أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين شمس الدين - باسم السلام والإبداع/ إحياء الإرث الثقافي الشيشاني















المزيد.....


باسم السلام والإبداع/ إحياء الإرث الثقافي الشيشاني


أمين شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 12:47
المحور: المجتمع المدني
    



غروزني
سفيتلانا ليبينا/ بروفيسورة
ترجمة/ د. أمين شمس الدين

يعتبر الإرث الثقافي لكل قومية أساس هذه القومية. فالإرث – عبارة عن الينبوع، مصدر الثقافة، والتعليم، والمعرفة. إن فقد الإرث الثقافي لا يمكن تعويضه بأي إنجازات بشرية أخرى، لأن هذه الدلائل النفيسة تعتبر حكمة الشعب بأكمله عبر القرون، وأساس تماسكه ووحدته.
عندما يقولون بأنه خلال الأحداث السياسية العارمة والنشاطات الحربية التي حصلت في جمهورية الشيشان، أكثر ما عانى هي الثقافة الشيشانية، يصعب علينا أن لا نتفق مع هذا القول. ففي الحقيقة ألحق هذا الإعصار خسارة هائلة لا يمكن تعويضها لثقافة كل شعب الوايناخ، حاملا معه حياة عشرات الآلاف من الضحايا، ومدمراً الأساس الذي قامت عليه الآلية الاقتصادية للبلاد.
إن تلك السنوات العصيبة العشرين الأخيرة، هزت وبشكل عنيف، ليس دعامة المجتمع الأهلي في الجمهورية فحسب، ولكن أهدافا ثقافية كثيرة تم تدميرها خلال العمليات الحربية، أما تلك التي لم تصب، فهي غير فاعلة بشكل كامل، وذلك لغياب القاعدة المادية - الفنية فيها.
فمن الناحية الفعلية دمرت بشكل كامل المؤسسات الرائدة على مستوى الجمهوريات: المكتبة الوطنية، المتحف الوطني، مكتبة الأطفال، مبنى فرقة "وايناخ" الحكومية للرقص، المعهد الشيشاني الحكومي للموسيقى السيمفونية، المسرح الدرامي الشيشاني الحكومي باسم نوراديلوف، المسرح الدرامي الروسي باسم ليرمنتوف، مسرح الدمى الجمهوري، إضافة إلى تدمير آثار تاريخية تعتبر من الرموز الثقافية المهمة، وكذلك النصب والأماكن التذكارية لتولستوي و بوليجاييف وليرمنتوف و تشيخوف..
خسارة لا تعوض طالت المتاحف، وأرشيفات الحفظ، ومحمية أرغون الطبيعية التي شملت ما يزيد عن 60 مجمع، ومايقارب 150 من المقابر القديمة التي أنشئت فوق سطح الأرض لدفن الموتى، و20 منشاة عبادة، و22 مكاناً طبيعياً (بحيرات، شلالات، هضاب، وغابات من الأشجار الثمينة)، إضافة إلى 13 نصب صخري معماري تاريخي، وذلك جراء القصف الجوي والبري. وأكثر الأهداف تضرراً هي في المناطق الجنوبية من البلاد. وهكذا تم القضاء على أشياء كثيرة ربطت شعب جمهورية الشيشان مع تاريخه، وثقافته ومع ذكراه عن حياة أجداده.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المكون الثقافي الأساسي الشيشاني تحديدا، هو الذي عانى بشدة. ولقد أجاب على هذا الموضوع بحق، العالم الروسي الشهير، الاختصاصي بالتاريخ الإثني ف. أ. تيشكوف، الذي قال:
" إن أراضي الجمهورية كانت الركيزة الأساسية لإعادة تولدها ثانية (الثقافة الشيشانية)، و المكان الأصلي الذي يعيش فيه الشيشان. إن النزاع كان مدمرا في قوته، لتلك الدرجة أن تأثيره على الثقافة الشيشانية قد ينتج عنه عواقب وخيمة، والحديث يدور قبل كل شيء عن نوعين من الخسائر لا يمكن تعويضها، هي:
أولاً: دمار جزء كبير من ثقافته الفنية (النصب التذكارية التاريخية، المتاحف القيمة والفرق الفنية المبدعة) ومن إرث موثق (أرشيف وثائقي، مجموعات تعليمية سمعية- بصرية، ما جمع من صور خاصة وكتابات الخ..)، والتي إما أن تكون قد أحرقت أو أتلِفت أو اختفت خلال الحرب.
