أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - تكنولوجيا ?......أم نرقَّص النسوان














المزيد.....

تكنولوجيا ?......أم نرقَّص النسوان


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المؤسسات البحثية و المؤسسات التعليمية الفعالة، هي وحدها المرشحة للقيام بإخراجنا من دائرة التخلف، ولابد من مشاركة الإعلام في خلق المثال والقدوة التي يتجه إليها الشباب بأبصارهم وضمائرهم، أسوة تعمد إلى تفعيل قواهم واستنهاض هممهم، والكف عن توجيه الأضواء صوب النماذج غير الفاعلة التي لا محل لها في وقت شدة الأمة واستنهاض الهمة وحشد الطاقات. فالأمة الآن تحارب معركة وجودها، وتناضل ضد أعداء يريدون إهلاكها، ومن العبث والسفه مواجهة ذلك بنقر الدفوف وهز الوسط والنفخ في المزامير وترقيص البنات شبه عاريات في فضائياتنا. فالقدوة التي تُحتذى هي العالِم والباحث والتقني والمهندس والمثقف والمبتكر والحرفي وكل من يشارك في إعلاء قيمة العمل والعلم. ومن الأهمية بمكان التنبه إلى تأثير الإعلام في إحلال قيم بديلة سلبية في المجتمع، مثل تعظيم قيمة المال والثراء والكسب، حتى غير المشروع، بدلا من تعظيم العلم والعلماء، فتلك كارثة تعطل المد العلمي وترسخ التخلف.

فبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، اعترف عقلاؤها بأن هزيمتهم بدأت في المختبر -"المعمل -" ويتعين على عقلائنا القول بأن أمتنا الإسلامية مهزومة في المدرسة والجامعة والمختبر والمصنع والحقل والإعلام ومركز البحث العلمي. ولا يكفى تعليل هذه الهزائم بنظرية المؤامرة على صحتها إذ ينبغي الإقرار بمساهمتنا الوافرة في هزيمة أنفسنا بأنفسنا. وجامعاتنا لا تنتج أي معارف جديدة، ولا تعلم طلابها سوى القديم، شأنها في ذلك شأن باقي جامعات العالم الثالث المتخلف والتي قد تكون جهود علمائها القليلين مفيدة في غير بلادهم، وهى متقاعسة أي الجامعات عن أداء أهم أدوارها وهو الاضطلاع بالنشاط البحثي. ولابد من الإقرار بأن البحث العلمي لدينا في مأزق شديد ولكي نقيله من عثرته يجب الشروع فوراً في بناء بنية تحتية لتدريس العلوم وإجراء الأنشطة البحثية، وبناء المختبرات والمكتبات العلمية، وتكوين الجماعات العلمية الوطنية، والقضاء على الأمية العلمية، واللحاق بالأفكار العلمية الجديدة، ومن الأهمية بمكان تفعيل دور الجامعة كمؤسسة بحثية فإن الغرب لن ينقل إلينا التكنولوجيا التي أنفق الكثير للحصول عليها ما لم تكن من تكنولوجيا الماضي التي تقادمت، ومن يريد تكنولوجيا الحاضر عليه إعادة اكتشافها بنفسه، فالغرب لن يبيع لنا تكنولوجيا الحاضر التي تمثل له الدجاجة التي تبيض ذهباً.

وليعلم رجال السياسة والسلطان أنه ما من قوة حقيقية دون علم وبحث علمي يولد القدرة التكنولوجية، فالتكنولوجيا هي ابنة العلم. وعندما حاول السلطان العثماني سليم الثالث منافسة الغرب في صناعة المدافع وقع في خطأ طلب التكنولوجيا من دون نقل العلم الذي تقوم عليه هذه التكنولوجيا، وهو الخطأ الشائع الذي مازالت تقع فيه بلدان العالم الثالث إذ تقوم -"باستيراد-" التكنولوجيا أو شراء المصانع -"تسليم مفتاح-"، بدون الإحاطة بالقواعد العلمية التي تولدت منها هذه التكنولوجيا، لذا يتعذر على هذه البلدان تطوير هذه التكنولوجيا إذ جهلت الأسس العلمية التي قامت عليها. وكان السلطان سليم الثالث قد افتتح في سنة 1799 مدارس لتدريس الرياضيات والتعدين وعلوم المقذوفات، وجلب من فرنسا والسويد مدرسين للتدريس في هذه المدارس بقصد مجاراة أوروبا في صناعة المدافع، وهذا طيب، ولكنه اكتفى بذلك دون إحداث قاعدة للبحث العلمي تتولى إحداث تطوير تكنولوجي يمكّنه من التفوق، فلم يحقق أهدافه المرادة في التفوق على الغرب ومنافسته، وإن اقتصر الأمر على مجاراته لبعض الوقت. تُرى أين نحن الآن من ذلك كله؟



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيَّ الدنيا كده من زمان - شوف إزاي
- في ظل الحكم الديني أكل المسلم لسانه ليحافظ على عنقه
- الزنا السياسي
- لذلك أرفض الحكم باسم الدين:
- لن تتحقق للمسلمين العدالة وإن صلوا وإن صاموا
- هيا ننصب باسم الدين
- كيف يتحول رجل الدين إلى رجل بلا دين
- اقرأ هذا المقال قبل انتخاب الفريق السيسي
- هل تعلمون من هو أفضل مرشح للرئاسة
- 3- تأويل مختلف لسورة الإسراء-المراجع
- 2- تأويل مختلف لسورة الإسراء - المقال الثاني
- تأويل مختلف لسورة الإسراء - المقال الأول
- 6- المقال الختامي في سلسلة مكان المسجد الأقصى المذكور في سور ...
- هذا هو مكان المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء(ج5)
- 4- مكان المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء(المقال الرابع ...
- 3- مكان المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء(المقال الثالث ...
- 2- مكان المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء(المقال الثاني)
- أين هو المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء؟ المسجد الأقصى ...
- 16 - خاتمة مقالات تفنيد العروج
- 15- أصل حكاية نهري دجلة والفرات اللذين في الجنة- المقال الخا ...


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - تكنولوجيا ?......أم نرقَّص النسوان