أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمين شمس الدين - جوهر السياسة العنصرية لألمانيا الفاشية في الأراضي التي احتلتها بشكل مؤقت في شمال القوقاز















المزيد.....


جوهر السياسة العنصرية لألمانيا الفاشية في الأراضي التي احتلتها بشكل مؤقت في شمال القوقاز


أمين شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 11:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جوهر السياسة العنصرية لألمانيا الفاشية
في الأراضي التي احتلتها بشكل مؤقت في شمال القوقاز*
في الأعوام1942-1943
بقلم : إبراهيمبيلي خ. م.

رغم أن حقيقة فشل السياسة العنصرية التي انتهجتها ألمانيا الهتلرية، وإخفاق النظام الألماني الفاشي في أراضي شمال القوقاز المحتلة مؤقتاً موضحة بشكل جزئي في مؤلفات العلماء السوفييت(1)، وكذلك في الأبحاث المتعلقة بمشاركة مناطق وأقاليم وجمهوريات مختلفة في القوقاز في الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية)(2)، إلا أن الأمر لا يزال بحاجة إلى توضيح وتفصيل أكثر، إضافة إلى أن المؤرخين في الغرب وخصوصاً المؤرخين الأنجلو- أمريكان وفي ألمانيا الغربية (الليبراليين والمحافظين على حد سواء) يصدرون كتباً ومقالات عديدة تشوّه دور الشعوب السوفييتية، ومن ضمنها الشعوب القوقازية في الحرب العالمية الثانية، ودور سياسة الاتحاد السوفييتي القومية. إلى جانب ذلك يُبرّرون الأعمال العدوانية التي قام بها المحتلون الألمان تجاه المواطنين القوقازيين.
في هذا المقال سنوضح وبشكل مختصر كيفية إفلاس الأيديولوجية الفاشية والحرب النفسية التي استخدمتها النازية أثناء معركة القوقاز، وكذلك خطط ألمانيا الفاشية من أجل احتلال القوقاز، وإقامة "نظام حكم جديد" على أراضيه، وفضح دور القيادة العسكرية - السياسية العليا في ألمانيا لتحقيق "إعادة تنظيم القوقاز"، وكذلك فضح السياسة " الخاصة " تجاه شعوب هذه المنطقة، إضافة إلى كشف زيف علاقات "الإخلاص" و "الموَدّة" التي حاولت قيادة جيش "A" والجستابو ووزارة "شؤون الشرق والشعوب القوقازية" وغيرها من الفصائل المحتلة إظهارها أمام الجميع. (وينطبق هذا تماما على ما تحاوله اليوم الولايات المتحدة والغرب من إعادة تنظيم خارطة العالم، وخصوصا "خارطة الشرق الأوسط الجديد").
أعطت القيادة العسكرية - السياسية وكذلك القيادة العليا وقيادة الأركان العامة للقوات المسلحة لألمانيا النازية منطقة القوقاز أهمية واعتبار خاص في خططها المبرمجة لغزو الاتحاد السوفييتي. آخذين بعين الاعتبار أهمية القوقاز الكبرى من الناحية العسكرية - السياسية والإستراتيجية والاقتصادية.
"إن أجهزة الدعاية الألمانية لم تدّخر جهداً لتجميع كامل قواها وبإصرار لنسف قوّة الروح المعنوية لدول الخصم.." (3).
كان من ضمن خطة "إيديلفايز" للقيادة العليا وبشكل شخصي لـ هتلر تقسيم وشق المجتمع القوقازي ذي الشعوب العديدة، المتعايشة معاً بصداقة، وحثّها على الوقوف ضد الشعب الروسي.
إن إدارة غيبيلز وكل الدوائر الإعلامية لـ "الفيرماخت" لم يفهموا إطلاقاً الخصال الروحية لشعوب القوقاز الجبلية ولقوزاق التِّرِك وكذلك الحال لجميع شعوب الاتحاد السوفييتي، التي تغيرت خلال مرحلة السلطة السوفييتية للبلاد.
إن محاولات تغيير هُوية شعوب الاتحاد السوفييتي لِتُطابق هوية شعوب البلدان الأخرى، التي انهارت وتراجعت أمام الإعلام الفاشي.. كان واحد من الأسباب المهمة لفشل وإخفاق الخطط الأيديولوجية والجهود المبذولة للدوائر الألمانية في شمال القوقاز؛ والتي كان من أهدافها أيضاً نشر سموم الأيديولوجية الفاشية في وعي وإدراك المواطنين السوفييت، وخلق نفسية مضادة للسوفييت وللنظام القائم وإشعال نار النزاع والعداوة القومية بين شعوبه(4)، وبالتحديد ما بين الشعوب القوقازية والشعب الروسي بالذات.
