أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - ديمقراطيّ دون أنسنة، زاهد دون محبّة














المزيد.....

ديمقراطيّ دون أنسنة، زاهد دون محبّة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لخوانجيّة: المشتغلون بتجارة الدّين و تجارة المعنى من أجل تسيّد الواقع، يتّجهون نحو إعادة تكتيكات مجرّبة ناجحة .
بدأ سمير ديلو بالعودة الى المسرح . تفنّن الغنّوشي في الحديث عن العدالة الانتقاليّة و حكمة المحاسبة الفرديّة. تراجعوا عن كثير من وعودهم الدّستوريّة، مقابل ما يعدّون له من سيطرة طويلة الأمد على الواقع التّونسيّ.
المختلف أنّ التّونسيّين تجرّعوا الكأس المرّ مرّة ، و نهلوا من غوغائيّة خطاب المشاعر الدّينيّة، و قد تكون تكتيكات الغنّوشي سرابه المقبل و نهاية حلمه المفزع في حكم تونس .
هكذا هي الأشياء إلى حدّ السّاعة، نوفمبريّون ملتحون
و نوفمبريّون مدنيّون و نوفمبريّون. ليس منهم داع إلى ضرب المركزيّة في مقتل.
و لا فرض شركات تعاونيّة يشرف على تسييرها العمّال . و لا تحييد القوانين القسريّة و نفي الدّستور و تعميم مشاريع تواصل أفقي شبكيّ حرّ و إنسانيّ بين الجماهير.
إنّ اتّصدّي للخوانجيّة ، سيثمر دون شكّ ضربا لمركزيّة القيم الدّينيّة، خاصّة و قد فهم الجميع الرّهان، و أعلنوا تباعا انتماءهم الهوويّ. لكنّ إسقاط مشروع الخوانجيّة
لا يقع داخل الحقل الرّمزيّ ،إلّا بمقدار ضئيل تتركه المقرّرات الهيمنيّة الرّاسماليّة. لذلك، تسقط العمامة، و لا يسقط الاستبداد، و لا يسقط
الاعتراب و لا تكفّ المعاناة. يحتاج الأمر إلى بعض الاستقلال عن الحركة السّرديّة المتتابعة دون هوادة للفعل السّياسيّ الرّسميّ في تونس.
تلك المسافة ، تمكّن من مراقبة هادئة من أجل تمثّل هادئ ، أي موضوعيّ و لا إديولوجيّ لما تختزنه التّجربة اليوميّة من أحداث شديدة التتّعدّد.
يبدو جليّا أنّ الخوانجيّة يحوزون على خطابين مركزيّين، أوّل للدّاخل الشّعائريّ الطّقسيّ المتردّد و ثان للخارج الاحتلاليّ المهيمن.
و يغلب الخطاب الثّاني و يقرّر بدل الأّول بل و يحدّد له أزمنة و فضاءات الحضور.
زعيمهم في دافوس، جاهد من أجل صورة الدّيمقراطيّ الراّفض للعسكر، و المضحّي بالحكم من أجل سلامة بلاده، و المتفهّم للإلحاح الاجتماعيّ...
فيما يفرض حملة انتخابيّة يستند خلالها إلى أداء ما قبل 23أكتوبر 2011، مراكما صورة "المناضل الذي يضحّي في كلّ مرحلة . يُسجن لأجل تونس و يترك الحكم لأجلها أيضا"،
في حين أنّه سُجن من رفيق دربه بن علي و اغتصب الحكم معتمدا تزوير الإرادة الجماهيريّة في تحقيق الضّرورات التي من أجلها ثار البركان الخامد .
لم يكن الخوانجيّة تعبيرا عن قرار شعبيّ واسع. إنّهم صناعة إعلاميّة تمّ تضخيمها بشدّة. و قد انهاروا فجأة تحت ضربات الفشل و العجز و انفضاح مشروع سرقة الثّروة و احتكار المال لصالح منتسبيهم و قوّاديهم.
إنّ عمليّة سياسيّة مباشرة، ينخرط فيها المعنيّون باستعادة الحقّ في الحياة، ستنفي دون شكّ هذه البضاعة الشّهوانيّة الكاسدة المسمّاة خوانجيّة.
لكنّ واقع التّبعيّة الخوانجيّة للاحتكار الرّأسماليّ لوسائل البقاء بكرامة، لا يعني أنّ غيرهم ممّن تقترحه الفضاءات العامّة الرّسميّة ، بديل مناسب.
بل ربّما يكون أفضع من زاوية جشع مضاعف للهيمنة و سلب الحقّ كلّه و القمع الوحشيّ باسم الحداثة و قيمها.
الخوانجيّة مثل نداء تونس و التكنوقراط و الحركة الليبرالية ،أشكال مختلفة للارتباط
و تنوّع مزيّف داخل جسد استغلال و تغريب للذّات الإنسانيّة..
_______________________



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روايات -الوطن- ، واقع الاستعباد
- أزف زمن التقاطعات، للهزيمة أصل
- 17ديسمبر مجدّدا
- يمين الكاميرا، يسار الكاميرا
- الصيروة تخدعهم
- شارع الميزانية
- إننا نواصل معركة الأغلبية المسحوقة
- الفهم ليس التّفهّم:العلم ليس الإديولوجيا
- خبرة تخريج الأزمات
- الرؤوس تلتقي الفؤوس قريبا
- إما الوعي بتعادليتنا و زرع الحبّ أو الذهاب فورا الى الجريمة
- أزمة سلطة سياسية أم أزمة خيارات بين التثوير و الإصلاح؟
- تاريخ المنافع المشتركة
- مجالس محلّية ثوريّة ، لكن ما الدّاعي ؟ ما المهمّة؟
- الثورة على الماضي ؟
- مهمة ثورية عدد1
- إنسان التحرر لا إنسان الخضوع.
- يومان و نصف اليوم
- الفراغ
- بياض الصناديق مقابل لمعان الحجر:أي مصير نختار؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - ديمقراطيّ دون أنسنة، زاهد دون محبّة