أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - أبو عنتر السوري يتجنب الضوء (2-2)















المزيد.....

أبو عنتر السوري يتجنب الضوء (2-2)


عادل أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تقتصر مفارقات منظري المعارضة على معاكسة العلاقات السياسية و العسكرية ما بين سورية و اسرائيل ، فقد ضرب ثورالربيع الهائج النواحي الثقافية و الفنية أيضاً و بقرنيه الاثنين ، الاعلام و العمليات العسكرية. ولم يوفر أبو عنتر السوري الفرصة المفتوحة له في وسائل الاعلام الخليجية و الغربية لمعاكسة الجانب الثقافي عند السوريين فتمددت اسقاطات كلمته (بالعكس..) و تورمت لدرجة عاكست فيها المبادئ الثقافية الأولية للسوريين و ناطحت بديهيات المعرفة عند الجيل الذي سبق سطوة الاعلام الوهابي الفضائي . و الأمثلة هنا كثيرة و لكن من أشدها معاكسة هو التبرير الذي صدر عن أحد كتاب الثورة النشطين حيث دبج مقال يبرر فيه للثورة ، و بالمنطق و الحجة ، قيام أبناءها من الاصوليين بقطع رأس تمثال أبو العلاء المعري في ادلب.
و جاء في المقال الذي نشر في موقع ايلاف الاكتروني و أعاد نشره موقع المعاكسة الأول على مستوى العالم ‌‌‌‌"كلنا لأجل سورية" ان حادثة قطع رأس التمثال لا يمكن أن تدل على توجهات أصولية لميلشيات الثورة بل (بالعكس..) فهي ان دلت على شيء فهو الغناء الفكري الذي للثورة و التنوع الثقافي و المعرفي المنتشر بين أطيافها ، و من اندفع من الليبراليين و الموالين للنظام و هاجم الثورة فهو المذنب لأنه لم يسمع صرخة التمرد في قطع رأس المعري فهذه الحادثة يجب أن ترى من منظور آخر يعكس الجرأة على كسر المحرمات السياسية و القدرة على تجاوز تابوهات القمع الموروثة !!. أنا شخصياً لا أعرف بعد هذا التوضيح و التنوير من الكاتب كيف أن الاستعجال أخذنا في الحكم و استسلمنا لعمى القلب و لم نرى قطع رأس التمثال من هذه الزاوية الحساسة ، لكن معلش.. عذرنا أن هذه الزاوية صغيرة جداً و ضيقة لدرجة لا تسمح حتى للكائنات الصغيرة بأن تتوارى فيها من الضوء و الإنارة .
الغريب في الخطاب المدافع عن مدنية الثورة السورية أنه لم يقترب مرة لا من قريب و لا من بعيد من ذكر مدى تأثير "الفكر المتمرد" الكاره للأصنام على جسم الثورة ، و على قوة دوره في كيانها المسلح و في أخذ قراراتها و صنع استراتجيتها ، و على مدى نفوذه في تشكيل مفهوم هذه الثورة عن دولة الغد الموعودة . لكن يبدو أنه هناك هيئات و دول لم تؤثر فيها معاكسات منظري الربيع السوري و لم تشوشها نعومة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب و لا اندفاعات الرفيق القديس جورج صبرا لأنهم قد قرأوا العمق الأصولي للمعارضة السورية من موقعهم المستقل عن التجاذبات الميدانية في سورية و البعيد نسبياً عن تأثير الاعلام الفضائي الأمروخليجي . و من هذه الدول لدينا دولة الفاتيكان التي تعتبر أكثر دولة في العالم تمتلك سفارات موزعة في كل مكان حيث أن كل كنيسة كاثوليكية هي في النهاية سفارة تابعة للكنيسة المركزية (الفاتيكان) تنقل لها كل أخبار الرعية و طبيعة علاقاتها و تفاعلاتها مع جوارها , و تخوفاتها و الأسباب العملية لهذه التخوفات .