ومن الجدير بالذكر أن السياسة التي كانت تنتهجها قيادة مجموعة "A" والجستابو وغيرها هدفت للتخطيط من أجل تفتيت الشعب السوفييتي تحت شعار "التحرير من البلاشفة" وذلك عن طريق فصل الفئة الواعية من المواطنين عن الفئة "المتخلفة" برأيهم والمقصود بها الفلاحين (5). ونشروا دعاياتهم المغرضة وكأنهم أتوا يحملون معهم " الحرية الكاملة والسعادة والثراء " للشعوب الجبلية.
ومن أجل تنفيذ مآربها قامت الإدارة العسكرية الفاشية بإنشاء فرقة "براندينبورغ -800"، التي خضعت بشكل مباشر وشخصي لأمر الأدميرال كاناريس ف. وكان أفراد الفرقة المذكورة مهيأين بشكل خاص للقيام بهذه المهمة.. فقد كانوا يلمّون بشكل جيد بعادات وتقاليد الشعوب القوقازية(6).
كان من أهداف فرقة "براندينبورغ - 800" الرئيسة إضعاف السكان القوقازيين من الناحية المعنوية "عن طريق نشر الدعايات وبث الفتن بين الأقليات القومية" (7). وتنظيم العصيان والتمرد وأعمال التخريب والإرهاب خلف خطوط الجيش السوفييتي.
لقد عقدت القيادة الهتلرية آمالاً كبيرة على مساعدة المهاجرين القوقاز لها وغيرهم من العملاء الفاشست، الذين زجّت بهم الحكومة التركية في القوقاز من أجل نشاطات تخريبية ضد الاتحاد السوفييتي.
كما كان من ضمن مخططات عملية "إيديلفايز" أنه بعد احتلال القوقاز - الشروع في التدخل في أراضي تركيا وإيران ومن ثم بمساعدتيهما إنشاء " دولة القوقاز" - دُويلة حاجزة تحت رعاية وحماية تركيا. وبعد ذلك دفْعْ جيوش هتلر نحو الشرقين الأدنى والأوسط. ومن ضمن ذلك تم إرسال أليدزاييف ر. من "حركة القوزاق الأهلية" التابعة للجيش الأبيض (أو الجيش المنشفي، الذي قاوم الثورة البلشفية ولكنه انهزم في النهاية).
وكان روزنبيرغ (أحد القادة الهتلريين) قد رفع في الثاني من شهر نيسان عام 1941م تقريراً لهتلر نفسه يشرح له فيه عن توقعاته بانهيار الاتحاد السوفييتي بشكل تلقائي إلى عدة مناطق: "روسيا العظمى" أو "موسكوفيا" ، "روسيا البيضاء" ، "أوكرانيا" ، "القرم"، "البلطيق" ، "القوقاز" و"تركستان" (8). وفي مذكرة أصدرها في الثامن من شهر أيار عام 1941م تنبأ روزنبيرغ بتجزئة أراضي الاتحاد السوفييتي إلى "قوميساريات الرايخ" (مفوضيات الرايخ)، التي سيكون لكل جزء منها اعتبار سياسي مختلف. وكما جاء في المذكرة نفسها فإن القوقاز والمناطق المحيطة به من الشمال ستصبح دولة فيدرالية يمثلها بصلاحيات مطلقة شخص يتبع لألمانيا (9). لقد خطط هتلر وزمرته لتحويل القوقاز إلى "مفوضيات الرايخ" (10).
وحسب مشروع روزنبيرغ، فإنه في شهر تموز عام 1941م كان سيتم شطر مفوضيات الرايخ في القوقاز إلى مفوضيات عامة: "أذربيجان" ، "جورجيا" ، "القوقاز الجبلية" ، "كوبان" و "ستافروبول" تكون تابعة بشكل عام إلى مفوضية "القوقاز".
ومن جهة أخرى أيضاً ظهرت نوايا لإقامة مفوضيات رئيسة مثل "أرمينيا" و "كالميكيا". أما بخصوص الداغستان فقد كان ينظر إليها بشكلين: الأول - إنشاء مفوضية رئيسة تسمى "داغستان"، والآخر - ضم الداغستان إلى "مفوضية القوقاز الجبلية" (11).
