أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين والانتظام














المزيد.....

الدين والانتظام


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 18:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدين والانتظام
مع حاجة الإنسان للنظام في أولى إدراكاته الحسية وما أستلزم للتكوين الجماعي والاجتماعي من شروط واستحقاقات في تحوله من الفردية نحو الاشتراكية مع الغير وأولهم عالم الأسرة حضر العالم الغيبي في عقله فاعلا أصليا لا خياري مطابقا لحال المجهول المعقول تفريقا عن المجهول اللا معقول وارتبطت التفاسير به وأعادته المفاهيم المجردة هذه والتي لا يمكن في وضعه العقلي البدائي أن يدرك حدودها في حينها ,فأرتبط المجهول المعقول بالمعلوم الحاضر خلطا بلا حدود واعتبار الكل واحد من مصدر غير معروف ولكنه معلوم فنشأ بذلك الدين الإيماني كبديل عن حقيقة الدين العقلي المجرد بالإشارة الى كتلة المجهول هذه في أثرها وتأثيراتها دون أن يعي إلا تدريجيا ومن خلال أشخاص عندهم مبررات وقواعد وسلوكيات تقنع العقل بفهم المجهول المعقول فصارت كل ما نقل عنهم أو بهم أديان بسمات خاصة تنتسب ليس للعقل باعتبار أنه هو الفاعل المدرك ,بل بالناقل الذي أستحق الانحياز العقلي له لأنه كسر المجهولية.
مع تعدد الناقلين وتنوع الأفكار وأحيانا تعارضها فيما بين مفردات وقوانين التبرير وليس بأصل صفة الدين العقلية نشأت سلسلة طويلة ومتنوعة من الأديان هي بالظاهر أوجه مختلفة من فاعليات تعاطي النظام العقلي مع مفردات الرؤية هذه أو تلك ,الحقيقة المفجعة التي يحاول الأغبياء تناسيها أنها جميعا تنتسب للعقل وحده وجوهرها واحد هو قوة تعاط العقل مع مضامين كل رؤية بنفس الأسلوب وبذات الطريقة أي أن الدين كشكل خارجي لا يعني العقل بقدر ما يعنيه كيفية الاحتكام له ,أي أن طريقة انضباط العقل ونظامه بالمحيط وتفاعله معه هي نتيجة واحدة تسمى (( دين )) وبالضرورة أن الأشكال المتنوعة من التعاط تأخذ منهجية واحدة هي لا ننكر أن نسمي قواعدها أيضا (( دين )) ,فالدين بالتالي واحد كونه طريقة للفهم مرة وكمنهج يضبط سير الطريقة مرة ثانية, أما المعطيات الناتجة من فعل العقل وهي لاحقة لوجود الدين وليست أصلية تسمى التدين وهي متعددة ومتنوعة وحتى داخل الإطار الديني الواحد تتنوع لأن العقل البشري غير متساو ولا متماثل لا بالتجريد ولا بمصاحبة العوامل الخارجية والداخلية.
كلما تتجدد وتتنوع المعطيات وبتأثير نفس النظام العقلي تتجدد الرؤى سواء بفعل ذاتي خاص أو بمحفزات ودوافع معلومة وأحيانا تنتج من خلال حس التجربة أو ضرورة الحاجة وأحيانا قليلة نتيجة المقارنة المجردة التأملية أو حتى التخيلية يكتشف العقل فروق لا تلبث أن تتحول إلى إشكاليات عقلية تفجرها تعاظم وتراكم التجربة الكونية وحتى الفردية فينفجر التضاد والتناقض إلى صراع عقلي وجودي متعدد الأقطاب يمتد من المعلوم العقلي ليلامس بعض أوجه المجهول العقلي وبتجاسر العقل في كل مرة لانتهاك هذا المقدس الغيبي ليخرج بمعطيات جديدة تكشف قدرة الإنسان على تطوير الدين بل وحتى خرقه أو رفضه في أحيان أخرى.
هل يعني رفض الإنسان المتمرد والخارج عن دينه التقليدي أو حتى رفضه لكل الأديان الراهنة أنه خرج حقيقة عن واحدة من أهم مستلزمات الوجود وهو منهجية وطريقة نظام العقل ,الصورة المتحصلة لا بد أن ترتكز على نتيجتين وهما أما أن يكون الانتفاض والخروج أصلا عن العقل ونظامه لأنهما المسؤولان المباشران عن الدين وهذا يعني تخلي الإنسان عن عقلانية الحال الطبيعية بفقدانه العنصر المتحكم بالسلوك عنده مما يفقده شرط الوعي وبالتالي لا يمكن عد هذا الفعل تخلي عن الدين بل تخلي عن الوعي والإدراك فتسقط صفة كون الفعل ذاته هنا عقلي ولا حاجة للتصنيف أذن.
أو يكون الخروج هذا من الدين وقواعد التدين إلى رؤية جديدة وعوامل سوف تفعل على بسط مشروعها على النظام العقلي عند المتمرد أو الخارج لتكوين اتجاه ورؤية مختلفة حتى ولو كانت مناقضة أو مضادة لكل الأعتقادات السابقة ويعقلها الإنسان كلها أو بعضها بموجب نظامه العقلي ,وبالتالي فهو لم يخرج من (دين) إلى (لا دين) بل من دين إلى دين أخر لو فهمنا الدين كما بينا سابقا هو طريقة تعاط ومنهج يضبط هذه الطريقة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل إنسان عقل إذن لكل إنسان دين
- تجربة الدين والتجربة العلمية
- تعرية العقل
- استراتيجية التربية والتعليم في العراق رؤية حداثوية
- الرب المذموم والإنسان المعصوم.
- أعراب قحطان وعرب عدنان
- خطيئة التأريخ
- العرب والأعراب في التأريخ
- أول التأريخ حكاية
- أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
- مطر السياب
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح4
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح3
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح2
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ج1
- كتب إبراهيم في ليلة الوداع الاخير
- أتجاهات التغير ومسالك الطريق العربي
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج2
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1
- الديمقراطية والسلطة والشعب


المزيد.....




- البيت الأبيض: ترامب -فوجئ- بتصرفات إسرائيل في غزة وسوريا.. و ...
- وصفها بالمبادرة -غير المسؤولة-... وزير الخارجية الفرنسي ينتق ...
- كشفتها حبيبته الأخيرة.. نشر أسرار حصرية عن أينشتاين في كتاب ...
- محكمة مصرية تأمر بشطب اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قائمة ال ...
- -تروث سوشيال- مرآة لتقلبات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض ...
- مخاطر حقيقية بأفريقيا بعد تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية ال ...
- وزراء ونواب إسرائيليون يطالبون بضم الضفة أسوة بالجولان
- إيران تستبق اجتماع اسطنبول بإتهام الاوروبيين بالتقصير بتنفيذ ...
- اختبار الثقة بين الإيكواس وتحالف الساحل
- هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين والانتظام