أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين شمس الدين - خمس سنوات على حرب العراق















المزيد.....

خمس سنوات على حرب العراق


أمين شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألقى الرئيس بوش في البنتاغون كلمة يوبيلية بمناسبة الاحتفاء بذكرى مرور خمس سنوات على الحرب العراقية. وقد أذيعت الكلمة في مختلف وسائل الإعلام العالمية. وكما أشار إليه المراقبون، استخدم الرئيس هذه المناسبة للدفاع عن سياسة إدارته العدوانية في العراق، وبشكل عام للدفاع عن الأسلوب الرسمي لواشنطن في حل القضايا الدولية بالقوة.
كما نعلم ستجري قريبا الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس يريد أن يسبغ على إدارة الجمهوريين شكل "المنتصر" في حربه على الإرهاب العالمي، قائلاً بحزم: "أن الإطاحة بصدام حسين كان قراراً صحيحاً"، كما أنه يرى "العالم أصبح بمأمن أكثر"، لأن "أمريكا تصرّفت". وكما أكد عليه الرئيس بوش فإن قرار زيادة القوات الأمريكية في العراق أدى إلى "انتصار استراتيجي مهم في الحرب على الإرهاب بشكل عام"، في محاولة لإقناع الناس بأن الحرب ضد المتطرفين الإسلاميين في العراق عرقلت مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة في أمريكا نفسها، مما أنقذ حياة أعداد كبيرة من المواطنين الأمريكيين، وبأن "الفئات التي أفاقت من سباتها" رصت صفوفها جنبا إلى جنب، ووقفت مع أفراد الجيش الأمريكي لمحاربة مقاتلي "القاعدة".
لقد أعطى الرئيس بوش لهذه "الانتفاضة العربية العارمة ضد أسامة بن لادن" أهمية خاصة.
ومن جهة أخرى قلل الرئيس بوش في خطابه من شأن "التقديرات المبالغ فيها"،التي أشارت إلى ما تكبدته الولايات المتحدة من تكاليف الحرب العراقية، وقال: "إن هذه التكاليف ضرورية إذا ما قيست بالانتصار الاستراتيجي، الذي كان سيحققه أعداؤنا في العراق".
لقد قتل في الحرب العراقية حوالي أربعة آلاف جندي أمريكي. أما ما فقد من المواطنين العراقيين فلا يستطيع احد حتى أن يقدر عددهم، والحديث يدور عن عشرات، بل ومئات الآلاف من السكان.
لم يذكر الرئيس بوش في خطابه شيئاً عن البحث غير المثمر عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي اعتبرت قبل خمس سنوات السبب الرئيس لاجتياح القوات الأمريكية وقوات التحالف للعراق.
جاء خطاب الرئيس على خلفية احتجاجات صاخبة، جرت في الولايات المتحدة ضد الحرب المشؤومة في العراق، نظمها الديمقراطيون. قامت إثرها الشرطة باعتقال العشرات من المتظاهرين، الذين طالبوا الإدارة الأمريكية بإصدار تقرير عن المصاريف الباهظة التي أنفقت على هذه الحرب، والتي تدفعها الجماهير الأمريكية من جيوبها على شكل ضرائب. وحسب تقديرات إدارة الموازنة في الكونغرس الأمريكي، تم حتى اليوم إنفاق ما يزيد عن 600 مليار دولار. وحسب الاقتصادي جوزيف ستيغليتس، الحائز على جائزة نوبل، فإن تكلفة الحرب العراقية ستبلغ 3 تريليونات من الدولارات مع حساب نفقات علاج العسكريين والخسائر الاقتصادية المتوقعة.
كما وأعلن المرشح الديمقراطي لمنصب الرئاسة باراك أوباما، أن قرار اجتياح العراق اتخذ لأسباب إيديولوجية، بدل استخدام "حقائق العقل السليم". وكان السناتور أوباما قد صوت عام 2002 ضد اجتياح العراق. وذكر أوباما في خطابه الذي ألقاه في ولاية كارولينا الشمالية، قائلاً: " كان هناك رئيس تغلبت لديه سيادة الإيديولوجيا على البرغماتية، وكثير هم السياسيون في واشنطن ممن قضوا وقتا ضئيلاً جداً في قراءة التقارير الاستخباراتية، ووقتاً كثيراً جداً في قراء استفتاءات الرأي العام".
