أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - أمازالَ أسودَ هذا الشِباطُ؟














المزيد.....

أمازالَ أسودَ هذا الشِباطُ؟


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمازال أسود هذا الشباط؟


استفاق العراقيون صبيحة يوم مثل هذا، في الثامن من شباط 1963 على فاجعة لم تكن في الحسبان؛ إذ غدر الأنذال من البعثيين ومن شاكلهم من القوميين والرجعييين ومن ضربت مصالحهم ثورة الرابع عشر من تموز 1958، التي دكت معاقل الاستعمار البريطاني، وألغت نظام الملكية التابعة له، فأقامت النظام الجمهوري، وأصدرت قانون الإصلاح الزراعي، وأنصفت الفقراء والمعدمين، ووضعت قاعدة لصناعة وطنية متطورة، وفجرت طاقات الجماهير المكبوتة من خلال منظماتها السياسية والمهنية، ووضعت الخطط الكفيلة بتحرير واستغلال الثروات الطبيعية استغلالا وطنيا، واتبعت سياسة خارجية مستقلة من خلال مجموعة دول عدم الانحياز، مع التضامن مع حركات التحرر الوطني، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
لقد مهد الأوباش لانقلابهم المشؤوم بممارسات مدعومة من قبل بعض الأنظمة العربية الحاقدة على توجهات الثورة الوطنية، وبعض المراجع الدينية التي غاضها توجه الثورة العلماني الذي لم يتعرض للشعائر والطقوس الدينية، وبعض القيادات الكردية الإقطاعية؛ وذلك باختلاق خلافات وصراعات بين الأحزاب والقوى التي تحالفت وخططت للثورة، وانشقاقات على مستوى القيادات المتشاركة في حكومتها التي وصلت حد محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة من قبل زميله عبد السلام عارف، ومثلها محاولات حزب البعث الفاشلة لاغتياله، وتسلل القوى المضادة للثورة إلى مواقع حساسة في أجهزة أمن الدولة التي وجدت فرصتها لزج الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين في المعتقلات، واتباع سياسة كبت الحريات، وتشجيع الفوضى، ورفع شعارات غير مقبولة جماهيريا منسوبة للشيوعيين بهدف إثارة الراي العام من البسطاء ضدهم.
لقد ارتكب الفاشيون يومها جرائم فضيعة راح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا العراقي الشرفاء، أغلبهم من الشيوعيين الذين هبوا للدفاع عن ثورة الرابع عشر من تموز وقيادتها المتمثلة في الزعيم عبد الكريم؛ فقد قتل منهم من قتل وهو يقاتل، أو تحت التعذيب، ومنهم من نفذ بجلده إلى دول الجوار، ولا ننسى بيان الحاكم العسكري سيء الصيت رقم 13 القاضي بإبادةالشيوعيين، وهتكت الأعراض، وديس على أبسط المعايير الأخلاقية؛ على يد فرق الحرس القومي التي تشكلت من المجرمين وقطاع الطرق والمنحرفين، وتحول البلد إلى ثكنة عسكرية تمارس القتل والرعب والاستفزاز، وقد كان ضحيتهم كثير من الأبرياء الذين لا ذنوب لهم سوى تعاطفهم مع الثورة والحفاظ على مكاسبها ومستقبلها.

أما الزعيم عبد الكريم قاسم فلم يكن مُصدِّقا أن شعبا أحبه وأخلص له يمكن ان ينقلب عليه؛ فحضر إلى وزارة الدفاع بكل ثقة بالنفس، والجماهير احتشدت في محيطها تطالب بتسليمها السلاح للدفاع عن الثورة وقائدها، واستطاع المتآمرون بخداعهم شق صفوف المحتشدين من خلال خداعهم بترديد شعارات تمجد الثورة والزعيم، وقصفت وزارة الدفاع ليُلقي القبض على الزعيم ورفاقه، وتم اقتيادهم إلى مبنى الإذاعة لتنفذ بحقهم أبشع جريمة إذ قتلوا رميا بالرصاص وهم مُقيَّدون، وأخفيت جثة الزعيم عبد الكريم في مكان مجهول.

