أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - سلطة النظر














المزيد.....

سلطة النظر


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


لقد هرم...
هكذا تشعر به وهي تلمحه يتناول فطوره في هذا الاحد الماطر، يتكوّم في "روبه" الشتوي كانه حزمة من حطب.
لا تذكر المرة الاخيرة التي نظرت اليه، فهي تتحاشى رؤيته كما تتحاشى الحيوانات الصغيرة مفترسيها.
لا شك ان النظر سلطة، نمارسها عندما نريد ان نخضع احدا لنا...ننظر اليه فنحتويه، ومانقوله بالنظر لا تستطيع اية ابجدية اخرى ان تقوله. تفكر وهي تحاول تجنبه قدر الامكان.
الاحبة غالبا مايسرقون النظر في عيون بعضهم، لا يستطيعون التحديق مباشرة، بل يخطفون نظرتهم خطفا الى الحبيب.
وبالعكس فان اطالة النظر انما تدل على تفوق الشخص الناظر على شخصية الآخر المنظور.
تشعر بتيار كهربائي يلسعها وهي تقوم بتحضير فطورها مُديرة له ظهرها...
ربما يشتاق لها، وتحديدا الى جسدها، ليبعث فيه قليلا من الدفء والحنان وباختصار ليعيد له الحياة...
تحمل الصينية وعليها فنجان الشاي، صحن اللبنة وآخر للزيتون وخبز التنور الاسمر وتعود لتناول فطورها في غرفتها...
ومن الخلف تشعر بنظرته تستجديها لتجلس على الطاولة في المطبخ تتناول الفطور معه.
لكن ذلك الامر جاء متأخرا جدا ، لانها قد قررت منذ فترة ان لا يكون بينهما اي قاسم مشترك ولا حتى كلمة صباحية.
يقولون ان الكلمات هي المرحلة الاخيرة في التعبير، فقبلها يأتي التفكير الذي تسبقه النية... ولكن اين تقع النظرة من ذلك؟ تسأل نفسها.
النظرة تختصر الكلمات والافكار والنيات...
في بعض الاحيان نتكلم الى شخص دون النظر اليه، وفي هذا نحن لا نريد ان نقول له شيئا.
وفي احيانا اخرى ننظر فقط الى شخص ما ونقول كل مانريده دون ان ننبث ببنت شفة كما يقولون.
لذلك قررت الا تنظر اليه...
ارادت بطريقة ما ان تلغيه، كانه ليس موجودا...
لم تكن تدرك قبلا ان النظر يمتلك هذه القدرة على الخلق، فانت تنظر ماهو موجود بابعاده المختلفة، ولكنك لن تنظر ماهو غير موجود...
ان تحوّل الموجود الى غير موجود، فقط عبر النظر، فهذا بحد ذاته ماتبتغيه الان معه.
هي تتحاشاه وتتجنب النظر اليه في محاولة لالغائه...
عكسها يفعل هو، يتعمد النظر اليها، عندما تتحرك في البيت، عندما تقف امام المرآة، عندما تسرح شعرها، عندما تقوم بتحضير الطعام، عندما تقف على الشرفة، عندما تجلس تشاهد التلفزيون، عندما تستلقي لتقرأ او حتى عندما تكون نائمة وفوقها عددا كبيرا من الاغطية...
تشعر انه بالنظر اليها غصبا عنها ينتهك حرمتها... يخترق حميميتها... انه بطريقة ما يتعدّى عليها.
وهو يتقصّد النظر في محاولة يائسة لاستعادتها، يلاحقها بنظراته كانها من ممتلكاته، ففي ذلك استباحتها له... هو يريد بسلطة النظر ان يخضعها له، فيتأملها ويطيل النظر.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوق
- ابتعد كثيرا
- في احضان الطبيعة
- وشتي الملكة وحق الرفض
- يطل وجهك القمر
- الكتابة
- كل شيء عبث
- جسر العبور
- البيوت عمرنا الارضي
- عيناك بيتي
- رغما عنك
- عبر الحذاء
- فتاة الحلم الازرق
- هربا الى الموت
- ليلة مصرية تراقص الزمن في اسبانيا
- عزيزة براهيم: صوت صارخ للوطن
- رشيد الخديري في الخطايا والمرآة
- في حضرة الامير
- الخصم
- عيدك ياحبيبي


المزيد.....




- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - سلطة النظر