ثانياً: مغادرة جزء كبير من النخبة الشيشانية المثقفة جمهورية الشيشان، حيث لم يعد إليها نسبة كبيرة منهم، ومن أجل إحياء كوادر جديدة سيتطلب الأمر فترة جيلين أو ثلاثة (50-70 سنة)". عن (الثقافة الشيشانية: التاريخ ومشاكل العصر، موسكو، دار العلم، 2002م).
ومن الجدير هنا أن نذكر بعض التأثيرات المدمرة والتغيرات، التي طرأت على الحقيقة الأساسية وتوجهات الإرث الثقافي للشعب الشيشاني
بعد العام 1991م، في الوقت الذي انهار فيه البناء الثقافي- السوفييتي وإيديولوجيته، ولم (تستثني) هذه العملية أي من شعوب الاتحاد السوفييتي، ففي الشيشان حاولوا تغيير كل الماضي ذي العلاقة بالثقافة (والأسس) الدينية السوفييتية. لكن الإسلام المتطرف (الوهابية) لم يتقبله المجتمع الشيشاني بغالبيته المطلقة. والذي حصل لم يكن سوى عودة الدين إلى عمق الحياة الروحية للشيشان. أما العمليات الحربية مع كل فواجعها وأضرارها و.....و....الضربات العاطفية – النفسية، أدت بمجملها إلى انتشار ديني أوسع. فما نلاحظه اليوم أن الثقافة الشيشانية من حيث المضمون والشكل تأخذ طابعاً دينياً أكثر من ذي قبل.
إضافة إلى ذلك، يجعلنا هذا أن نؤكد على أنه لا وجدود اليوم لما يسمى "بالفسحة الشيشانية الموحّدة". فالمجتمع قد انقسم وتشتت نتيجة الهجرة الواسعة. لذا يتطلب الأمر عند تقييم وضع الإرث الثقافي القومي، أن يجري حسب المكان الذي كان يتجمع فيه (بشكل متراص) هؤلاء أو أولئك المواطنين في الجمهورية. وجدير بالذكر أن ظروف المعيشة، ليس الاجتماعية فحسب، وإنما الثقافية أيضاً، تتباين وبشكل كبير بين المجتمعات الشيشانية، حسب الأماكن التي يقطنون فيها. فعندما نتحدث عن ضرورة (توحد) المجتمع الشيشاني (المشتت) حاليا" في مختلف بقاع الأرضً، من الأهمية بمكان، الآن وليس غداً، تجميع الإرث الثقافي لهذا للشعب.
نعم، تجري في الجمهورية اليوم عمليات إعادة البناء، ويمكن القول بثقة أنه قد تم البدء بتطوير الاقتصاد. يتم إعادة إعمار المعالم الثقافية المدمرة، ويتم إعداد فِرَق مبدعة للمسارح والبث التلفزيوني والإذاعي، وكذلك فِرَق الفنون والرقص؛ أي أن المجال الثقافي للشعب الشيشاني يعود مجدداً إلى الحياة. وفي كل ذلك بمجمله تكمن إحدى أهم ميزاته- تراص سكان الجهورية باسم السلام والإبداع. إن عملهم يكمن في لأم جراح الحرب، وبعث الإيمان في نفوس الموطنين بحياة أفضل.
إن ثقافة شعب الوايناخ، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تاريخه، وركيزته للمستقبل، تُوَحِد في صفها مختلف نواح ونشاطات حياة المواطنين. إن كثيرا من أشكال ودقائق علم الأخلاق وآداب السلوك حُفظت متحملة محن وتجارب الزمن.