عندما أرادت فرنسا فتح أفق دبلوماسي جديد للائتلاف السوري المعارض عملت على اجراء وساطة مع الفاتيكان لاجراء مقابلة للثنائي خطيب- صبرا مع البابا بندكتوس ، لكن الفاتيكان ردت بالرفض تحت شرط أن توضح المعارضة السورية موقفها من الحركات الأصولية و بالذات من تنظيم جبهة النصرة الذي ينمو في وسطها ، و تضمنت طلبات الفاتيكان أن يكون هناك تصريح رسمي و موثق تثبت فيه المعارضة ادعاءاتها بالتعددية و رفضها لكل ما يصدر عن طيفها الأصولي . لكن طلب الفاتيكان قد قوبل بالرفض و ألغي اللقاء بسبب شرطه التعجيزي بالنسبة للائتلاف . و سرعان ما ردت الثورة التي تعرف كيف تقتنص فرصتها الاعلامية دون شماتة أو تحوير , تماماً مثل موقع "كلنا لأجل المعاكسة" الذي اورد خبر استقالة بابا الفاتيكان باختصار و بساطة مع جملة قصيرة تقول ان البابا أعلن عن استقالته لأحساسه بالذنب !! لكن أي ذنب هذا و من ماذا و على ماذا فهنا تكمن مسؤولية القارئ في التفسير . و الثورة تتعامل بفعالية مع السوريين أيضاًً فهي صاحبة اصرار و حجة منطقية ، و عليه فقد انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي صور لثائر من الأخوة القديسين تجمعه مع عناصر مقاتلة اصولية من ريف ادلب حيث وصل إليهم بمغامرة ثورجية عبر تركيا إلى مدينة اليعقوبية المسيحية التي انسحبت منها القوات الحكومية و فروا سكانها منها (عدا بعض العجزة) قبيل اقتحامها من مقاتلي جبهة النصرة . و عاد ثائرنا بخبرية يطمئن فيها أبناء طائفته إلى أن المقاتلين قد استقبلوه بحفاوة في اليعقوبية و انهم قد صانوا أملاك السكان في البلدة الخاوية ، و كتأكيداً على كلامه عرض الأخ الثورجي دليل الثوار على تسامحهم مع اخوتهم في الوطن و هو اثبات يعتبر في قوته شهادة تاريخية أقوى من وثيقة ال "ماغنا كارتا" تسد عين كل متشكك و تخرس المتشدقين بالمعاهدات و المواثيق الدولية التي أصبحت في ظل الثورة السورية موضة قديمة لا تواكب المستجدات العصرية . و الدليل هو عبارة عن ورقة بيضاء غير مسطرة مكتوب عليها بخط يد خربشات عن تعهد بعدم مساس الأقليات بسوء و ذيلت الوثيقة بتوقيعين لاثنين من ألوية المعارضة دون وجود أي ختم عليها !! الحق يقال بأن بيوت المسيحيين و كنائسهم لم تتعرض إلى الأذى في اليعقوبية و لكن و بعيد دخول مقاتلي الجبهة الى البلدة سقط منهم سهواً فيلم فيديو قد صوروه بعفوية في باحة كنيسة البلدة حيث قاموا بعرض مصادراتهم من قمصان مطبوع عليهم صور مسيحية كدليل على نتاجات النظام السوري الغاشم الكافر و انتهى التصوير بطلب المصور من زميله أن يرمي هذه النجاسة من يده . لكن ما علينا فالثورة تمتلك ورقة العهد المكتوبة بخط يد و هي تقول عن التصريحات السياسية الرسمية و عن المعاهدات الدولية ما معناه : بالعكس..ان الاثباتات القوية و الفعالة في سورية الجديدة يجب أن تكون على شاكلة هذه الورقة لأنها تحوي بين سطورها كلام الرجال و وعد القبضايات و ألف باطل على من يخون العهد.