كان المخطط أبعد من ذلك: تجزئة مناطق القوقاز وقومياتها إلى أجزاء أصغر، تهدف إلى تفريق حتى أكثر الشعوب تقاربا وخصوصاً الشيشان والإنجوش عن بعضهم البعض؛ هذين الشعبين الذين شكلا معاً جمهورية الشيشان - إنجوش السوفييتية الاشتراكية ذاتية الحكم(12).
وعن طريق تنفيذ "التجربة القوقازية" استهدفت خطط ألمانيا الهتلرية تدمير وحدة وتماسك الشعوب القوقازية، وخلق ظروف عِداء بينها.
يتضح صحة ما سبق من مذكرة روزنبيرغ نفسه فيما يخص "مسألة الوحدات العسكرية في القوقاز"، التي رفعها إلى الفوهرر في الثامن والعشرين من شهر أيار عام 1942م، واقترح فيها: "إن تفريق هذه القبائل والشعوب عن بعضها البعض، لا شك بأنه سيُسهّل على القيادة الألمانية السيطرة عليها.. أما فيما يخص أعداد المجموعات التي سيتم تفريقها عن بعضها البعض فستحدِّدها اعتباراتنا العسكرية (13).
ولأجل تحقيق كل هذه المهام بأسرع ما يمكن، شارك في وضع الخطط ريبين تروب أيضاً. ففي محادثاته التي أجراها في برلين صيف عام 1942م قام ريبين تروب باستدعاء المهاجرين من المناشفة (البيض أو المعادين للنظام الاشتراكي). وتم اختيار شخصية غامضة جداً باسم الأمير باغراتيون موخرانسكي بصفته "وريث الحكم في جورجيا" (14) .
وهكذا وباستخدام تصريحات معينة، وكأن الذي يجري يقصد به عمل خير للشعوب تحت مُسَمّى "نظام جديد"، قام المسيطرون على السياسة الألمانية مع ما يتصفون به من مكر واحتيال بتصوير أعمالهم السياسية في القوقاز وكأنما هي "تتوافق مع مصالح الشعوب القوقازية" (15). أما في حقيقة الأمر فقد كان في ذهن الألمان الفاشست حرمان هذه الشعوب حتى من استخدام لغاتها. لذا عزم النازيون على إجبار القوميات القوقازية على استخدام اللغة الألمانية كلغة في حياتهم اليومية (16).
هذا ومن أجل تحقيق أهدافهم المغرضة وتعزيز نظامهم الاحتلالي، عزم النازيون كذلك على إقامة " دويلات " حاجزة تترأسها حكومات قرة- قوزية تم اختيارها بعناية من قوقازيي المهجر، الذين انتموا إلى المناشفة وغيرهم من المنبوذين في المجتمع.
لقد قام المحتلون الألمان باصطناع مثل هذه "الحكومات" القرة- قوزية في جمهورية قباردينو- بلقاريا. ترأس هذه الحكومة الأمير السابق سليم شادوف وأعضاء من أسرة الأمراء بليتا شاكوف و قسيم بيشتُكوف والكولاك (الإقطاع) أوزدينوف أ. و عليخان بوشكوف. ومن المهاجرين البيض دولت-غيري تافْكيشيف و شامل شُكمانوف (شابوشنيكوف). وهذا الأخير عاش قبل الحرب في تركيا وفرنسا وغيرها من الدول. أما قسيم بيشتُكوف فقد سبق وأنهى مدرسة الاستخبارات الفاشية(17) .
"وفي نداءٍ موجه للشعبين القبارديني والبلقاري" تم إذاعته في مدينة نالتشيك من قِبل "حكومة" القرة- قوزات، التي سُمّيت "ممثلية مصالح قباردينو-بلقاريا" جاء فيه بأنها أُنشئت (أي تلك الحكومة) "بهدف إصلاح وتنظيم الحياة الطبيعية في البلاد؛ بموافقة القيادة الألمانية"، وبهدف إلغاء الحكم السوفييتي ومحو النظام الاشتراكي في قباردينو-بلقاريا. وكان من ضمن وظائف تلك "الحكومة" تنظيم وضمان إمداد الألمان بالفرق العقابية والبوليسية القاسية، وبفيالق أهلية لمقارعة الوطنيين السوفييت والفدائيين، إضافة إلى إمداد الجيش الألماني النازي بالمواد الغذائية والخيول والأعلاف وبوسائل النقل اللازمة، وتطبيق "نظام جديد" فاشي في حياة السكان في الأراضي المحتلة(18) (تماماً كما فعلت ألمانيا مع الدول الأوروبية الأخرى المحتلة من قِبَلها).