تعتبر الأخلاقيات والقيم الروحية، والتقاليد الشعبية في الجمهورية - من الأمور التي في غاية الأهمية من أجل إحياء الثقافة الوطنية الشيشانية. ومن يتمتع بها هم الحكماء من الناس البسطاء، ذوي الخبرة الحياتية.. إنهم أولئك الذين تكمن في صدورهم الإبداعات الشفوية، واستطاعوا الحفاظ على أفضل مكونات ثقافة الشعب نفسه. وهذا بعينه هو الجهد الفكري للجمهورية، ومنهم: أساتذة المعاهد، الإثنوغرافيون (علماء الأجناس)، الكتاب، الشعراء، الرسامون، الفنانون على اختلاف أنواعهم، والعاملون في الطباعة والنشر وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، معلمو المدارس، الذين سيكون عليهم بذل طاقات وجهود كبيرة للحفاظ على البداية الأخلاقية للناس ومعنوياتهم.
كما ولم يفقد جيل الشباب روحه المعنوية، وجاهز لتقديم الدعم لكل المبادرات والبدايات لؤلئك الناس الذين أصبحت على عاتق أياديهم وعقولهم وقلوبهم مسألة – إعادة بناء وتنشيط العمل الخلاق من أجل تشيتشنيا Chechnya جديدة.
وليس بأقل أهمية كذلك أن الشعب نفسه لم يفقد إيمانه وأمله في إحياء جمهوريته، وثقافته، ووعيه الذاتي ووطنيته.
منذ فترة ليست ببعيدة، كان من أهم أشكال الحفاظ على الثقافة الوطنية للشعب الشيشاني منتشرة، هي- الصناديق الخيرية، المراكز الثقافية، الحركات الاجتماعية المنتشرة في مختلف مناطق روسيا الاتحادية، ومدعومة بشكل رئيس من قبل رجال الأعمال الشيشان. ولاقى الدعم الخيري المالي والمعنوي الذي قدمه هؤلاء ومساعداتهم الإنسانية للفرق الثقافية والفنية، الشكر والعرفان.
لذ، فاليوم، عندما تحسنت ظروف الحياة في الجمهورية، نلاحظ حدوث خطوات إيجابية في الحياة الاجتماعية والثقافية. وعلى مؤسسات مثل وزارة الثقافة، والتعليم، ومجلس الشباب البحث عن أشكال جديدة للعمل على تربية وتنشئة الجيل الصاعد بروح أفضل التقاليد والعادات الشيشانية.
إن إحدى المسائل الرئيسة والجديرة بالبحث حول الإرث الثقافي في مجتمعنا الحديث، هي- مسألة الحرب والثقافة الفنية للشعب الشيشاني. ولا مفر من التطرق لهذه المسألة المؤلمة أمام المؤرخين والكتاب والفنانين واختصاصيي الدراما، ونقادهم، وكذلك أمام التراجيديا الكبيرة من تاريخ شعبهم. فلكل واحد من هؤلاء له الصيغة والحقيقة كما يراها حول تلك الأحداث. علما بأنه لا وجود لرأي واحد لما جرى. إن البحث في الإجابة عن هذه المسألة الصعبة- العليلة في الوضع الراهن للمجتمع الشيشاني- لهو المكون الأساس لشرح وتفسير الحروب التاريخية والثقافية وتأويلها في الشيشان، باسم السلام والتفاهم.
وتجدر الإشارة هنا إلى حدوث هجرة عارمة للاختصاصيين في حقل الثقافة والفنون. واليوم توجد ضرورة ملحة في تهيئة وإعادة تهيئة تلك الكوادر، زيادة فرص التدريب في المراكز المتخصصة في مختلف مناطق روسيا الاتحادية، وفي المؤسسات المتخصصة التي تستقبل الأطفال والطلاب الموهوبين في مؤسسات التعليم العالي والمتوسط. إضافة إلى ذلك من الضروري أيضاً تهيئة مدارس يستطيع الأطفال فيها الحصول على تعليم ثقافي- جمالي إضافي. ومن الاتجاهات المهمة أيضاً إقامة المعارض والحفلات الفنية والاستعراضية المبدعة، وإعادة إحياء معهد الفنون الشيشاني على مستوى الجمهوريات بشكل كامل.
وظهرت هناك ضرورة ملحة في ربط أراضي جمهورية الشيشان بدائرة معلوماتية واحدة لروسيا الاتحادية، وخلق ظروف فنية لنشر الإنترنت في جميع القرى والمناطق الجبلية. وكل هذه الإجراءات تستهدف تحسين الوضع النفسي في الجمهورية، وفي تحقيق بدايات إنسانية في المجتمع.
ومن أجل تحسين العلاقات الثقافية للجمهورية مع المناطق الأخرى، يتطلب من وزارة الثقافة الشيشانية وضع خطة لتوسيع النشاطات الفنية وإقامة الحفلات لفرق الرقص والغناء الشعبية على مستوى روسيا الاتحادية كلها، وليس في منطقة القوقاز وحسب.
ونشير هنا بأن السلطة الحالية في الجمهورية تعير اهتماما كبيرا للثقافة الشيشانية، وإنشاء جيل شبابي شيشاني جديد، بروح ومعنويات عالية، متعلم ومربى بروح العادات والتقاليد الشيشانية الأصيلة. وللوصول إلى هذه الغاية يتم عمل الكثير: تربية علاقات متسامِحَة بين أفراد الفئة الشبابية. وبهذا الخصوص التقت في مدينة غروزني في 24. 9. 2007م شبيبة القوقاز الشمالي للاحتفال بيوم السلام العالمي، في قصر الشباب في العاصمة غروزني. إضافة إلى مشاركة الشباب الشيشاني في اللقاء الدولي "كلنا مختلفون (في الشكل أو اللون)- كلنا متساوون" في مدينة قازان في نفس السنة أيضا، وفي لقاء فلكلوري- شبابي آخر "منطقة تعاون وصداقة"، في جنوب روسيا..
كما وأشير أيضا إلى أهمية الصحافيين في إحياء وبعث جمهورية الشيشان، وفي خلق نمطها الواقعي والإيجابي. وقد عقدت بهذا الخصوص مسابقة للصحافيين لمناطق الجنوب، تحت اسم "الريشة الذهبية"، وعقدت لأول مرة وفي الشيشان (2005م)، شارك فيها العديد من صحافيي مناطق روسيا الجنوبية. وعكست هذه المسابقة وحدة العلاقات بين القوميات والصداقة بين الشعوب.
وفي عام 2007م عقدت مسابقة أخرى، ولكن على مستوى روسيا الاتحادية في مدينة غودرمس الشيشانية، مع منح جوائز. وهكذا أخذت هذه الفكرة بالتطور لتصبح على مستوى عالمي.
ومن الجدير بالذكر أيضا أنه تم الإعلان عن العام 2008م عام الثقافة في جمهورية الشيشان، مما سيغير الأوضاع بشكل جذري نحو التطور الأفضل والأسرع، وخصوصا في حقل الثقافة الشيشانية.
وهنا لا بد من إعطاء أهمية كبيرة لتطوير التراث الإبداعي الشعبي في المناطق الزراعية تحديداً، حيث يتواجد أكبر عدد من السكان. وهنا تظهر مسألة إحياء جذور الثقافة والثقافة الشيشانية التقليدية كثقافة روحية ومادية، أكثر تعقيداً.
وأشير هنا بأنه تم في عام 2008، الاحتفال بالذكرى المائة للعازف والموسيقار الشيشاني الراحل المشهور، الفنان الشعبي لجمهورية الشيشان، عمر ديماييف، وكذلك احتفال بيوبيل أسطورة القرن العشرين، الفنان الكبير الراحل، الراقص العالمي، محمود عصامباييف. وجرت مسابقات في الاحتفالين على مستوى شمال القوقاز لأفضل الموسيقيين والراقصين، احتفاءً بذكرى الفنانين الراحلين.
إن الشيء الذي يسر، هو أن هذه الاحتفالات جرت في قاعة مبنى المسرح والفنون الجديد، الذي أقيم مؤخراً في شارع الثورة في غروزني، والمجهزة بكامل الأجهزة والمعدات اللازمة، لتحقيق تطلعات الفرق الفنية المختلفة.
ومن المهم أن يقوم المركز الفيدرالي بتقديم الدعم الحقيقي للقاعدة المادية للثقافة الشيشانية، وصندوق المكتبات، عن طريق المؤسسات المكتبية في روسيا الاتحادية، وصندوق المساعدات الإنسانية "شمال القوقاز"، وبرنامج اليونسكو الروسي، وكذلك عن طريق الصندوق الخيري في موسكو "من أجل جمهورية الشيشان". إلا أن البناء والإنشاء تحدده التوظيفات الرأسمالية، والنشاط العملي يحدده نقص المتخصصين في المجال الثقافي.
إن من بين 336 مبنى ثقافي تحت إعادة البناء، يعمل منها في الوقت الحاضر9 فقط. وحالياً يعمل مركز ثقافي مدينة نجو- يورت، ومركز ثقافي في قرية فوسكرِسينسكويه، ومعهد كورتشالا للثقافة. كما أن هناك قاعة احتفالات ومجمع سكن طلابي "أكتيور" تحت الإنجاز في العاصمة غروزني.
و في خطة لتحقيق "إعادة بناء الاقتصاد والحياة الاجتماعية في جمهورية الشيشان"، دعت الحكومة الشيشانية القطاع الخاص للمشاركة في دعم المشاريع الاقتصادية والثقافية في البلاد، أي من مصادر من خارج الموازنة. ويتم اليوم إعادة بناء مواقع ثقافية في كل من: بلدة ويدينو، بلدة شاتوي، بلدة إنجل- يورت، ستانيتسا ناؤرسكايا (وفيها مراكز ثقافية، مدارس فنية للأطفال). وشملت عملية إعادة البناء لعام 2007م - 740مجمعاً، منها فقط في غروزني: دار سينما "رَسيّا"، سينما "يونوست"، "دار الإبداع" عدد 2، مكتبة تتسع لـ 670 شخصا، مدرسة تعليم موسيقى لـ 320 شخصا، مجمع رياضي "دينامو".. وغيرها.
ونضيف هنا أهمية إصدار المناهج الدراسية، والكتب المتنوعة في الثقافة الشيشانية بأسرع وقت ممكن، والعمل على إحياء النخبة الفنية- الأدبية. ومن أهم العوامل التي تلعب دورا في التقدم في هذا المجال، هو عامل الاتصالات، ووجود إدارة آلية موحدة لكل مناطق الجمهورية. وبهذا الخصوص وضعت "خطة التطوير الاجتماعي- الاقتصادي لجمهورية الشيشان للأعوام 2008-2011".
واليوم، وجمهورية الشيشان تتمع بحياة الأمن والاستقرار والبناء السلمي، يحتاج الأمر إلى أشكال عمل جديدة وتوجيه روحي، محددة للتنمية.
وما نلاحظه اليوم ابتعاد كبير للفئة الشبابية عن الأسس الثقافية للعادات والحكمة الشعبية والتقاليد الوطنية ليس في الشيشان وحسب، ولكن في روسيا كلها، بتأثير الثقافة الأجنبية والغربية الواسعة، وخصوصا عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة بشكل عارم، والرخيصة، مما يثير قلقا ويشكل خطرا كبيرا على تدهور الحياة الروحية- الأخلاقية بين فئة المراهقين والشباب.
لذا فمن أهم الأمور، الذي يجب أن تقوم بها السلطات المحلية والمجتمع المحلي هو الاهتمام بالثقافة مع التوجه المباشر نحو المواطن، والتقرب نحو حاجاته اليومية. ومن الضروري تأمين وصول جميع المواطنين للقيم الثقافية من خلال ترميم وبناء مؤسسات ثقافية جديدة، وتعزيز البنى التحتية الثقافية في المناطق الريفية. كما ويجب العمل على إستعادة حقوق العمل الابداعي، وإيلاء اهتمام خاص نحو مبدعي الثقافة.
ومن ضمن التوجهات المهمة: تشكيل نظام دعم الدولة للشخصيات الإبداعية، وتعزيز الدور العام للعاملين في مجال الثقافة، وتوفير الحماية الاجتماعية والقانونية للمؤسسات الثقافية والعاملين فيها، وتحقيق الحماية تجاه إحياء الثقافة الوطنية والتقاليد الشعبية للشعب الشيشاني. والأموال المستثمرة اليوم على التعليم والثقافة لكل شاب، ستجلب غدا أعظم الفوائد للمجتمع.
السياسة العامة في المجال الروحي ينبغي أن تفضي إلى تهيئة الظروف اللازمة للتنمية المنتظمة والكاملة للثقافة الوطنية، والحوار بين الأجيال من أجل الحفاظ على التراث المادي والتعليمي والثقافي الغني للشعب الشيشاني وإحيائه وتنميته.
تتميز الحالة الدينية الحديثة واتجاه التنمية للعلاقات بين الدولة والشعب بظواهر مثل زيادة نفوذ الدين ومؤسساته على الحياة الاجتماعية والسياسية والروحية للمجتمع، وتوسع نطاق أنشطة المنظمات الدينية. ويتم (تم) بناء مدرسة دينية في غروزني، وينتهي (انتهى) بناء أحد أكبر المساجد في شمال القوقاز (أو حتى في أوروبا).
ولذلك يتعين أن تتخذ الجمهورية "قانون حرية الضمير والجمعيات الدينية"، التي ستوفر أساسا قانونيا متينا لإيجاد حلول فعالة للمشاكل القائمة في العلاقات بين المؤسسات الرسمية للجمهورية والمنظمات الدينية. وقبل كل شيء تعزيز مؤسسات السلطة، بشأن عدد من الأنشطة للمنظمات الدينية، لا سيما في مجال التعليم الديني. لقد أظهرت أحداث السنوات الماضية أن عدم وجود رقابة للسلطات العامة، ولمؤسسات التعليم الديني- يمكن أن يستخدم في تكوين أفكار متطرفة لدى الشباب لا تتفق مع التقاليد الدينية التاريخية للشعب الشيشاني.
من المهم تطوير أنشطة وسائل الإعلام باتباع نهج متحضر في تغطية التغيرات الاجتماعية -الاقتصادية، والأحداث الاجتماعية – السياسية، والمشاكل والأوضاع التي تنشأ عنها. وعلى الرغم من حقيقة أن استخدام موارد المعلومات للجمهورية ليس بالقليل، إلا أنها لا تعتبر دوما قناة الرأي العام، ولا وسيلة لتشكيل المعارف العلمية الموثوقة حول التراث الثقافي والإنجازات الثقافية للشعب الشيشاني ونشرها. لذا فعلى وسائل الإعلام أن تصبح أداة فعالة لإقامة المجتمع المدني، وأن تكون قادرة على القيام بدور مميز في النهضة الثقافية للجمهورية.
"Во имя мира и созидания. Возрождение культурного наследия Чечни"
Светлана Липина, профессор
04.03.2008
www.grozny-inform.ru
Перевод на арабский Даси Амин Ш.



#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا: الحوار هو المخرج الوحيد الممكن للخروج من الأزمة السور ...
- حقيقة عن الأماكن المقدسة في بلاد الشيشان – إنجوش
- قصيدة -شجرة الكستناء- للشاعرة الشيشانية رئيسا أخماتوفا
- الافتراءات والأكاذيب في -الموسوعة الكبرى- الروسية
- خانباشا نورالديلوف/ بطل الاتحاد السوفييتي
- معيار الثقافة الشيشانية
- قصيدة للشاعر الأردني الراحل الأستاذ شمس الدين عبد الرزاق الش ...
- الشيشان ما بين الانفصاليين و-الإماراتيين-
- الشيشان والإنجوش معا ضد الإرهاب
- الشيشان/ قصائد من الشعر الشيشاني المعاصر
- الشيشان/ لا- لعفو عام في الشيشان بعد اليوم
- رئيس جديد لجمهورية الإنجوش/ القوقاز
- تخريب إيديولوجي
- في ذكرى نفي الشيشان والإنجوش في المرحلة الستالينية
- جمهورية الشيشان- إنجازات حقيقية
- الجيواستراتيجيا الأطلنطية والتحول في الموازين
- أكتوبر ..قصيدة الشاعر زايندي مطاليبوف
- خمس سنوات على حرب العراق
- الشيشان: دعوا الجراح تلتئم
- السيناريو الشيشاني- المخرجون والممثلون


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين شمس الدين - باسم السلام والإبداع/ إحياء الإرث الثقافي الشيشاني