ما بعدُ الثلاثين منْ سِجني

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 1240 - 2005 / 6 / 26 - 09:13
المحور: الادب والفن
    

يا من تقرئين كلماتي
لا تحزني على ما بقي من ضوء شموعي
وترجين أن يظهر المستحيل من بين عيوني
ويكون ما بقي في عمري عبدا لمقلتيكِ

* * *

أمزق ورقة جديدة في هذه الصفحات المملة
كأنها خطاب لرئيس قريشي
ما بقي في أوراقي يا سيدتي ...... غابات من النسيان
فات عليها إعصار واحرق أجمل ما فيها من أحلام
ليست أحلامي مستحيلة يا سيدتي
فهي مصنوعة من بقايا ضحكة
رسمتها على جدران مدينتي الحزينة وتركتها بين الطرقات
ضحكة علمتني أمي كيف أقولها
وكيف أوزعها على كل نساء الأرض بالمجان

* * *

أزقزق بين أحلامي كل صيف
وأتذكر ما بقي منها حي ومن لا يزال في غرفة الإنعاش
أحلام دفعت لأجلها ألف ألف قطعة من جلدي
ونزفت لأجلها دما صار جدولا بين الرافدين
أحلامٌ مازالت تسبح بين شرايين طفولتي وقومي
وكلفتني بعض فتاوى شرعية
توصي بان ادفن في المقابر الغير جماعية
والتي لا ينهى عنها ربنا ولا السنة القبلية

* * *

كان لي تهم كثيرة يا صغيرتي
فمنها بوليسية ومنها أستخباراتية
وأكثرها لا شرفية
فمنذ ثلاثين عاما وأنا ارحل من محكمة إلى أخرى
حسب تنسيب الأوامر الشرعية
وكلما انتهيت من حكم انتظر حكم أخر
يعيدني إلى زنزانتي الشرقية
وكلما سألتهم لماذا ؟
قالوا لي أنها آيات غير جدلية
وإياك أن تناقش فيها
فهي محروسة من قبل مولانا السلطان
ذو الحنكة الإلهية

* * *

منذ عشقتك وأنا أرتجل كلماتي كالأطفال
وابحث بين شعرك عن حلم ألهو به كي أنام
وأدورُ على خصركِ كالهلال
يا امرأة زرعت في وسط أحشائي قصيدة
كفرت بها كل القبائل
وأفتت برجمها جمعية الرفق بالأصنام
اكتشفت بعد تلك الليلة معك بان أخر اله كنا نسجد له
لازال في حضني ينام

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل