أين أنـا

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 1119 - 2005 / 2 / 24 - 10:22
المحور: الادب والفن
    

- قل لي يا سيدي ؟
- تفضل
- ما رأيك بجغرافية الأرض ؟
- جميلة جدا ..... لولا بعض الصعوبات
- أذن هي ليست جميلة ؟
- لا ..لم أقل ذلك بل قلت هناك بعض الصعوبات
- مثل ماذا ؟
- هي كالمرآة
- وما أوجه الشبه بينهما ؟
- على قدر جمال المرآة كان جمال الأرض وعلى قدر ثورة براكينها تثور المرآة وعلى قدر تقلب طقس الأرض يتقلب قلب المرآة . فالمرآة عميقة كالجبال إذا كنا نقبل قممها والمرآة بسيطة كالحشائش إذا جلسنا في أحضانها والمرآة مخيفة إذا دخلنا في أحلك تاريخها فتاريخ الأرض مليء بالكهوف كالمرآة مليئة بالأسرار والغموض
أن دخلت كهف فلا تدري نفس أتخرج باكتشاف يغير وجه الأرض أم أن الأرض ستبتلع مستكشف أخر كما ابتلعت ألاف غيره ؟
- وهل هنالك علاقة أخرى ؟
- نعم فحتى أسمها هو أنثى وكل قاراتها السبع لها تسمية الأنثى ولكن كل المحيطات والبحار لهم تسمية الذكر لذلك يحيط الرجل بالمرآة دائما لكنها هي التي تحد منه وتمنعه أن يصل إلى اليابسة وتخاف هي أن تنزل إليه لأنها تعرف أنه عميق حتى أللعنة ... ولا أمان له والضغط يزداد في أعماقه كلما حاولت أن تسبر غوره أو تصل إلى قراره ... فالموت يرقد منتظرا عند أخر نقطة
- وهل ستظل هذه المعركة .. عفوا هذه المعادلة الغير عادلة قائمة إلى الأبد ؟
- نعم ولن تستطيع أن تمنع الاثنان أن يلتحما ببعضها البعض فستنعدم الحياة ولن ترى للبشر أثر وسيصبحون بلا قلوب ثم بلا حب ويتحولون إلى طعام للأسماك أو يتحولون إلى أسماك قرش
- أذن أنت تؤيد دارون ؟
- هو يتكلم عن نفسه وكل إنسان يعلم أصله أفضل من غيره
أما أنا .... فأنا الناطق الرسمي والوحيد باسم التاريخ والمرآة الذي لا يزال على قيد الحياة
منذ أن أبتلى الله أدم بحواء

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل