذالة
- هل هي اسرائيل الثانية ...لا انهم المريدون
- حدوتة كوسوفو تروى في سوريا
- إذا سادت الأمنيات في السياسة..سالت الدماء
- حرب الهيدرا في سوريا
- تأملات في دقيقتين و ثانية سورية
- الملائكة تفتي في سوريا
- الرئيس السوري يخاطب الحاوي
- لا تستخفوا بالنظام السوري
- بل أهل الشام من أدرى بشعابها 2-2
- بل أهل الشام من أدرى بشعابها (1)
- و لا عزاء للمتسائلين


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - ثورة ضايعة .. ضيعة ضايعة (1-2)