أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رضا كارم - إنسان التحرر لا إنسان الخضوع.














المزيد.....

إنسان التحرر لا إنسان الخضوع.


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 11:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الديمقراطية عمل صناعي غير طبيعي و لا تلقائي. تهذيب للحالة الطبيعية المتأسسة على غلبة الاقوى جسميا. لم تعن في عصرنا ، غير إدارة اختلافات ما، و تهيئة الواقع لعمليات اختيار "حرة" لقيادات سياسية تؤمّن السيادة و الحكم ، و تضع القانون و الشروط الضرورية "للمواطنة". المأزق الخطيريكمن في تلك الاختلافات، التي يشكل كثير منها مناخات تهيئ لحرب ضروس . و ليس أبرز من الاختلافات الحدية الطبقية، بين محتكرين للثروة و الفرح المؤثث بالملذات ، و صانعين للثروة يشاهدون انصرافها عنهم إلى بطون و جيوب أُخر.
إن هذا الاختلاف الارضي الكبير لا يمكن أن يدار بغير الثورة و أداتها الحرب. و لذلك ليست الديمقراطية في راهننا ، غير تدوير الزوايا الطبقية ، لتمرير هيمنة الطبقة السارقة الفاسدة،
ومزيد تشيئة الغالب الأغلب من الناس .بل لعل العلم و الفكر عموما، بات سبيلا آخر لصناعة حروب تموه على الحرب الكبرى.
العلم بات النتاج التجريبي و الأكسيومي لإديولوجيا الهيمنة ممثلة في العولمة و القوى الاستعمارية ، التي جددت وسائل استغلالها وحربها على الإنسانية، باستعمال التقنية و النمذجة المعرفية و استتباعاتها الدغمائية الإديولوجية.
هينتينغتون و فوكوياما و محمد أركون في زاوية من زوايا كتاباته، أمثلة لهذه اليقينيات الميكانيزم، التي أفرغها الواقع من جذوتها الدلالية.
أين إسلام هينتنغتون و صراع حضاراته؟ كيف تكون الشركات العابرة للقارات و المحتكرة للربح
و المقصية للبشرية، رائدة لحضارة ما؟ أية حضارة يناقضها إسلام هذا الهينتينغتون؟
هل هذا مفكر أم جاسوس؟
و أركون الذي كتب الإسلام الفرنسي في مؤلفه الشهير : تاريخ الإسلام و المسلمين في فرنسا، الذي قدم له جاك لوغوف، هل أثرت فيه أحداث 11سبتمبر لدرجة ترك عقله و مناهجه ، و الانسياق خلف الاستعمار الفرنسي الذي شوه ماضيه و حمله من مستوى إبستيمي معين، إلى حقل دغمائي مسيج بثبوتيات و أرثوذكسيات "المسيحية"؟
فوكوياما الذي ناقض هينتينغتون ، هل تمكن من فضح الصراع الطبقي؟ بل هل هو مهيأ لهكذا نتائج؟ إنها إديولوجيا الفراغ الفلسفي و العبثية الإيتيقية، إديولوجيا السراب و التمويه و الاختباء. و هي إديولوجيا لتبرير الهيمنة و تسهيل بلع "الضادات " الأخلاقية و حتى الإيتيقية للرأسمالية.
ليست الديمقراطية غير شكلنة لسياسات تهدف الى تسيّد الكون . و هي معضودة ب"تقنيات" مختلفة للاحتكار و الإقصاء و الاستعباد ، تشكل عالما من الظلام و القتل المقنن.
ليست الأديان وحدها من تؤسس لظلمة الواقع من خلال أدبياتها المحتكرة للنجاة و الرافضة للآخر. الماركسية اللينينة التي قصفت ملايين الناس، و الرأسمالية التي نشأت متوحشة و هي تقتل منذ عقود الملايين و تخفي اسلحة الجريمة بعناية، تزرع هي الأخرى الظلام الأرضي. و إذا كان هينتنغتون خارجا عن الموضوع ، فإن أهم برهان يتمثل في التماهي الموصول بالتماثل في مستوى ناتجات احتكار الدين و الرأسمالية للحقيقة و السلطة و إرادة الهيمنة و نزعة الاستبداد .
انظر كيف يهرول أصحاب الطرح الديني خلف الديمقراطية. من إيطاليا و ألمانيا إلى إيران
