سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 17:43
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لا يوجد اقليات فى بلادنا ,بل تنوع حضارى فى اطار المجموع !
سليم نزال
فى فكره التعايش فى التنوع المجتمعى لا يوجد غالب او مغلوب و لا قوى و ضعيف .و المطلوب ليس التسامح فقط بل قبول الاخر و بناء المجتمع على هذا الاساس . لكى ننتهى الى الابد من ان السنى من( اتباع يزيد!) و الشيعى (صفويا!) و المسيحى كل ما دق الكوز بالجره, ( تابع للغرب! ) الى ما هناك من ماكينة الصور النمطيه المريضه التى تعبث بالتاريخ بانتقائيه لئيمه , و تفرخ الاحقاد و التوجس و الكراهيه , و تجعل من عقول ابناءنا و بناتنا ساحات حرب صامته تنفجر فى اى وقت ! التعايش صيغه قبول منفتحه على مراجعه التاريخ و على المستقبل .التعايش صيغه قبول لا تعنى شطب الاخر او اخضاعه بل قبوله كما هو بمعتقداته .انها فعل حوار دائم فى اطار التنوع و الوحده المجتمعيه !
من الطريف ان اصحاب الحقيقه المطلقه هم الوحيدون من لا يعرفون ان الحقيقه المطلقه قد ملت من حالها, و قالت انا ذاهبه لحال سبيلى فتدبروا امركم, و تعلموا ان تعيشوا كما يفترض للبشر ان يعيشوا !لقد انتهى زمن هوبز , و انتهى عصر دول الحقيقه الواحده , و بتنا فى زمن كارل بوبر و المجتمع المنفتح على الافكار, و باتت تتشكل الهويات على ضوء هذا التفاعل الذى لا يتوقف .
.و هذا الانفتاح العالمى الذى ليس له مثيل فى التاريخ قوض فكر جماعه الحقيقه الواحده. و سواء كان الامر على المستوى الميتافيزيقى او الرمزى لقد انتهت بلا رجعه مرحله القطيع الذى يجره راع واحد, و بتنا نعيش فى مرحله ما بعد انهيار الفكر الاحادى.و صار الفهم الهوياتى المسكون بالمطلق عبئا على فكره التعايش بين البشر.نحن فى زمن التنوع و الاختلاف و كفى حديثا عن كلام الاقليات فى بلادنا, لانه مفهوم تقزيمى و تبسيطى .لا يوجد اقليات فى بلادنا, بل تنوع حضارى فى اطار المجموع ..انها حضاره متنوعه, و من السخريه ان يصبح مقياس عدد الاشخاص فى هذا التنوع الجميل هو الاساس. و حتى فى البستان الذى فيه اشجار فواكه متنوعه من ليمون الى تفاح الى اجاص نصفه انه بستان فيه فواكه متعدده, و لا نعد اشجار كل نوع !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