لقد تركت تلك المؤامرة آثارها على مستقبل العراق حتى يومنا الحاضر، ولعل فترة البعث الصدامي البغيض غير غائبة عن الأذهان؛ حيث أغرق البلد بجرائم القتل الجماعي لكل قوى المعارضة، والشعب الكردي، وقيدت الحريات، ودمر الاقتصاد الوطني، ناهيك عن العزلة عن العالم الخارجي ثقافيا واقتصاديا وسياسيا؛ جراء تورطه في حروب فاشلة غير مبررة، ومواقف غير مدروسة في العلاقات الخارجية بعيدا عن إرادة الجماهير، ودورها في تدبير شؤون الدولة، والانفراد باتخاذ القرارات من قبل من سمي بالقائد الضرورة والرمز

لقد مهدت الفترة الصدامية البغيضة لأسوأ فترة في تأريخ العراق الحديث بعد سقوط النظام الصدامي على يد المحتل الامريكي جراء مساومته للقوى والأحزاب والشخصيات التي مهدت له طريق الاحتلال مقابل احتفاظها بالحكم، وحيازته على النصيب الأكبر من الثروات، والقواعد العسكرية التي تدعم سيطرته قطبا وحيدا في العالم، غير آبهين بأنهم استقدموا معهم شباطا أسود جديدا لشعب العراق؛ ففتحت الحدود على مصاريعها للإرهاب، وعناصر مخابرات دول الجوار، والمخابرات الصهيونية، فأغرقت البلاد في بحار الدم والضحايا هم الفقراء الأبرياء، وقيدت الحريات، ونهبت الآثار والثروات، وأهملت كل مفاصل الدولة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وخدميا، وتحول الوطن الواحد إلى ما يشبه الولايات غير المؤتلفة، وهمشت الطاقات من كل الاختصاصات؛ بل هُجر أغلبها، واحتلت العناصر الهزيلة الفاسدة غير المؤهلة أغلب المفاصل الحيوية، ليشاع الخراب والدمار والفوضى، والأبغض من ذلك تمسك تلك الأحزاب والشخصيات بزمام الحكم رغم فشلها الذريع المخزي؛ فهل من صحوة لشعبنا العراقي تقاوم هذا الشباط الأسود الجديد؟

الثامن من شباط - 2014



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيُّها الغيارى، أحسِنوا الاختيار
- لولا ( أمُّ الحبوكرِ ) لكُنَّا بخيرٍ، منْ زماااااان...
- التجمع المدني الديمقراطي ضرورة حتمية
- عادتْ ليلى... شِعر
- ليلةُ حُبٍّ فيسبُكِّيَّة... قِصَّةٌ قصيرةٌ
- هل يعودُ السنونو؟ نص شعري
- في رحابِ الإمام عليٍّ، عليهِ السلامُ
- قَسَمٌ ... نص شعري
- قَسَمٌ
- لقاءٌ على رصيفٍ رطبٍ
- نداء، نداء استنهاض الهِمم لأهلنا في الداخل العراقي
- امرأةٌ مِن ماءٍ وطين
- أضغاث أحلام
- موجز سيرة حياة المناضل، طيب الذكر، نعمة فضل عبد الزهيري
- يا محلا النصر بعون الله، هه هه ها
- لو.. لو .. لو..؛ لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي
- شباطُ الأسودُ، نصفُ قرنٍ، ذكرياتُ الزمنِ المُرّ
- الأخرَسُ لَنْ يَخرَس.. لمناسبة مرورِ عامٍ على اغتيال الشهيد ...
- الصِّياغةُ اللُغَويِّةُ للخِطابِ قد تُشعِلُ حرباً، وقد تُخمِ ...
- خيطُ الدِما من بغدادَ إلى الشامِ... قصة قصيرة


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - أمازالَ أسودَ هذا الشِباطُ؟