و مصر و تونس إلى ماليزيا و أمريكا...المسمون "محافظين" ينهلون جميعا من عيون الإقصاء رفض الإنسانية . و يهتمون تماما بالديمقراطية التي تمنحهم شرعية متجددة لمواصلة الوجود.
لا يهم أن يربحوا بقدر أهمية الاعتراف بهم ك"محاولات سياسية" للوصول الى السلطة عبر الديمقراطية ...و ماذا يفعلون غير تكرار التبرير ، و إبداع المناهج و الوسائل المسهلة للبلع.
لقد تحولت الديمقراطية و الدين و العلم إلى أسواق ترويجية للرأسمالية ، و شركات ذات أصول "نظرية" تسند المؤسسات المالية الاستعمارية في العالم ، و الشركات متعددة الجنسيات
و متعددة الأهداق الاأخلاقية .
ديمقراطية من و ماذا ؟ ديمقراطية اختلاف من مع من؟ إدارة أي اختلاف، و بأية وسيلة؟
بل من يصنع الديمقراطية؟ من يراقب نتائج الانتخابات؟ من يصدر أحكاما حولها؟
أ ليس جيمي كارتر ؟ أ ليست فريدم هاوس التي كونت سمير ديلو و محسن مرزوق على سبيل الذكر؟ الديمقراطية التي تجعل حزب الله و المستقبل و القوات اللبنانية يفوزون؟
الديمقراطية التي تترك الساحة للتجمع في مصر و تونس و البعث في سوريا؟
مزيفة أو نزيهة، ديمقراطية بشار أو ديمقراطية بني ظلام ، النهاية واحدة، صناديق اختيار
و صناديق اختبار. اختيار وحوش بأنياب أفضل، و اختبار إنسانية فقدت شروط إنسانيتها. صناديق من يدفع أكثر، من يقبل سعرا أقلّ، من يبيع جسد الاستسلام و يعرّي جسد الخنوع.
لذلك كل ما يعتبر اختلافا و ما يجترح في سبيله من حوارات و مفاوضات لإدارته و إيجاد صيغ تواصل رغمه، ليست غير مجموعة من السياجات الخادعة و الأقواس المموهة على الحقيقة الموضوعية على الأرض: حقيقة تخريب الكون لصالح حفنة من الوحوش المطلية برداء الإنسان. جماعة الرأسمالية و مريدوهم من المتدينين و اليسار الجديد و الصهاينة و الفاشية.
الاختلاف قائم بين الإنسان و رأس المال. كل رأس المال ما كان أملاكا و ماهو رمزي ، لغويا كان أو سيميائيا.
ليس ثمة اختلاف بين الجمهوريين و الديمقراطيين و لا بين الشيوعيين و الليبراليين و لا بين الإخوان و "الديمقراطيين العلمانيين"،جميعهم واحد، إما مبرّر أو فهو يبرّر. يبرّر لصوصية سيده ، و يحيل أوراق اعتماده قواده على إنسان التصفيق الذي سلبوه الخبز فتمكنوا من جرّه كالكلب إلى حدائق الجنة أو حدائق الرفاه.
غير أن القادم ستزرعه الإنسانية المقاومة حربا ضد المخادعين ، حربا ضد العلم الذي يصنع الموت ليدافع عن حق أمريكا في الهيمنة على العالم. كأن أمريكا ابتكرت ربّا آمن به الجميع، ثم ادّعت حصرية تمثيله. الإنسان مطالب بقتل هذا الربّ القبيح ، الرأسمالية التي لم تكن يوما غير إديولوجيا هيمنة و امتصاص عرق و دماء.
و لن يطول ذلك ، لن يدوم ذلك ، حركة المقاومة ستلد حركة الانتصار.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومان و نصف اليوم
- الفراغ
- بياض الصناديق مقابل لمعان الحجر:أي مصير نختار؟
- البديل المطرقة
- الخبز ضد القمر
- المطرقة النيتشوية
- بمناسبة الثورة الكروية في بنزرت:شعب التكوير لا شعب التثوير
- الصناديق تتحول إلى نعوش
- الحقيقة-السيادة-التاريخ
- شارع المُوازين و حرب الدلالات: تاريخ موضوعي للمقاومة
- البغل و المقاومة
- أبناء الخديعة
- جزء من ذاكرة الثورة


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رضا كارم - إنسان التحرر لا إنسان الخضوع.