أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - الببلاوى فدائيا














المزيد.....

الببلاوى فدائيا


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 20:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



فى أعقاب ثورة يونيو2013 وإعلان خارطة الطريق بدأ الرئيس المؤقت الستشار عدلى منصور اتصالاته مع الشخصيات السياسية التى تحظى بالقبول من جانب القوى المؤيدة للخارطة ومن بينها حزب النور السلفى، لكى يختار من يتولى رئاسة الحكومة، ولم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، فممثلو الشباب والثورة يعترضون على الأسماء المحسوبة على نظام مبارك كما يعترضون كذلك على من سبق تعاونهم بأى شكل من الأشكال مع الدكتور مرسى، وممثلو حزب النور يعترضون على من يعتبرونه محسوبا على جبهة الإنقاذ! ،وبقية الرموز الإسلامية (ومعهم حزب النور أيضا) يعترضون على من يعتبرونه ممثلا للتيار العلمانى !، .....وأما الذى يتم عليه التوافق بين هؤلاء وأولئك ( ونادرا ما كان يتم التوافق ) فقد كان يسارع إلى الإعتذار عن قبول التكليف لكى ينأى بنفسه عن مهمة كانت تبدو للكثيرين أشبه ما تكون بالمهام الإنتحارية التى لن يكتب لها على الأرجح إلا نسف الرصيد السياسى لصاحبها والقضاء على مستقبله السياسى تماما ، ...المجتمع المصرى كان يبدو وكأنه منشق على نفسه بين مدنيين وإسلاميين ، والأحوال الإقتصادية والأمنية بالغة التردى ، المصانع المتوقفة تتزايد أعدادها يوما بعد يوم، والسياحة ممعنة فى التراجع ، والفساد والبيروقراطية ضاربان فى الأعماق حتى النخاع ، ومعدل النموالإقتصادى فى مجمله أصبح أقل من معدل النمو فى عدد السكان ( وهذه وحدها كارثة كبرى) ، وبالتالى فقد بلغت معدلات البطالة أرقاما قياسية وتآكل الرصيد الإحتياطى من العملات الصعبة، وأصبت مصر على حافة الإنهيار الإقتصادى الوشيك ، كل هذا فى الوقت الذى ارتفعت فيه سقوف المطالب والأحلام لدى جماهير الناس ولم تعد تقبل إلا بنتائج سريعة وملموسة ...وفى لحظات معينة بدا كأن قبول شخصية معينة ذات وزن يعتد به لتشكيل وزارة خارطة الطريق هو أقرب مايكون إلى المعادلة غير القابلة للحل فالذين قبلوا بالمهمة أو تحمسوا لها لم يتوافق عليهم الجميع، والذين توافق عليهم الجميع نأوا بأنفسهم عنها!، وكان لابد للخروج من هذه الورطة من شخصية لا تضع حساباتها الشخصية فوق كل الحسابات، ولا تقبل أن تتخلى عن أداء واجبها الوطنى كواجب عاجل فى حد ذاته بغض النظر عن انعكاساته على مستقبلها السياسى ، وكان حازم الببلاوى هو هذه الشخصية الفدائية!! . ومنذ اللحظة الأولى التى تولى فيها مسئولية الحكم كانت سياسته تنبىء عن وعى حقيقى لا بحجم التحديات والأخطار التى تواجهها مصر فحسب، ولكن ـ وهذا هو الأهم ـ عن وعى حقيقى بحجم الأخطار التى يمكن أن تواجهها إذا ما انزلقت إلى تلبية تلك الدعوات الغلوائية المتطرفة التى يدعو إليها بعض المراهقين فكريا أو بعض المزايدين سياسيا فى عدد من المنابر الإعلامية... ومنذ الأيام الأولى لتوليه مسئوليته، بدأت حكومة حازم الببلاوى تواجه ليس فقط تلك المشكلات الإقتصادية المزمنة التى كانت تعلم حجمها سلفا، وليس فقط تلك المشكلات الأمنية المستجدة التى ترتبت على مواجهتها لجماعة الإخوان المسلمين والتى كشفت عن وجود تنظيمات مسلحة عديدة تحت الأرض ، لم نكن نعلم ، وربما مازلنا لا نعلم ماهو حجمها ولا ما هو مداها على وجه الدقة والتحديد، ...منذ الأيام الأولى لتوليه مسئوليته بدأ الدكتور حازم الببلاوى يواجه ليس فقط تلك المشكلات سالفة الذكر، ولكنه بدأ يتعرض أيضا لما هو أخطر من كل ذلك ، وما هو أخطر يتمثل فى رأيى فى تفشى النزوع إلى جنى المكاسب الشخصية أو الحزبية أو الفئوية دون نظر أو اعتبار إلى مصلحة الوطن ككل ...يكفى أن نشير إلى بعض النشطين السياسيين وبعض الإعلاميين الذين لم يكن لهم هم إلا أن يحققوا قدرا من النجومية من خلال الطعن فى حكومة حازم الببلاوى واتهامها بما هو فيها وما هو ليس فيها، وكأنما هم وحدهم من ينفردون بالوطنية ومن يملكون وحدهم مفاتيح الحل لكل مشكلات مصر، وقد وصل بهم الأمر فى تجريحهم للببلاوى وتعليقهم لكل مشاكل مصر فى رقبته، وصل بهم الأمر إلى حد أنهم كانوا يتهمون حكومته بالشىء ونقيضه فى آن واحد فهى حكومة متراخية عندما لا تتخذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، وهى متنكرة للحرية ومهدرة لحقوق الإنسان عندما تصدر قانون منع التظاهر أوعندما يصدر فى عهدها حكم بالحبس لبعض التلميذات المنتميات إلى جماعة الإخوان . يبقى أن نقول إن حازم الببلاوى نموذج وطنى حقيقى تولى المسئولية بأمانة وتجرد فى ظل مرحلة بالغة الصعوبة والحرج علا فيها صوت المتشنجين وتجار الشعارات وأصوت الباحثين عن المكاسب الشخصية والفئوية. وقد دفع الثمن فى النهاية كما يدفعه أى فدائى حقيقى، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن بالضرورة هو:هل سينجح محلب فى تحقيق ما عجز عنه الببلاوى أم أننا فى الحقيقة إزاء فدائى جديد ؟؟.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الميج 29
- استراتيجية الإخوان
- هويدى يدافع عن الإرهاب
- عن المادة 204 وأخواتها
- عن مشروع الدستور الجديد
- إبراهيم باشا
- أطفال الشوارع: الحل البرازيلىٍ
- أمكنة صبرى موسى
- عن إصلاح الإصلاح
- من أين جاء بالغبار؟؟
- حتى لا نضطر إلى ثورة أخرى!
- النص الغائب عن الدستور
- الإخوان والصندوق
- هيكل والسيسى
- الببلاوى: رئيسا للحكومة!
- مكرم : الأستاذ
- نتيجة التحقيق فى بلاغ وزير الثقافة
- وحيد المقال: وزيرا للثقافة
- مجلس الشورى وعصر: -الفسادات-
- مجلس الشورى والتشريع


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - الببلاوى فدائيا