إن من بين المرشحين للرئاسة لا يوجد سوى مرشح الحزب الجمهوري جون مكي، يؤيد نهج الرئيس بوش في العراق. وهيلاري كلينتون صرحت بأنها ستسحب الجيش الأمريكي من العراق، في غضون ستين يوما بعد انتخابها رئيساً للولايات المتحدة، وبأنها ستعطي المسؤولية كاملة عن البلاد للعراقيين أنفسهم.
وكما يشير إليه معلقون مستقلون، فإن الوضع في العراق لا يبدو مطلقاً ملوناً بألوان قوس قزح، كما اراد إظهاره في خطابه على هذا الشكل الرئيس بوش. فقبل فترة، وفي اليوم الذي زار فيه نائب الرئيس ديك تشيني بغداد، وأعلن بأن تقدماً قد طرأ في البلاد، دوى في مدينة كربلاء إنفجارا أودى بحياة 60 عراقياً، كما وترتفع أعداد التفجيرات الانتحارية، وتستمر حرب الألغام ضد القوات الأمريكية رغم بعض النجاحات التكتيكية التي أحرزتها قوات التحالف، التي لا تزال تتحمل خسائر ليست بقليلة.
ومن جهة أخرى نلاحظ تفاقم حدة التوتر بين السنّة وما بين الشيعة لحد استخدام السلاح، والقتل، وخطف الناس. كما يستمر العراقيون في الهرب من بلادهم. علماً بأن المقاومة الوطنية ما زالت مستمرة في مقارعة الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة إلى أن يتم دحر الاحتلال والتحرر، كحتمية تاريخية لنضال الشعوب.
يرى المراقبون بأن هناك نتيجة مهمة تستخلص من حرب الخمس سنوات يجب أخذها بعين الاعتبار، وخصوصا عند النظر للمستقبل، وهي أن الحرب العراقية أظهرت بأن إمكانات الولايات المتحدة العسكرية لها حدود، وهي التي تخوض حربين إقليميتين بصعوبة. وقد بينت العراق وأفغانستان، أن الولايات المتحدة ليست تلك الدولة العظمى فوق العادة، كما انطبع في أذهان العالم قبل اجتياحها للعراق عام 2003. إضافة إلى ذلك، فإن التاريخ المرتبط بسجن "أبو غريب"، والتجاوزات العسكرية للقوات الأمريكية في حديثة والفلوجة وغيرها من المناطق، وكذلك السجون السرية لوكالة المخابرات المركزية.. الخ كلها نسفت سمعة الولايات المتحدة دولياً. ومن الناحية الفعلية أفقدتها إدعاءاتها حول حقها بأن تصبح المثال الأخلاقي والحكم الفيصل لبقية العالم.
لذا، ورغم ما حققته الولايات المتحدة من إنجازات حربية وسياسية في العراق، والتي يربطونها مع القائد الحالي لقوات التحالف، الجنرال ديفيد بيتراوس وسفير الولايات المتحدة في بغداد رايان كروكر، إلا أنه على الأرجح، وبشكل عام، يظهر بأن الوضع وكأنه "انتصار بيروس". ولم تزل واشنطن لا تستطيع أن تجد وصفة لتحقيق انعطاف حاسم للوضع؛ وتبحث بشكل محموم عن طريق يخرجها من مأزق العراق بأقل الخسائر الممكنة لنفسها. وبالكاد تستطيع كل إنجازات بيتراوس و كروكر تبرير كل تلك الخسائر الإنسانية، والمادية، والسياسية، والتي تكبدها قبل أي أحد آخر شعب العراق، والولايات المتحدة نفسها، وكذلك الأمن الدولي عموماً. إن فرص تحقيق نصر أمريكي "نهائي" في الحرب ضد "الإرهاب" تبدو لنا اليوم أقل مما كانت عليه قبل خمس سنوات.



#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيشان: دعوا الجراح تلتئم
- السيناريو الشيشاني- المخرجون والممثلون


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين شمس الدين - خمس سنوات على حرب العراق