لم يغفل ثور الربيع السوري عن الوسط الفني فضربه بقرنه الاعلامي في بدايات الحراك عندما أصدر لائحة عار للمثلين الموالين للسلطة حيث سلب فيها الحق من الفنان بأن يخالف الثورة في ميوله و إلا فسوف يلبس العار عنوة و يتعرض للتشهير . و لم يتقاعس القرن العسكري للثورة عن القيام بدوره ضد الفن فابتدأ بتهديد الفنانين بالقتل و تجاوز حدود سورية إلى رجم بطل أعمال الماغوط دريد لحام في لبنان تحت بند تهمة أشمل من كلمة بالعكس وهي التشبيح . و لم نعرف هنا أين و متى شبح دريد لحام لكن هذا لا يهم فالقبضايات قالوا ذلك و لا عتب على كلامهم . و جاء قتل الفنانين السوريين كنتيجة منطقية لانفلات الثور الهائج فابتدأ الدرب بخطوة قتل الممثل الشاب محمد رافع بعد خطفه لتأتي مفاجأة الثورة للشعب السوري المصدوم من هذه الواقعة باشهار القتلة لنفس السلاح و قالوا: بالعكس فالثورة قد أراحت الناس من شبيح في رقبته ذنب جحافل من الضحايا و أعطوا دليلهم الموثق على ادعاءهم هذا و هو نفس الورقة اياها و قد سطر عليها خربشات عن أسماء لرجال و عن تحية موجهة لضابط أمن ادعوا بأنهم وجدوها مع الضحية .
على أي حال أن من أسس لمبدأ المعاكسة و توغل في استخدامه لضرب كل دليل يوجه ضده كان هو أول من دفع ثمن اللعب بالحقائق و تزوير الوقائع , و الدليل الذي لا يمكن معاكسته هو العدد الكبير من القتلى الذين سقطوا مؤخراً في صفوف عناصر الجيش الحر في حلب القديمة و ريفها الشرقي و الجنوبي و بالذات ضحايا نكتة فتح دمشق السمجة التي فشلت في كل مرة في اضحاك الثورة السورية و انتهى تكرارها بكوارث على المهاجمين ممن وقعوا ضحية لاعلامهم الثورجي الذي أدمن عكس الحقائق و أوهم مقاتليه بأن أسوار دمشق تنتظر فتحهم المبين فكان أخرهجوم لهم مصيبة عليهم حيث انتظروهم جنود الجيش السوري وهم يدخنون أراكيلهم بثقة على الحواجز ليتم صد الهجوم و تصفية كل المهاجمين الذين تبعثرت جثثهم على الأرصفة و خلف الزوايا دون أن تجد من يسحبها ليقوم بدفنها و الصلاة عليها و لكنها وجدت من يقول فوقها نكتة سمجة اخرى تقول أن أستاذاً سأل مرة طالب غبي كان يخربش على ورقة بيضاء : هل تستطيع أن تعرف لي الثورة فرد الطالب و قال أن الثورة هي زوجة الثور...الثور الأكبر ذو القرنين .



#عادل_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو عنتر السوري يتجنب الضوء (1-2)
- نهر قويق لم يستر عورتهم هذه المرة
- رقصة غجرية في سيرك النذالة
- هل هي اسرائيل الثانية ...لا انهم المريدون
- حدوتة كوسوفو تروى في سوريا
- إذا سادت الأمنيات في السياسة..سالت الدماء
- حرب الهيدرا في سوريا
- تأملات في دقيقتين و ثانية سورية
- الملائكة تفتي في سوريا
- الرئيس السوري يخاطب الحاوي
- لا تستخفوا بالنظام السوري
- بل أهل الشام من أدرى بشعابها 2-2
- بل أهل الشام من أدرى بشعابها (1)
- و لا عزاء للمتسائلين
- تلفن جوبيه...هيدا جوبيه هيدا
- حتى أنت يا ميسي
- سوريا الوسيلة .. سوريا الغاية
- سوريا الصامتة بين الشبيحة و الموتورجية
- وجهة نظر سورية
- تساؤلات سورية غير مشروعة (2)


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - أبو عنتر السوري يتجنب الضوء (2-2)