سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 09:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم يسبق باعتقادى ان انتشر الهوس الدينى فى المنطقه مثلما هو الان.و هذا الهوس نراه فى كل وسائل الاعلام بما فيه المواقع الاجتماعيه .و المرء يلمسه لدى اديان مختلفه و لاسباب مختلفه تحتاج لتحليل مطول لفهم كل حاله .و حتى لحق الامر اصحاب الديانات او المعتقدات الصغيره مثل الصابئه و اليزيديون الذين بداوا بالتناقص المخيف وسط هذا الهوس .طبعا اسباب انتشار هذه الهوس لا علاقه له البته (بالعوده الى الدين!).اجدادنا و اباؤنا كانوا متدينيين بالفطره .و كانوا متسامحين مع بعضهم البعض , و يحترمون بعضهم البعض , بل كانت موازين الحق و الباطل لديهم اوضح بكثير, و اقوى بكثير مما نراه الان من خزعبلات.و المقلق اننا بدانا نرى تغييرا خطيرا فى الثقافه , الا و هى غياب الانتماءات الوطنيه لفائده الانتماءات الصغيره الضيقه الافق .
.و هناك تعابير خطيره جدا تتسلل الي ثقافتنا وسط هذا الهوس, و يستخدمها البعض بلا تدقيق او تفكير, مثل تعبير هذا سنى (لكنه ) جيد او هذا شيعى (لكنه) جيد او هذا مسيحى (لكنه ) جيد ..و هذه تعابير ظاهرها ايجابى لكنها مقيته جدا لان( المسكوت عنه فى الصوره الذهنيه! ) هو النظره السلبيه تجاه (المجموع) و ان هذا الشخص هو( استثناء) .. الخ من حثاله الثقافه الضحله التى يجب رفضها و الا ستدمرنا .
اصحاب الفكر الضيق الافق كانوا موجودين فى السابق, لكن لم تكن المناخات الثقافيه تسمح لهم بالتخريب كما الان. فعندما عين الرئيس عبد الكريم قاسم الدكتور عبدالله عميدا لجامعة بغداد و كان من المع العقول العراقيه ( و هو من الصابئه) احتج احد هؤلاء العقول الصغيره, و قال للرئيس انه صابئى .رد قاسم بحزم انا اعينه مديرا لجامعه, و ليس اماما لجامع! .ا ما الان فى العراق لم يعد هناك من يقول هذا عراقى بل سنى او شيعى. و كان هذه التعابير باتت هويات جديده لمجتمعاتنا.و انا متاكد انها تهىء البيئه التى ستفتت بلاد المشرق كله ان استمرت و سيكون اهم نصر استراتيجى للكيان الصهيونى . و لا يجب ان نلوم الا انفسنا لان المجتمع الذى يقوده الجهلاء و انصاف الاميين و ضيقى الافق لا يحتاج لجهود تخريب كبيره من الخارج!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