كما ورد في "إشارة صادرة في الثامن والعشرين من شهر آب عام 1942م، إلى الوزير المفوّض على المقاطعات الشرقية المحتلة" من قِبَل مجموعة "A"لقيادة الجيش.. أكدت القيادة الهتلرية وبشكل قاطع؛ بأنه وعند القيام "بإعادة تنظيم منطقة القوقاز" ومنح شعوبها الملكية الخاصة فإنه "يلزم قبل كل شيء الاهتمام بشأن الأهداف السياسية والاقتصادية لألمانيا عند تلبية رغبات الشعوب القوقازية، بحيث لا يؤدي ذلك إلى نسيان (أو إهمال) تلك الأهداف" (19) . وبعبارة أخرى يشير الحديث إلى استعباد الشعوب القوقازية بشكل كامل.
بعد احتلال جزء من أراضي شمال القوقاز، بدأ الهتلريون مباشرة بتطبيق ما يسمى بـ "سياسة الأرض". علما بأم الهدف الرئيس من " النظام الجديد " لاستغلال الأرض هو- الاستثمار السريع للمكامن الطبيعية وللقوى المنتِجة في المناطق المحتلّة لمصلحة "الرايخ الثالث ".. ومن أجل ذلك ودعماً لمجموعة "A" العسكرية تم إرسال الخبراء والمهندسين الألمان في مجال "الاستصلاح الاقتصادي" للمنطقة. وعُيّن الجنرال كيوسْتْرينغ إ. مستشاراً "لشؤون الشعوب القوقازية والقوزاق". وكيوسترينغ هو الملحق العسكري السابق لألمانيا في موسكو. كما حضر إلى منطقة القوقاز الشمالي ومنطقة كوبان فريق اقتصادي من القيادة العسكرية العليا الألمانية (فيكادو)، يمثله الضباط آديمير، فيلير، شوومان. قام فريق فيكادو في حقيقة الأمر "بعمليات سلب ونهب لجميع احتياطيات المواد الخام والمواد الصناعية من المستودعات والمنشآت والعنابر ومن محطات القطارات وغيرها.." (20). كما أقام النازيون هنا (تماماً كما هو الحال عند الدول المحتلة الأخرى) "نظام جديد " مزعوم، وأسسوا مأمورية عسكرية - ميدانية ودوائر الجستابو (البوليس الفاشي السّري) وقوات الدَّرَك، التي مارست جميعها أعمالاً إجرامية شنيعة بأسلوب "عدم التفريق ما بين الأوكرانيين والقوقازيين والأرمن وغيرهم من الأقوام". فهم عذبوا وقتلوا وشرّدوا مئات الأسر الأوكرانية والروسية والجورجية والأرمنية والأذربيجانية وأُسَر القبرطاي والبلقار والداغستان والأوسيت والشركس واليهود والشيشان والإنجوش..الخ (21).

وتم تقسيم مدينة مالغوبيك الشيشانية - الإنجوشية إلى تسعة مواقع، على رأس كل منها عُمْدة؛ يدعمه رجال البوليس تم اختيارهم من عناصر المجتمع المنبوذة، والمجرمين ذوي السوابق والخونة. وخضع جميع هؤلاء مع عُمْداتهم لأوامر القائد العسكري الفاشي للمدينة الملازم أوبر - ليتينانت ليندِمان (22).
وقامت الفرقة الآلية المصفحة SS "فيكينغ" أثناء تراجعها إلى مدينة مالْغوبيك، بعد هزيمتها أمام القوات السوفييتية بتدمير المدن الروسية والقرى الشيشانية والإنجوشية والمؤسسات والمدارس والأبنية.
أما شعارات ودعايات الهتلريين وكأنهم أتوا " لتحرير " و " إسعاد " الشيشان والإنجوش فقد كشفت تصرفاتهم الوحشية زيفها، عند قصفهم بالمدافع الثقيلة القرى المأهولة الآمنة. قام الألمان بنيران أسلحتهم بقتل الشيشان والإنجوش في مدن وقرى نزران و نصير-كورت و بينوي- يورت و بسيداخ و موندَرْ- يورت و ناؤور السفلى وغيرها..(23).
وقد سبق وصرح القائد الألماني غيبيلز في الثامن عشر من شهر تشرين أول عام 1942م بأن الألمان سيضعون يدهم في القريب العاجل على أغنى مناطق أوروبا بمادة النفط. لقد جاء الألمان للاستيلاء على أغنى مناطق القوقاز بالنفط. علماً بان قيمة الخسائر التي ألحقها الألمان بالسكان وبالاقتصاد في منطقة القوقاز بلغت أكثر من 40 مليار روبل (في ذلك الوقت).
إلاّ أن الألمان النازيين لم يمكثوا طويلاً في القوقاز. فخلال "معركة القوقاز" التحم القوقازيون وبجانبهم الروس، مساهمين معاً بطرد العدو من القوقاز. واستطاعوا إلحاق هزيمة ساحقة بأفضل الجيوش الهتلرية - جيش SS المعروف..
إن الشعوب القوقازية التي ساهمت جنباً إلى جنب مع الروس تحت لواء واحد هو الجيش السوفييتي، قاموا بدحر جيوش ألمانيا الفاشية من القوقاز ومن مناطق روسيا كلها، ودخلوا أوروبا يطاردون فلولها حتى وصلوا برلين ورفعوا راية النصر على مبنى الرايخ في عقر دار الفاشيين أنفسهم. وهذه الشعوب هي: الأذربيجانيون، الأرمن، الجورجيون، الأديغا، الشركس، الشيشان، الإنجوش، الأوسيت، القبرطاي، البلقار، القاراتشاي، الداغستان، الأبخاز، الأدجار، الأكراد، التاتي (التاتا).
وهكذا، لم يتحقق هدف السياسة الألمانية الفاشية: "للسيطرة على القوقاز والإشراف على الحدود التي تفصله عن الدول الجنوبية منه، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية العسكرية" (24). فلم تساعدها دعاياتها الباطلة ولا خططها "لإعادة بناء القوقاز" في محاولات "لإنشاء مواقع وطيدة في كل القوقاز، ومن ثمّ ضمان أمن وسلامة أوروبا (المحتلة) وضمان صلتها مع الشرق الأوسط (عن طريق القوقاز)".
* * *
المراجع
المرجع الرئيس
إبراهيمبيلي خ. م.، "جوهر السياسة العنصرية لألمانيا النازية في الأراضي التي احتلتها بشكل مؤقت في شمال القوقاز (1942-1943)"، عن كتاب "دور أكتوبر العظيم وروسيا في مصائر شعوب شمال القوقاز التاريخية" للمؤلفين: (ناروتشنيتسكي أ.ل.، بايبولاتوف ن.ك.، بلييف م. م. وآخرون)، دار الشيشان- إنجوش للطباعة والنشر، غروزني، 1982م، ص 202-212 (دراسة قدمت إلى المؤتمر العلمي لعموم روسيا، الذي عقد في غروزني في 2-3 تشرين أول عام 1979م). الكتاب مقرر من:
- وزارة التعليم العالي والمتوسط المتخصص لروسيا الفيدرالية السوفييتية الاشتراكية
- معهد التاريخ لجمهوريات الاتحاد السوفييتي وأكاديمية العلوم السوفييتية
- مركز المعهد العالي لشمال القوقاز
- جامعة الشيشان- إنجوش الحكومية المسماة باسم تولستوي ل. ن.
- معهد الشيشان- إنجوش للتاريخ وعلم الاجتماع والآداب
المراجع الفرعية
وهي كما وردت في النص حسب الأرقام (عن إبراهيمبيلي):
(1)- تاريخ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ج. 5، موسكو، 1975، ص 226-227،291-292، ج. 6 ص 95، 172 / زاغورولكو م. م.، يودنكوف أ. ف. عدة مقالات حول الموضوع.
(2)- * أبازاتوف م. أ.، جمهورية الشيشان-إنجوش السوفييتية خلال الحرب الوطنية العظمى في الاتحاد السوفييتي، 1973م، غروزني، ص 109-110، 114-119
- مقتطفات من تاريخ منظمة شمال أوسيتيا الحزبية، أوردجينيكيدزه، 1969م،ص 253-258.
* خاكواشيف إ. ت.، جمهورية قباردينو-بلقاريا السوفييتي خلال الحرب الوطنية العظمى، 1978م، نالتشيك، ص 106-118
- مقتطفات من تاريخ منطقة ستافروبول، ستافروبول، 1970م
- مقتطفات من تاريخ منطقة كراسنودار، كراسنودار، طبعة ثانية منقحة، 1976م، ص 364-372 وغيرها..
