أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - الخبز ضد القمر














المزيد.....

الخبز ضد القمر


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 16:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مقاطع مصورة بلا عدد، تروي حكايات "نجلاء بوريال، منجي الرحوي، إياد الدهماني، عصام الشابي، سمير بالطيب، محمد الحامدي،" و البقية الباقية من أهل الكهف .
المنجي الرحوي يفجر قنبلة داخل كتلة النهضة...برافو نجلاء بوريال تحطم سهام بادي، النائب إياد الدهماني يفضح حكومة الرش... و خطابات صارخة عالية ، تشرئب لها أعناق ولهانة، رانية ، مندهشة، مستمتعة بكل الأحوال...
زعيم مفدى ما، يخدش وجه حاكم فاز "في غفلة" عن التوحد السياسي بين "المعارضين. زعيم مفدى يلقي قصيد التصدي ، فتنتشي ذائقة التلقي مزغردة بالتهليل للزعيم و عرض خطابه "التاريخي" على جمهور الفايسبوك العطشان إلى هكذا خطاب...
لست أعجب لانتهازية الرحوي، و إصلاحية بوريال، و خيانات الشابي و دهمانيه، و صعلكة بالطيب و سفسطة الحامدي. لا أعجب للباعة المتمرسين، أعجب للمشترين الصم البكم الذين لا يعقلون شيئا إلى الواقع.
أعجب لطلبة و معلمين و أساتذة يلهثون خلف الرحوي و "خطبه الثورية" ، و لا يلاحضون ، يا زمن الرداءة، أن الثورة تقع على الميادين ، أن الثورة تحفر السماء و تزرع عليها الأرض.
أن الثورة جدل نازل مستمر ، يواصل النزول دون ن يصعد أي جبل أو أي ربوة.
الثورة مزيد من الحفر و الخوض في الأعماق.
أودية سحيقة سحيقة مازال على الثورة أن تحفر وصولا إليها، و منجي الرحوي على قمة أفريست...يا زمن الرداءة.
دولة عصام الشابي و علي العريض ، لا تهتم لأمر عشاق القمر.
و تسألون عن القمر و عشاقه. ليس لي من إجابة غير القصيد القاتل للحبيب نزار قباني. "عندما يولد في الشرق القمر" و يخطب الزعيم الأغر، "فيموت الناس إذا عاش القمر"
إنها رغبة دفينة متوارثة لدى عموم معاصرينا :الرغبة في "معدات الخدر" . تلك الأدوات العريقة التي يحقنون بها أرواحهم ، فإذا هم أسرى أفيون خطابي شديد التأثير.
و الميدان ،حيث الأودية العميقة، و الأرض العالقة بين العدم و التهميش، يصير من يوم لآخر ، معضلة أصلية بمستوى "الخطيئة الأصلية". إنه ذلك الميدان الذي يحكي عنه الزعيم و يسعى إليه المستمعون. فلا الزعيم عرفه بعد عقود من ترداد حكاياه، و لا المصفقون وطئت أقدامهم أرض الميدان.
و فيما تواصل الرأسمالية إعادة إنتاج نفسها و تكرار التاريخ في أشكال فاضحة، يواصل "المعارضون" التبضع من سوق لغوية باتت مقفرة، و النهل من سيميولوجيا سقطت عن تساميها...
السلطة القميئة تلد البنية التسلطية و الأداة التسلطية و تفرض واقعها و تعاود الكرة. فيما يتلهى "المعارضون" بالدعوة إلى الانتخابات و زمانها، و الموعد و مضامينه...
حوار وطني آخر، سحلوا خلاله جثة الاتحاد العم التونسي للشغل، و غابت عنه غوغائية النخب المتعالية عن الشيوعية.
و يتبادلون اسباب الخيانة. أولئك الذين لم يجدوا في دماء شهيدهم شكري بلعيد مناسبة للجنون وفق العبارة الفوكوية. جنون ينتهي الى افتكاك الحكم. بل كان جنونهم تكرارا مملا لنرجسيات الدينصور الستاليني الذي صاح عاليا: نم يا حبيبي نم...و صاح التاريخ النائم في ضميره المندثر: إلى النوم فالنوم سرّك الدفين يا حمّة.
إذا كانت هذه الدولة لا "تلد " حقوق الناس في البقاء بكرامة ، و إذا كانت تستعيض عن واجبها في تحقيق الخبز و تفعيل العدالة في التوزيع و العدل، فإن المقاومة مطالبة بإسقاط الدولة.
و لما كان العمل المسلح يحتاج أدوات لا تتوفر ، فإن شروط المقاومة لا تسقط بالضرورة.
إن المقاومين مطالبون بتوحيد مجهوداتهم و تعبئة قواهم باتجاه "الاستثمار في الواقع" . لنقتسم الخبز مع المهمشين ، حتى نقوى على الانخراط ضمن وجودهم. وقتها فقط سنتمكن من إعادة تشغيل "ذاكرة بشرية " أصابها الصدأ من اشتداد الرطوية و الرخاوة .
وحدها تشاركية البقاء توحدنا، و كل اللّغو المتعلق بغير ذلك ، يعود بنا إلى مسطّح الزعيم الخطيب .
رضا كارم.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطرقة النيتشوية
- بمناسبة الثورة الكروية في بنزرت:شعب التكوير لا شعب التثوير
- الصناديق تتحول إلى نعوش
- الحقيقة-السيادة-التاريخ
- شارع المُوازين و حرب الدلالات: تاريخ موضوعي للمقاومة
- البغل و المقاومة
- أبناء الخديعة
- جزء من ذاكرة الثورة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - الخبز ضد القمر