(3)- فيورْستِرْ غ.، غيلْميرت غ.، أوتّو غ.، شْنيتِّرْ غ.، مقتطفات ص 283
(4)- الأعمال الحزبية السياسية في القوات المسلحة السوفييتية، 1918-1973م، موجز تاريخي، موسكو، 1974م، ص 227
(5)- ميوليرْ نورْبيرت، " فيرماخت والاحتلال (1941-1944م) "، مترجم من اللغة الألمانية، موسكو، 1972، ص 250
(6)- أنفيلوف ب. أ.، " بطولة فائقة "، موسكو، 1971م، ص 66
(7)- نتائج الحرب العالمية الثانية، مجموعة مقالات مترجمة من اللغة الألمانية، موسكو، 1957م، ص 282-283
(8)- تاريخ الاتحاد السوفييتي، 1966م، 2، ص 173
(9)- نظام الاحتلال لألمانيا الفاشية (1941-1944م)، موسكو، 1965م، ص 117-118
(10)- بعد موسكو، أوستلاندا وأوكرانيا.
(11)- تاريخ الاتحاد السوفييتي، 1966م، ص 173، 186-187
(12)- عملية نورنبيرغ ضد أهم المجرمين العسكريين الألمان، مجموعة مقالات في ثلاثة أجزاء، ج. 2، موسكو، 1966م، ص 220-221
(13)- نفس المرجع السابق، ص 226
(14)- نفس المرجع السابق، ص 223
(15)- نفس المرجع السابق، ص 207
(16)- نفس المرجع السابق، ص 209
(17)- П-;-А-;-К-;-Б-;-О-;-, Ф-;- 1. О-;-П-;-. 2, Д-;-. 148, Л-;-. 140, Д-;-. 66, Л-;-. 8
(18)- Ц-;-П-;-А-;- И-;-М-;-Л-;-. Ф-;-. 17,О-;-П-;-. 8,Д-;-. 286, Л-;-. 18
(19)- عملية نورنبيرغ ضد أهم المجرمين العسكريين الألمان، مجموعة مقالات في ثلاثة أجزاء، ج. 2، موسكو، 1966م، ص 219
(20)- Ц-;-Г-;-А-;- К-;-Б-;-А-;-С-;-С-;-Р-;-, Ф-;-. 292, О-;-П-;-. 1, Д-;-. 4, Л-;-. 7-8
(21)- عملية نورنبيرغ، ج 1، موسكو، 1952م، ص 788
(22)- П-;-А-;-Ч-;-И-;-О-;-, Ф-;-. 1, О-;-П-;-. 1, Д-;-. 1197, Л-;-. 4
(23)- أبازاتوف م. أ.، جمهورية الشيشان-إنجوش السوفييتية خلال الحرب الوطنية العظمى في الاتحاد السوفييتي، غروزني، 1973م، ص 133
(24)- عملية نورنبيرغ، ج 1، موسكو، 1966م، ص 212
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* ترجمة/ د. أمين شمس الدين داسي



#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيشان/ بين الحاضر والمستقبل
- في علم الأخلاقيات الشيشانية
- في علم الأخلاقيات عند الشيشان
- ضيف في البيت- سعادة
- إنها حرب عالمية ثالثة تجري*
- قراءات في كتاب -إبنة الغيم- لمؤلفه رمزي الغزوي
- الإنذار الموجه إلى النائب في دوما الدولة الروسي، جيرينوفسكي، ...
- رمضان قديروف: نحن نحمي روسيا الاتحادية
- بلاد الشيشان- مثوانا الحقيقي تحت الشمس
- روسيا في الشيشان- الشيشان في روسيا
- القوقاز محط أنظار القوى الطامعة
- أدانة برلمان الجمهورية الشيشانية لتصريحات فلاديمير جيرينوفسك ...
- إيفان تسيسْكاروف (أول كاتب وأديب شيشاني)
- معيار الثقافة الأخلاقي عند الشعب الشيشاني -قوناخلاّ-
- من الفلكلور الشيشاني/ قرب العين
- قصيدة من الشعر الشيشاني المعاصر/ الفتاة الجبلية
- اكتشاف ظاهرة طبيعية لم تكن معروفة سابقا
- روسيا تقوم بتجهيز منطقة ما وراء القوقاز لحالة حرب محتملة ضد ...
- أكاديمية العلوم الشيشانية بين الأمس واليوم
- باسم السلام والإبداع/ إحياء الإرث الثقافي الشيشاني


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمين شمس الدين - جوهر السياسة العنصرية لألمانيا الفاشية في الأراضي التي احتلتها بشكل مؤقت في شمال القوقاز